سُلالَةُ أَنوارٍ كَمَا الدَّوحُ أَخْضَرُ ***
وعَرْفٌ شَذِيٌّ للفؤادِ يُعَطِّرُ
تَنَاسَلَتِ الأَغرَاسُ والفَيْضُ وارِفٌ **
كأَغْصَانِ رَوضٍ راحَ يَنْدَى ويَقْطُرُ
وَأَسرَابُ ضَوءٍ شَعشَعَتْ هَمَسَاتُها **
تَسُحُّ عَلَى الأَفلاكِ سِحرًا وتَأسِرُ
وَهَالاتُ حُبٍّ كالشُّعاَعِ هِدَايةٌ ***
تَزيْحُ جَهَالاتِ العِبَادِ وتُطْهِرُ
وَآيَاتُ تَوحِيْدٍ تُمّجِّدُ ربَّها ****
وَوَحيٌ وَتَسبِيْحٌ وَنَصْرٌ مُؤزَّرُ
هُمُ الحُبُّ والأَشذاءُ والحِلْمُّ والنُّهى ****
هُمُ اليُمْنُ والإيمَانُ والوَحيُ مَصْدَرُ
هُمُ الخَيرُ يَرقَى في العَلاءِ مَنَاقِبًا ****
هُمُ الشُّرعَةُ السَّمحَاءُ والنُّورُ مُبْهِرُ
هُمُ الكَوكَبُ الدُّرِّيُّ لَمْ يَخْبُ نُورُهُ *** *
هُمُ الغَيْثُ تِسْكَابًا فُرَاتٌ وكَوثَرُ
هُمُ نَسَبٌ غُرٌّ تَبَلَّجَ زاهِرًا ****
فَطَأطَأَ هَامُ الدِّهرِ يِكْبُو ويَعثَرُ
هُمُ فتيةٌ مِنْ آلِ هاشِمَ مَحْتِدًا******
مَطارفُ إصْبَاحٍ تُضِيءُ وتَنْشُرُ
أَبَا طَالِبٍ مَازلتَ نَهْجَ مُرُؤةٍ ****
ودَرسَ ابتلاءاتٍ لِمَنْ يَتَصَبَّرُ
أَيا فَادِيًا بالعُمْرِ والوِلْدِ أَحمَدًا ***
فَدَيْتُكَ أَولادًا وعُمْرًا يُسَعَّرُ
وكُنْتَ الوصِيَّ الثَّبتَ ظَلْتَ مُلَازمًا ****
على دِيْنِ ابرَاهِيْمَ لِلْحَقِّ تَنْصُرُ
لَكَ الشَّرَفُ الأَسْمَى تَسُوْدُ بِحِكمَةٍ ****
فَأَنْتَ امْتِدَادُ السِّرِّ والسِّرُّ جَوْهَرُ
وَرِثْتَ مِنَ الأَمجَاد مَاهوَ سَاطِعٌ ****
وَوَرَّثتَ أَمجَادًا مِنَ العِزِّ تُبْهِرُ
وكُنْتَ المُرَجَّى في احْتِدَامِ خُطُوبِهَا ****
تَصُدُّ بِعَزمِ الصَّبرِ شرًّا وتُنْهِرُ
أَيَاسَيِّدَ البَطحَاءِ وَابْنَ نِزَارِها ****
بِرُغمِ حِصَارِ الشِّعبِ بالجُودِ تُمْطِرُ
بِصَمْتِكَ مِقْدَامًا حَرَزْتَ تَقِيَّةً ****
نَفَحْتَ بِهَا الهَادِيْ ونَفْحُكُ أَذْفَرُ
عَجِبْتُ لِقَومٍ دِيْنُهُمْ بُغْضُ حَيْدَرٍ ****
وَمَارَقَّ قَلْبٌ مِثْلَمَا رَقَّ حَيْدَرُ
عَجِبْتُ لَهُمْ عُمْي القُلُوبِ وحِقدُهُمْ ***
الى الحَشْرِ يبقى بالمَفَاسِدِ يَجْأَرُ
لَقَدْ كَذَبَ الأَوغَادُ مَازَعمُوا , لَهُمْ ****
بِضِحضَاحِ نارٍ في القِيَامَةِ مَقْبَرُ
|