بصورة عامة يتعرض الانسان الى الامراض منها ما يصيب جانبه الجسدي كمرض القلب والعين والسرطان والشلل وغيرها الكثير من الامراض الخطيرة ، ومنها ما يصيب جانبه المعنوي (الباطني ) كمرض حب الذات والانا وسوء الخلق والبغض والطمع والعجب والرياء وحب الشهوات وغيرها الكثير من الافات الأخرى
وعلى الرغم من خطورة الامراض الجسديه على الانسان والتي تسبب أحيانا الى الموت كما هو اليوم مرض كرونا الذي انتشر مؤخرا وسبب هلع في كل ارجاء العالم برمته لسرعة انتشاره وعدم معرفة علاجه لهذه اللحظة الا انه لو تاملنا قليلا وقارنا بينه وبين عواصف امراض النفس التي تصيب القلب فنجدها لا تقل خطورة عنه فهي تميت انسانية الانسان وتجعله في خواء روحي اشبه بموت سريري ، وعلى الرغم من انه قد يعتقد الاخرين انها سهلة وليست بهذه الخطورة ، يقول الله عز وجل في التورات ( يابن ادم اذا وجدت قساوة في قلبك وسقما في جسدك ونغيصة في مالك وحريمة في رزقك فاعلم انك تكلمت بما لا يعنيك )
مرض واحد كالتكلم بما لا يعنيك كفيل بان يترك لنا اثارا بليغة على الروح وامراضا متعددة ومتنوعة على الجانب الظاهري ! ما بالنا اذا كان الى جانب هذا المرض امراض أخرى واكثر خطورة !!!
كيف سيكون حالنا ؟ سيكون مصداقا لقول النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ( في الانسان مضغة اذا هي سلمت وصحت سلم يها سائر الجسد واذا هي سقمت سقم بها سائر الجسد وفسد وهي القلب )
الا ان الله جل وعلا بلطفه وعنايته لم يتركنا فريسة في ذلك الدهليز المرعب والمظلم حيث يقول لنا في كتابه الحكيم
( الانسان على نفسه بصير ) فقد جعل الله البصيرة على اخطر جانب لدى الانسان وهو النفس ولم يجعلها على سائر الجوانب الأخرى كالقلب او العقل لما تحتويه هذه النفس من الامراض والكدورات والتسولات <br />
والبصيرة هنا هي كاضوء الكاشف عن خبايا هذا الدهليز المظلم ،
فعلينا ان نكون بمنتهى الشجاعة والصراحة في مواجهة ما تكتسبه انفسنا من تلك الكدورات المهلكة ونطبق ما قاله اميرالمؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام حيث يقول : ( على العاقل ان يحصي على نفسه مساؤها في الدين والراي والأخلاق والادب فيجمع ذالك كله في صدره او في كتاب ويعمل على ازالتها )
من عرف عيوب نفسه وازالها بماء الحب والتقوى فسيغير صفاته السيئة بأخرى حسنة فسيزيل الغضب ويحل مكانه الحلم ، والكبر بالتواضع والبغض بالحب والجهل بالعلم وغيرها الكثير وهكذا سيتحول شيء فشيئا الى انسان ملائكي بل حتى افضل من الملائكة ، الله سبحانه سيتولى كل ذلك يقول في كتابه الحكيم : (الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور) والنتيجة سيعرف ربه والتي لولا انه لم يزيلها لم يعرفه وسبقى في الظلمات كما يقول علي بن ابي طالب ع ( من عرف نفسه عرف ربه ) وتلك اسمى الغايات هنيئا لمن وصل الى ذالك الكمال ففيه يرى النور و القرب والحب الإلهي والراحة الأبدية والسعادة الدائمة في الدنيا والاخرة .
|