• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الخباز ... لو سألوا الإنسانية عن هويتها لقالت أنا عراقية .
                          • الكاتب : علي مولود الطالبي .

الخباز ... لو سألوا الإنسانية عن هويتها لقالت أنا عراقية

 ** أرى في آهة كل مظلوم وجع الحسين ( ع )

** احلم برغيف اخبزه يشبع كل جياع العالم
** حياتي فكلها صور شعرية 
 
شعائر الإطلاع ومناهل الثقافة سجدت في يديه منذ صباه الثري ، طقوسه تضج بالأشعار الضالعة في حب العراق وارثه الضارب في عمق التاريخ ، أمطاره الغزيرة طالما أبكت الورق حين تمشي عليه ذاكرة وجع الحسين ( ع ) ، يخيط ثوب أيامه من خيال خصب يبري بين طياته أروع الصورة البنيوية المكتنزة بالشجن العطر ... له رسمه المتأصل في عربة المسرح الحسيني ، ومنه تجنح الكثير من الأرغفة الانطباعية صوب دالية العديد من الشعراء ، علي حسين الخباز إنسان يسمعنا ناياته على أنغام الفجر الضبابي الأول ، حينما كان يموسق فتات أحلام الصبا على سهل شاسع من العذابات ، وها هو اليوم يقطع ميدان الرمل بثقة مبارز شرقي نذر نصاله لشق غبار الجاهلية الجديدة ...
 
-        المسرح والشعر والخبز ، ينتظرون من حبرك أن يضوع في جلدهم ، ليعطيهم عطرا معرفا ذاتك ؟
 
::  ولادة كربلائية ، وطفولة بغدادية تنامت بين حضني المخيم الحسيني  والكرخ ـ الشيخ بشار، نزفت فجرها في جبين عراق يمتد في ذرى الجبهات .. في إحدى الجبهات عاشرت  صديقي  شهيد الطف عابس الشاكري وأدركت حينها فضيلة الجنون فأحببت الشعر والأضرحة والناس وصرت أرى في آهة كل مظلوم وجع الحسين ( ع ) .
 
-        أتنفس رائحة الخبز في سِفرك ، من أي ثغر نطقت حياتك ، أمن حياة الجوع ؟ أم من حياة الأدب ؟
 
:: أنا ابن شبع  ... عشت ربى  المخابز احلم برغيف اخبزه يشبع كل جياع العالم  .. عشقت منذ نعومة أحلامي  القراءة فغمرني النزف فتيا ، الكتابة عندي حياة خاصة لا تشبه حياة الآخرين ، أو هكذا أدعي عساني أطمح لفرادة  تقود العالم . 
 
-        المسرح وحرفته بين تضاريس حياتك ، كيف بدأت الولادة ؟ وأي الزوايا كانت تجوبها عدستك لتخبر المتلقي بان هناك أحداثاً سيبريها الممثلون على جسد الخشبة ؟
 
:: يشيد الجذر الثقافي لمرتكزات الانطلاق الأولي في حياة الأديب استباقية  تصبح دعائم تجربة  فتية في أي ميدان من ميادين التدوين  وأنا ما تعاملت مع التدوين المسرحي ككاتب محترف  أبدا  وحكمت على تجربتي بالفشل الذريع في المسرح لكونها لا تصلح  لمسرح تلك الفترة ، بعد عودة  الاتزان العراقي  حاولت أن اخترق  القاعدة  المعمولة في  المسرح الحسيني فأنشئت علاقة موطدة مع البطل السلبي لكونه مليء بشحنات التضاد بالصراع بالدراما فكانت مسرحيتي الأولى الصراع عن شخصيتين تدور رحى الصراع على وجودهما الأولى عمر بن سعد ، والثانية هي شخصية عمر بن سعد  أيضا وفي المحاكمة  كان بطل مسرحيتي حميد بن مسلم راوية الطف الوحيد هو من حمل راس الحسين إلى عبيد بن زياد وكان يزيد بطل مسرحية الخدعة  وعبيد الله بن الحر الرجل الذي دعاه الحسين عليه السلام فأبى نصرته  لكنه جاء إلى قبره نادما يستغيث من الألم .. ومثل هذا الفعل المسرحي  أراه قادر على كسر  نمطية الاستنساخ  المرجعي  الممل . 
 
