سرقة القرن بين المعوقات والمحددات وقبل ان نخوض في سرقة القرن نسأل ما هو الفرق بين المحدد والمعوق وهل ممكن ان تكون المحددات معوقات او بالعكس والى ماذا يؤشر وجود المعوقات و المحددات. فالمحددات هي الجزء الاصغر في العملية والتي لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاوزها .و المعوقات هي الجزء المفقود في العملية و التي تعتبر ركن من أركان العمل وبدونه تنتفي العملية جملة وتفصيل وغالبا ما تكون هي الاكبر كما يشير وجود المعوقات الى وجود نقص مفتعل او عجز حاصل يحول دون اكتمال سير العملية ولا يمكن ملئ النقص الحاصل دون وضع وصف صحيح للعملية لتحديد العنصر الناقص او المفقود الذي يسبب العجز ويدل وجود المعوقات على امور عده منها عدم صحة النظرية الموضوعة او عدم امكانية تطبيقها نتيجة لتعويم الواقع وخلق عالم افتراضي يحاكي الحقيقة. اما المحددات فهي تدل على صحة النظرية وصحة المطلوب وصولا الى البرهان فتكون المحددات حاكمه تصنف الاشياء كلا حسب اهميته ودوره في العملية. في ما ذكرت انفا يساعد في خلق قراءة سليمه لما يحدث . و لنبدئ خطوة بخطوه من أجل تسليط الضوء حول اهم الاحداث المفصلية في صفقة القرن. فقد اتخذت الحكومة الأمريكية تدابير اوليه لتهيئة بيئة ضبابيه مناسبة حول القيمة الفعلية لقوة النقد المصرفي وبثت مؤشرات حول تراجع قيمة الدولار ليبدؤوا برفع شعار أميركا اولا. بعد ذلك أخذت الولاية المتحدة الامريكية مجموعة قرارات بخصوص التعريفة الجمركية شملت كندا والصين والاتحاد الاوربي وكذلك تسديد المبالغ المتراكمة التي في ذمة الاتحاد الاوربي والخاصة بحلف الناتو. ثم خلق الساسة الامريكيين معارضه داخليه تتقاطع مع المعارضين للصفقة ولا يخفى على المراقب السياسي أن المال المتسرب من شركات القطاع الخاص والمستثمرين من دول حليفة لأمريكان والمعارضة لهم أيضا يشكل أحد الركائز التي تعتمد عليها الاحزاب المعارضة في الولايات المتحدة الأميركة و المؤسسات المدنية والإنسانية وغيرها. فحركت الحكومة الأمريكية مسرعة لتضع يدها في كل منابع المال الذي هو خارج ارادة الحكومة وكذلك من أجل قراءة الحراك السياسي بكافة اتجاهاته عن كثب. كما ظلت الصفقة في أطار مكتب رئيس الجمهورية ولم تستند كثيرا للخارجية الأمريكية ويؤكد ذلك وجد كوشنر عراب الصفقة بمركزه الوظيفي في البيت الابيض ممثلا عن اختناقات رؤوس الاموال التي أسات التصرف ولم تحسن التقدير في أدارة الصراعات لتعيد ترتيب مواقعها الجديدة من خلال صفقة القرن لفك أزماتها الاقتصادية وتحريك كساد اسواقها من أجل تحييد المنافسين لها في المنطقة وأن اللقاءات التي يجريها الرئيس وصهره من الناحية البروتوكولية كانت ليس بالمستوى الدولي وغابت عنها الوفود الرسمية التي ترافق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. كما لم تكن الدول المضيف للوفد الامريكي بنفس المستوى و تباينه الهيئات و الشخصيات المستقبلة لهم. وضعف دور الخارجية الأمريكية في الصفقة التي تمثل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و سوف أترك بعض الأسئلة لفسح مجال أكبر للبحث في حقيقة هذا الصفقة المزعم عقدها منها.
1- حجم المبالغ المرصودة للعملية واين تنفق ومن هو المانح وبأي صفه تصرف.
2- هل كانت هناك خطة فعليه موجودة اصلا كما يصفها البيت الابيض
3- ولماذا وعد نتنياهو ترام بانه سوف ينظر في الامر بنزاه .
4- فلسطين و الحوض المتوسط جزء من الصفقة ام نهاية الصفقة.
5- حلبة الصراع تحدد نوع السلاح وأدواته فما نوع الحلبة وماهي ادوات الصراع
وعودا على بدء أن المعوقات في الصفقة هي الغطاء الدولي و الاممي سياسيا وأخلاقيا و أما المحددات فهي كثيرة وأهم المحددات ما يخص العراق فما هو دور العراق في الصفقة لنحدد بعد ذلك مناطق القوة والضعف في القرار السياسي العراقي . هل العراق نقطة الارتكاز في الصفقة ام دوره تكميلي.
|