في حلمي
كأبتسامة بيضاء مثل أجنحة الملائكة
ورقة الماء ينساب في الساقية
وضحكة مثل وجه الشمس
يبعث الدفء بارض باردة
تنير عتمة الليل الطويل بأرض الثلج
قبل أن أراك
دون أن نلتقي
في يقظة الشتاء ووحشة الخريف
رايتك
عبر المسافات الطويلة
وجها من ضباب وندى
واضواء فيروز تنير درب السواحل
لآلاف الاشرعة الضائعة
في لجّة البحر
في منامي دونما جميع النساء
والألوان والأشكال
رأيتك
لمحتك
قبل أن أراك
في لجّة الضياع
والتيه في الصحراء
واضطراب المسافة نحو المدن الضائعة
في لهفتي ألى الخصب
سيدة الخصب
والزروع والماء والخضرة اليانعة
وواحة من روض وماء
قبل أن أراك
بعد أن مرّت ليال وامسيات
أذ نحن ألتقينا
تجمعنا الصدفة والشوق ألى ضمّة حانية
ودهشة بين أعيننا الرانية
قد شاقها الأنتظار ولوعة الحنين
قبل أن نلتقي
قبل أن أراك
كلوحة سرمدية
تومض في داخلي السحر والشعر والخيال
قديسة الجمال
وأجنحة السماء
قبل أن أراك
لكنك الآن جئتِ
واصبحت يقينا
وأحساسا من مشاعر خابية
وذبولا في الخدود الناضرة
مثل أوهام النساء الباقية
ليس فيك سوى الهيكل
وقطرة الجدول والساقية
لاتعرف الأرتواء
مثلما عرفت العطش
قبل أن أراك
في حلمي المستحيل |