-       ماذا عن صلوات الشعر في محرابك ... متى فرضت عليها الركوع على الورق ؟ وتحت أية قبة كنت تمارس طقوسها ؟ وكيف تتأهب للوقوف بين يديها ؟
 
:: في تفاصيل الطفولة مكونات تفرض نوعية  التفكير والذائقة  الجماعية  وتكوين الأمزجة  الموائمة  للنشأة  والتكوين .. وأنا ابن بيئة فرضت علي الشعر إذ عاملتني كشاعر ، أينما اذهب الناس يقولون هذا شاعر وأنا لم اكتب القصيدة بعد ،  طفولة خاصة عشت فيها اليتم بلا موت  وشباب  صرت فيه شاعر دون قصائد  وغرفت  أحلاما بلا عقل  ولذلك حرقت معظم قصائدي  في التنور ليباركها  القلب الحار .. ولم انشر إلا بعد الأربعين من عمري وهذه الحسنة أعطتني  فسحة  لتخصيب  تجارب حياتية  كبيرة دعمت  النص الشعري .. لا وقت محدد للكتابة عندي لكني تعودت أن اعتمر الصحو عند القراءة  واعتمر  صهوة جنوني لأكتب . 
 
-        الأدب : قضية ، وأفكار الشاعر جزء لا يتجزأ من مشروعه الشعري ، فكيف تعالج قضاياك الفكرية وتناضل لأجلها ؟
 
::  الأدب قضية وهذه  المعلومة  تشكلت في الوعي ، تعني لابد أن تكون القصيدة مضمونية  تحمل  الكينونة هوية  والتعبير ضمير تطبيقا لمعنى ( تكلم لأعرف من أنت ) ومثل هذا التشخيص  يجعل الشكل يتبع  متطلبات الاحتواء .. يرى  المرحوم محمود جنداري  أن الشكل  جدار من ورق  يمكن  للمبدع اختراقه ، وأنا أرى لا شعرية أطلاقا دون صناعة الدهشة  .. البعض يرى أن في الدين انغلاق وموانع  تحجم الكائن الإنساني من أن يعيش  الحياة  هذا الكلام جزء من حملة عزل الدين عن الحياة ، بينما هو كجوهر يمنحنا الحرية والجمال  فالملهمة الحقيقية التي سقتني الوجد هي كربلاء .. كربلاء الثقافة  والجمال و المعرفة واليقين  ومن سار صباحا  بين بساتين السور والبوبيات  أيام زمان سيدرك حقيقة شغفي ويرى الجنة عن قرب .. وفي كل الأحوال سيصعب التماثل بين الجوهر والتدوين  وسيكون كل ما نكتبه أقل من الطموح .
 
-        في خضم التصاعد الشعري ، كيف تروض اللغة لخدمة الصورة الشعرية ؟ وهل أضاقت لك عدسة الشعر في التقاط صورة ما ؟
 
:: توجد توهجات اللغة الشعرية في كل الأمكنة ، تجدها في تعاملات السوق وفي عتاب المحبين وفي خطاب  الثوار المحروقة أعصابهم  وفي ترنيمة الدلول  ونحيب المفجوعين  وتتوهج في كتاب الله وأرث المعصومين  ومراثي أهل البيت عليهم السلام .. ويعني كربلاء كلها شعر وصور  شعرية واللغة مروضة ، وأما حياتي فكلها صور شعرية  ولله الحمد .
 
-        " الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة " هل تتلمذ شيطانك الشعري على يد امرأة ؟
:: الشياطين تكبر على شرفات الحروب وخيانات الشعوب وبيع الأوطان والسراقين ، وأما الشعر فهو رحماني السمات تمت غوايته للخير .. وربما عجز البعض عن إدراك ماهيته فعاقروه بالخمرة والمجون ، بينما  للشعر ملائكة مسومون بالمحبة .. والمرأة بالنسبة لي ملاذ يقين .
 
