http://www.imh-org.com/
اوصى "بيت الاعلام العراقي" في تقرير صدر عنه، وسائل الاعلام بالمساهمة بشكل فاعل واستثنائي في التوعية من خطر فيروس كورونا، وتوفير الخبرات اللازمة لكوادرها في قضية التغطيات الاعلامية المتخصصة الطبية.
ودعا التقرير لتجنب التورط في اقحام التغطيات الاعلامية الخاصة بالوباء في السجالات السياسية، وضرورة التوجه نحو انتاج تقارير حصرية ذات صبغة استقصائية ولو صغيرة ومحدودة عبر لقاء اطباء ميدانيين ومرضى اصيبوا بالفيروس وكذلك مع عائلاتهم لأيصال تجاربهم ونصائهم الى الجمهور بسرعة وسهولة.
واشار التقرير الى ان العديد من وسائل الاعلام تجاهلت تخصيص تغطيات مناسبة لأنتشار وباء كورونا في الايام الاولى من انتشاره وصولا حتى منتصف الازمة في البلاد مطلع اذار (مارس)، في مقابل تهويل من جانب وسائل اعلام عبر تغطيات غير رصينة ساهمت في اعطاء اشارت متضاربة الى الجمهور والرأي العام بين الهلع، وبين التجاهل وعدم الاخذ الامر بجدية.
ولفت التقرير الى ان وسائل اعلام وقعت في اخطاء خصوصا القنوات التلفزيونية وفي برامج "التوك شو" الاكثر مشاهدة بين العراقيين، بعدما حوّلت قضية الوباء وكأنه قضية سياسية عبر استضافة سياسيين ونواب لا خبرة طبية لهم لمناقشة الوباء، في حين تم تجاهل استضافة الخبراء في الشأن من الاطباء والكوادر الصحية في هذه البرامج، وتم استضافتهم في برامج ثانوية في اوقات الصباح والظيرة وكأن الموضوع ثانوي.
وبين التقرير انه بسبب اقحام سياسيين في مناقشة القضية، تحوّلت تغطيات اعلامية الى منابر لتسقيط سياسي عبر انتقاد المؤسسات الصحية والقائمين عليها او انتقاد الجهات الحكومية والوزارية، فيما سمحت وسائل اعلام الترويج لتصريحات غير موفقة تتناول مفاهيم نظرية المؤامرة وغيرها مثل اتهام جهات دولية بالوقوف وراء الوباء، او التحجيم من الارقام المعلنة في دول او التهويل منها، فيما ساهمت وسائل اعلام بالترويج لرجال دين يتحدثون عن الروحانيات لمواجهة المرض، ورفض القرارات الرسمية لمنع التجمعات الدينية.
واشار "بيت الاعلام" الى غياب القصص والتقارير الحصرية والتحقيقات الاستقصائية الصغيرة مع مرضى اصيبوا بالفيروس ومعايشة اوضاعهم خلال فترة المرض واثناء الحجر، كما لوحظ غياب الخبرات التحريرية في صياغة الاخبار المتعلقة بالفيروس، اذ ان صياغة الاخبار بمعظمها تمت بنفس طريقة صياغة الاخبار السياسية والامنية، ما ادى لايصال تصورات خاطئة الى الجمهور عبر اخبار معينة مثل وجود ادوية لمعاجلة الفيروس او لقاحات ضده، في حين كان مضمون هذه الاخبار ان مراكز ابحاث طبية دولية تجري تجارب للتوصل الى علاجات.
يذكر ان منظمة الصحة العالمية صنّفت بشكل رسمي فيروس كورونا على انه وباء عالمي ودعت جميع الدول لاتخاذ اقصى درجات الحذر عبر الاجراءات الوقائية اللازمة لكبح انتشاره، وفيما اعلنت الصين السيطرة على الفيروس لكن دول كبرى مثل ايطاليا واسبانيا ودول اوربية اخرى فقدت السيطرة عليه وهي التي تتمتع بنظم صحية عالية الجودة.
وفي العراق، رغم اعداد الاصابات المعلنة تبدو محدودة الا ان نسب الوفيات الى الاصابات حلّت في المرتبة الاولى عالميا وبنسبة تصل الى 10% مطلع اذار (مارس) 2019 وانخفضت الى 7% منتصف الشهر نفسه، لكنها تبقى الاعلى عالميا.
|