تُقسّم بعض العلوم العقلية الألفاظ ( كلمات وعبارات ) على قسمين من حيث المعنى :
الأول : الفاظ ذات معنى إسمي / ويشمل الالفاظ التي لها معنى بنفسها لا بغيرها ، كجميع الأسماء ، كما نقول مثلا ( جبل _ أرض _ ماء ) .. الخ ، فهذه الألفاظ وضعت وقُرنت بمعاني معروفة وتدل على أشياء محددة ..
الثاني : الفاظ ذات معنى حرفي / وتشمل الالفاظ التي ليس لها معنى بنفسها وانما هي عبارة عن روابط بين الفاظ القسم الأول أو قوالب لها ، وتشمل كل الحروف مثل ( في _ على _ الى ) فهذه الحروف لا يعرف معناها الا بالارتباط بغيرها من الاسماء ، وكذا تشمل هيئات الافعال والجمل .. مثل الفعل الماضي ( ذهب ) فصيغة الماضي ( فَعَلَ ) ليس لها معنى بنفسها ولكن عندما اصبحت قالباً لأسم - مصدر - ( الذهاب ) اصبح لها معنى وهكذا ..
أريد ان استفيد من هذه المعلومة في فهم ما يلي : كل ما في الكون ليس له معنى بنفسه وان المعاني الاصلية والمستقلة بنفسها حصرت بأسماء الله تعالى ، فأسماء الله الحسنى هي فقط الألفاظ ذات المعاني الأسمية ، ولا نقصد هنا المعاني اللغوية التي تقتصر على الدلالة فقط وانما نقصد ما وراء ذلك ، اي ماله قيمة ووزن سامي وعالي في عالم المعنى ..
أمّا الكون بما فيه من موجودات ومخلوقات ، شمس وقمر ونجوم وأرض ونبات وإنسان وحيوان ... الخ ، فأسماء هذه الموجودات كلّها عبارة عن قوالب - معاني حرفية - لأسماء الله الحسنى ، وإن لم تكن كذلك فليس لها اي معنى حقيقي ، فالشمس والقمر تجلّيان لنور الله ، والجبل لقوة الله والنار لغضب الله .. الخ ، وكما قال الشاعر ( وكل شيء ما خلا الله باطل ) ..
ولعل جميع الموجودات ممكن أن تصبح مظهراً لأسم او إسمين من اسماء الله الحسنى الا اهل البيت ع فهم مظهر لجميع اسماء الله الحسنى ، في الكافي : ( عن الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا ، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ) .
أمّا زينب عليها السلام ، فكانت لها الحصة الأكبر من أسم الله ( الصبور ) ، صبر زينب ، صبرٌ جميل ، وكيف لا وهي القائلة « والله ما رأيتُ إلّا جميلاً » ردّاً على سؤال ابن زياد لها : كيف رأيتِ صُنْع الله بأخيك ؟
عظم الله لكم الأجر بذكرى وفاتها عليها السلام