-       بحكم صلتك الوثيقة مع الإيديولوجية الدينية ومفاهيمها العصرية ، كيف تصور حقوق المرأة في المنظور الإسلامي لاسيما مساواتها مع الرجل ؟ 
:: للأسف خدعت المرأة بكثير من الشعارات التي ابتدعها الغرب جذبتها المصطلحات الكبيرة التي شوهت الكثير من قيم هذه المخلوقة التي هي روح  المجتمعات ـ ربطوا الاندحار الأخلاقي في الغرب مع تقدمهم التكنولوجي والحضاري فصدروه كحضارة ولو ناقشنا بروية سبب هذا الاندحار لتوصلنا إلى  انه السبب الرئيسي هو عدم توقير المرأة   فلذلك توصل الحال إلى أن تكون المرأة  بضاعة جاهزة  للتسويق ، ولكي لا اتهم بالتخلف  أقول أن الذي اعرفه إن حلم المرأة الحقيقي  هو الزوج الآدمي والبيت السعيد  وأما مسألة العمل وغيرها فانا مع المؤمنات بقيمة ما يقدمن للمجتمع  وليس مع من يتمسكن بقشور  المدنية فالدين وقر المرأة  وظلمها تخلف المجتمعات  عن حقيقة الإسلام وجوهره .. ما يحز في النفس انقياد الكثير من الأخوات  للتقليد الغربي  وخاصة دخول الفضائيات إلى كل بيت فعل مشكلة كبيرة سنظهر عواقبها عند الأجيال القادمة .. أريد أن أقف عند حاله واحدة للاستدلال ، المعروف عن المرأة العراقية هي خجولة  في التوغل في مفردات تكسر خاطر الحشمة الآن الذي نلاحظه تأثيرا بالمستورد التركي بنات ابتدائية يتحدثن بطلاقة عن الابن الغير شرعي والذي أريد أن اصل إليه أن مثل هذا التدهور يحتاج إلى إبراز دور المرأة القيادية لكونها الأقرب للتفاهم مع هذه المحن والكوارث الاجتماعية القادمة .
 
-         هل تجد في سيكولوجية المرأة العراقية ما يؤهلها لتسنم مناصب قيادية في وضعنا الراهن ؟ 
:: نهج طواغيت ورد معناه عند طاغية العراق ( نسلم العراق تراب )  وهذا لا يصلح إلا لشراذم المجرمين من ذيول البعث المنهار .. ذيول خافت  من عظم جرمها فسعت إلى تشويه معالم العراق ونهضته وتشويه العملية السياسية التي عجزوا عن خلقها أو التصديق بإمكانية تطبيقها وهم في الوجود .. كونهم لم يألفوا سوى ما قدموه من محن وويلات طيلة خمسة وثلاثين عاما دمروا العراق اقتصاديا وعمرانيا وإنسانيا وراحوا يعمرون مواخير فضائياتهم بما يسيء إلى العراق ويقدم الظلمة الجهلة أصحاب حق ، كتب احد الإعلاميين العرب هل ما يقدم في هذه الفضائيات من هز وسط وإغراءات يمثل الماجدة العراقية ؟ أم يا ترى يمثل هزة الشوارب العراقية ؟ كتبت له المحنة أن هؤلاء الغجر هم من كان يقود العراق ولعقود زمانية مرة .. أنا لست مع النهب لكنه يمكن تداركه والقصاص موجود ، فمن ذا الذي يقدر أن يعيد الملايين التي قادها الحزب إلى لهب الحروب شهداء في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل واليوم يقودها اليوم إلى الفتك ، من يسكت فواجع التفجيرات التي هي كل ما يملكون من إنسانية .
 
-         قديما قال لويس الرابع عشر ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ، هل تصلح هذه العبارة لاختزال طموحات سياسيي اليوم ؟ 
:: لقد حاول الأوغاد منذ تسلم السلطة في العراق إلى تدمير ثقافة هذا الشعب الصبور الذي رأى الكثير من الويلات وصمد فالصبر ثقافة ووعي ، ولذلك لم يختل الشعب عند اختلال الموازيين السياسية ، البعض من الكتاب يستهين بثقافة هذا الشعب فاستسهل الكتابة وقدم السفاسف بحجة تمكين شمولية التلقي ، وأنا اجزم أن أغلبية الشعب من الفقراء ومن البسطاء هم اثقف من اغلب كتابنا . 
 
-        بعد سطوة الأحداث لم يعد ما مضى كما كان على حاله ، فإذا أردت منك أن تقترح إصلاحات للاتي فماذا تقترح على : 
العراق : 
:: القصاص القوي
ألام : 
:: تكريما  يعزها طوال العمر
الأب: 
:: تأمين لقمة العيال
المرأة : 
:: القوارير
الحكومة : 
:: أن يترك لها العمل بلا  مضايقات  وافتعال مشاكل أو سنقع في مطب كل حكومة أمامها عاثورة 
 
الشعراء : 
:: الجوع
-        بينما نستنشق أوكسجين الحروف ، أرى ذرف أمنية على باحة عينيك ، فماذا تتمنى لو فُتِحَ لك الزمان مصراعيه ؟
 
::  الأمنية سأقتص من البعثيين لكل كرامة أهدروها  .. ولا أريد عراقا تعمره الفضائيات . 
 
-       كثيرة هي معالمك الشاخصة ، واسنامك الشعرية ، وكتاباتك النقدية ، الم تحاول اختراع علاج شافٍ لمزمني الشعر ، أم ترى أن كفاءة نقاد العصر كافية لوصف كل الدواء ؟ 
 
:: علاج الشعر هو مزيد من الشعر . 
 
-        شمس كلماتك تضم في طياتها ... قناديل وجع ، وارى دساتير وطن ، والمس حكايا صمت ، وأنصت لماء متكسر العطش ، وأجوب صحراء مخضرة بالنساء ، أين حسك ألان من كل هذا ؟ وجديدك بماذا سيفوح ؟
 
:: أنا لست ناقدا وارفض النقد الذي يكمم الأفواه ارفض  أن يكون النقد شرطيا  عليه أن يقمع كذا ويقمع كذا والشاعر الغير حقيقي سيسقط ولا تنفع معه كل أدراج الأكاديميات فلذلك الأرغفة الانطباعية هي قراءات متلقي ليس لديها  معايير خاصة أو سلالم نقدية وأدراج  بل تحاول لولوج إلى عمق النص .. وكل نص له عوالمه وهذه العوالم هي حدود قراءاتي لست معنيا بدراسة الشعر المتحفية ، وعالمي يضج بالكثير من الجمال الذي رسمته على الورق ، سيفوح بالجمال كله .
 
-        للأيام وتنقلاتها على جور الواقع اثر تجارب عدة ، منها الأدبية وهي مهمة لكل مبدع ، أنت ، كيف استفدت من تفاصيل أيامك على مسلك البوح ؟
 
:: هوية الشعر الحقيقية تكمن في الجذر الحياتي في تفاصيلها المتنوعة فحياة كل واحد منا تاريخ مليء بالحوادث والأفعال والصراعات وإذا عجز الشاعر من أن يغرف المعنى من جوهر حياته ، أحاسيسه ، معاناته فكيف سيقدر على صياغة المعنى الاوفق والذي يكون بمثابة الجواذب المهمة ، وأنا حياتي مفعمة بالتجارب المؤلمة ليس بمقدوري أن أكون سعيد إلا في الشعر وليس بمقدروي أن أكون وسيما إلا على الورق . 
 
-        بين العمود والتفعيلة والنثر ، صراع كبير ... ما موقفك من الشعر الحداثوي المتسم بالطابع الغربي ؟ وكيف يعيش الشاعر التقليدي اليوم في ظل طغيان قصيدة النثر ؟
 
:: الشعر هو شعر والتنظيرات الكثيرة أنا لست معنيا بها فربما لا أجد رائحة الشعر في القصيدة العمودية لكني أراها في ثنايا رواية أو قصة  أو ريما أجدها في  تدوين علمي .. هذه قدرات الموهبة لكل يراع حومته وأنا شخصيا أراها غير خاضعة للتنظير إلا من باب الأجناس .
 
-        الشاعر الحقيقي متفوق إنسانيا هل تؤمن بذا ؟.. وهل توجد إنسانية في عصر قريتنا الكونية ؟ وماذا ترى في العولمة ؟ خصوصا وأنت مدير إعلام الروضة العباسية ؟
 
:: لا يمكن للشاعر إلا أن يكون إنسانيا ..... واعتقد لو سألوا الإنسانية عن هويتها لقالت أنا عراقية ، أما مفهوم العولمة عندي يختلف من حيث التعامل السياسي فهو عندي  كمفهوم يعني العلمية بالانفتاح الكوني والإسلام هو الأقرب لمثل هذا المفهوم . 
 
-        كيف تحملت مسؤولية إعلام العتبة المقدسة ؟ وما هي طبيعة منصبك ؟ وماذا أضاف واخذ منك ؟
 
:: أولا لي الشرف أن اخدم  في العتبة العباسية المقدسة وأكون قريبا من منهل الجود والعطاء .. ثانيا هناك اختلافات كبيرة من حيث الفعل الإبداعي  في العتبات المقدسة مسؤولية كبيرة لا تحسب في كل الأحوال إلى شخص مهما كان بارعا لا لعلي الخباز ولا لغيره  هنا العمل الجماعي ولا نتعامل مع كلمة الإدارة وإنما المسؤولية فانا مسؤول شعبة الإعلام التابعة لقسم الشؤون الفكرية في العتبة العباسية  الشريان النابض لجميع الشعب الفكرية والثقافية .. واعتبر وجودي  في هذا المرتقى هو بخت ربما منحني الله إياه ببركات دعوة الناس وأهلي ، وهي دعوة والدتي وأبي رحمهما الله فانا الشيء الذي اعرفه أنا بر في التعامل العام ، قد أكون أتمتع بثقافة نوه عنها البعض لكن ما نلته اكبر من وجودي ولله الحمد هذا شرف لي وحلم اكبر من حلمي  .. واعتقد لولا العقل المبدع  لمسؤولي العتبات لما تقدم الإعلام بهذا الشكل  ، والحمد لله .
  
-        عاصرت أكثر من مرحلة ، فإذا كنت تؤمن بثقافة ( التجييل ) ، فإلى أي جيل ينتمي حبرك ؟ وبمن تأثر شخصك على منائر الشجن ؟ 
::  أنا لا أؤمن بالتجييل  لكوننا عشنا في العراق انفتاحات على تجارب فردية أكثر من السعي لتشكيل هوية جيل وإلا أنا رجل من مواليد 1954م كتبت الشعر في الثمانييات  لكن النشر والشهرة بدا بعد سن الأربعين أي بعد التسعين وتجربتي محسوبة على التسعينين ، اعتقد أن باستطاعة الأجيال القادمة أن ترسم ملامح التجييل من خلال التقارب المدعوم من الفسبوك . 
  
-        كأي لوحة فنية عظيمة تحتاج لأوليات صقلها ، ما هي مكونات الإبداع عند الشاعر وكذا مكونات القصيدة ؟ 
 
:: طفولة مخلوعة القلب ، ذاكرة فضولية منافقة مع فطنة وخبرة تصاغ بجمالية عالية من فهم المكون الحياتي المؤثر والموهبة والقراءة المتابعة ومشاعر التعب والعازة والألم تولد القصيدة  .
  
-        وأنت تدوزن الكثير من القراءة النقدية ، ما مدى علاقتك بالنقاد ؟ هل تهاب أقلامهم ؟ وهل أنصفك النقاد في ظل هذا الموج النقدي المتصاعد ؟ ومع من تقف مع الأكاديميين أم مع الانطباعين أنصافا ؟ 
 
:: أنا أؤمن بالنقد الساعي للبحث في مكونات المنجز لا بمعنى العرض وإنما بمعنى الحضور النصي  البحث عن مكامن الرؤيا  الخطأ الذي وقع فيه الكثير من الأكاديميين هو الخنوع  لأدراج  المكاتب ذات القياسات الثابتة  فالشعر لا يعامل كما الرياضيات ، ولهذا مات النقد وذبلت هروشه اليانعة  فلذلك أجد أن على الأدباء الشباب أن يتطبعوا على قراءة نتاجات بعضهم مع التأمل الجدي لغايات الوصول إلى تعويضية تشغل الفراغ النقدي ، فانا اعتقد أن الشاعر يدرك  جوهر العملية الإبداعية أكثر من النقاد أنفسهم  نقادنا الأكاديميين على عدد الأصابع وتجد أن البعض محجوز لمجاملاته والآخر يركض خلف لقمته ويبحث في البافطة الجغرافية لسماوات الرغيف .. أنا لا اخشَ أحدا إلا من ناقصي الضمائر نقادا أو شعراء أو بشرا .
  
-        قدمت للآخرين الكثير من الفضل ، بماذا تقيس عرفان الجميل ... وما هي اثمن جائزة حصلت عليها ؟ وما هي أغلى هدية قدمت لك ؟ وأجمل ما قيل بحقك ؟ وماذا تنتظر ؟ 
 
:: لا اعتقد أني قدمت جميلا لأحد وكل ما قدمته هو السعي لخدمة  مرتقاي خدمة موفقة  تنفعني في دنياي وآخرتي  .. في  الرغيف الانطباعي  الذي كان محتواه بحث سماحة السيد  محمد صادق الخرسان أدام الله ظله الوارف  ، تعلمت الكثير من القضايا التي بعثها لنا الحسين عليه السلام فتعلمت أن لا انتظر شكر احد وإذا أفلست منه فشكر الله  أعم وأشمل ، حكمة ربما مرت علي لكن سماحة السيد الخرسان حفظه الله  استوقفها عندي ،  أما الحديث عن  اثمن جائزة حصلت عليها ، هو وقفة الأدباء والكتاب النوريين معي في وفاة أبي رحمه الله  ، كنت اشعر أن هناك رحمة سماوية نزلت إلى القلوب  التي  آزرتني لحظتها وقدمت تعازيها  .. مكالمات كثيرة ورسائل ومسجات ومواضيع كثيرة كتبت عن والدي ، مجالس قرآنية أقامها الإخوان في جميع بلدان الله ، ماذا يريد الإنسان أكثر من هذا الجزاء ، ومن هذا الوفاء .. ، وأجمل الهدايا هو هذا الشعور الذي يغمرني دائما  فاشعر أن الله معي .. وان العباس عليه السلام دائما يرفع يديه المقطوعتين ويدعو  لي بالخير ، واعتقد سعيد هو من يقدر أن يعتمر مثل هذه السعادة  النادرة ، / انتظر الآن  انجاز بناء البيت ليكون مأوى لأطفالي ، وانجاز بعض المشاريع الكتابية وأدعو الله حُسن الخاتمة  .
  
-        بماذا تؤمن سواحلك في الدنيا ؟ وما هي مبادئك التي تقوم في خاصرتك السامقة ؟
 
:: أؤمن سواحلي بالدنيا ... بالإيمان في معترك الخسارات اكتشفت أن لا خسارة بقدر خسارة الإنسان لكرامته ولإنسانيته .. فلذلك حاولت أن افتديها بما املك .
 
-        عين قلمك تقطر حروف العراق في ومضاتها وخيالاتك تقبل كف العراق كثيرا .. فبماذا تشعر بعد أن تلد غيمتك حروفها عن العراق ؟ وهل ذلك وفاء للعراق ؟
 
::   العراق حسيني في كل سماته .. قلوب الجميع معه وسيوفهم عليه .وجرح إذا قال ... قال العراق مازال ينزف  فألف قال ..خلف الكواليس وألف قال ... على مسرح الأحداث ... وكل قال يشد الخرس لعراقي الفصيح . 
  
-        سنابلك كبرت وعاصرت فترات سياسية عديدة ، هل لك أن تصف لنا الواقع السياسي اليوم ؟ وماذا يتطلب من الساسة اليوم في خضم هذه الصراعات ؟ وبماذا يطالب المثقف صاحب القرار ؟
 
:: تزعجني السياسة كثيرا ، لكون اغلب السياسيين العراقيين ينظرون من نواضير تحزباتهم ، والعملية السياسية العراقية اليوم أرعبت سلاطين الأمة .. فتوغلت بعروشها عبر أهل الجعجعات الوطنية الزائفة لتحصل من خلالهم على موطأ قدم .. الانتخابات أصبحت غير قادرة على إنهاء الصراعات  .. ولا بارك الله بسياسة تتدرع بالمفخخات ,, يتطلب الآن من السياسيين العراقيين أن يكفوا العمل كجواسيس .. حرام ، والله هذا عراق .. وقبل أن يطالب المثقف العراقي بشيء أنا أطالبه بان لا يكون ببغاءا لإعلام مدسوس .  
 
-        المسرح والشعر والنقد أيها اقرب إلى روح وقلب الخباز حين يتجلى بخلوته ؟ 
  
:: الإبداع لا يتبع للتنظيمات الإدارية .. لكنه قد يتبع الحالة النفسية أو التأثيرات الثقافية أو ربما لفعاليات معينه .. و يخضع لبعض الظروف الخاصة .. لكن الذي لابد أن نقف منه أي منجز من هذه المنجزات هو الأقرب للنفس  ، كل شيء أحس أني قدمت فيه شيئا مختلفا  يضيف إلي شيء اشعر بالسعادة كل شيء .. وربما أحيانا اكتفي بالقراءة .. المهم أن لي جنون عاقل يقودني لعالم الكتابة .
  
-        أراك راعيا وداعيا لحضانة الشباب في رشفات كتاباتهم ، ما السر في احتضانك لهم ، وما سبب أرغفتك الانطباعية في خبزهم ؟ وهل ثمة تنبؤ بمن تكتب له ؟ أم هي محفزات لهم ؟ وكيف ترى مستقبل الأدب في العراق ؟ 
 
::  الإبداع لا يتبع للتنظيمات الإدارية .. لكنه قد يتبع الحالة النفسية أو التأثيرات الثقافية أو ربما لفعاليات معينه .. و يخضع لبعض الظروف الخاصة .. لكن  الذي لابد أن نقف منه أي منجز من هذه المنجزات هو الأقرب للنفس ، كل شيء أحس أني قدمت فيه شيئا مختلفا يضيف إلي شيء اشعر بالسعادة كل شيء .. وربما أحيانا اكتفي بالقراءة .. المهم أن لي جنون عاقل يقودني لعالم الكتابة .
 
-        في مسابقة المسرح الحسيني الأخيرة ، كنت جالساً مع جمع من الأدباء ومعنا الأستاذ احمد الصائغ ، أتذكر نص كلامه حين قال : " الخباز رجل حكيم وإنسان يستند على ثراء ثقافي في أكثر من ميدان " كيف ينظر الآخرون لك ؟ وأنت كيف ترى نفسك ؟ وبماذا تفخر ؟
 
::  افتخر بأشياء كثيرة  قد لا تعني عند المتلقي أشياء مهمة فانا افتخر بخدمتي في مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام كإعلامي ومن خدمة الشأن الحسيني الثقافي والفكري وافتخر باني ابن حسين محمد حسن الخباز الكاظمي معلمي الأول في الحياة ... منه جاء لقب الخباز ومنه استوحيت الأرغفة الشعرية والأرغفة الانطباعية ومنه تعلمت المثابرة كي أكون .
- من أين جاء لقب (الخباز) ؟ هل استوحيت مصطلح (رغيف انطباعي) من هذا المفهوم ؟ وما سر علاقتك بمدينة تكريت ؟
:: الوعي العراقي وعي ناضج يدرك  الماهية الموحدة لجميع مدن العراق  فلا يجوز التعميم على تصرف فردي .. لكن أحيانا الألم يقود الإنسان إلى التأمل في وضعية غير سليمة ... ففي رمضان 1998م حكمت الظروف أن اعمل خبازا في تكريت و في مطعم السلام  حيث كانت خلفية المخبز تطل على مقبرة تكريت .. كنت ابكي حين لا أرى ولا علم عراقي يرف في المقبرة بينما في كربلاء غص الوادي الجديد الذي هو اكبر من تكريت نفسها بالشهداء .. فلذلك كان العراق طائفيا فلنتحد كي تتوحد ربى العراق بالمحبة والسلام ومعذرة يا تكريت الحبيبة عن غصة سرحت بالبال .
 
-           قبل أن نغلق فم حوارانا على ظهر الود ، حبذا لو تسمعنا ناياتك آخر حبات الحبر على أفنان الورق ؟ ونختم بها رحلتنا على كتف نهر ابيض ...
 :: وفي الختام لنرفع يد الدنيا دعاءا اللهم احفظ العراق وشعب العراق من كل سوء يا رب 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14164
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13