• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (التاتو) او الوشم هل هو موضة العصر ام تقليد اعمى انتشر بين النساء و الرجال في العراق .
                          • الكاتب : بهاء عبد الصاحب كريم .

(التاتو) او الوشم هل هو موضة العصر ام تقليد اعمى انتشر بين النساء و الرجال في العراق

تحقيق / بهاء عبد الصاحب كريم

كثير منا عندما بلغنا سن المراهقة و بداية دخول مرحلة الشباب و بالاخص خلال فترة ثمانينات و تسعينات القرن الماضي كنا نقوم بتقليد الشخصيات المشهور حيث كنا سابقا نقلد ممثلي هوليود ارنولد و فاندام وسلفستر ستالون حيث قمنا بالدخول الى صالات الحديد و قاعات الملاكمة و القتال الاعزل لكي نكون اصحاب عضلات مفتولة او اصحاب حركات قتالية جميلة و كذلك كنا نقلد الرياضيين و لاعبي كرة القدم و لكننا كنا نحافظ و نحترم الذوق العام و احترام المجتمع و العائلة اما شباب الالفية الجديدة اصبح تقليدهم شبه اعمى و ليس فيه اي فائدة مرجوة

و يعود ذلك ربما الى السعي إلى اختراق المألوف و التعبير عن الفرادة الشخصية و التميز بات هاجس الكثير من الشباب في زماننا هذا إذ وجد هؤلاء الشباب ضالتهم في رسم إشكال مختلفة أو رموز على أجسادهم وكأن الدنيا قد ضاقت بهم مما اضطرهم اللجوء إلى أجسادهم لتكون أرضا خصبة لرسومات تختلف في مدلولاتها من شخص إلى أخر تبعا للهدف الذي وجدت من اجله , هذه الإشكال تسمى ( بالوشم ) , و الوشم عرف منذ ألاف السنين و استخدمته الشعوب كما استخدم كتعويذه ضد الموت او العين الشريرة و للحمية من السحر و الحسد كما عرفته العقائد البدائية قربان إمام الالهة و استخدمه العرب كوسيلة للزينة و التجميل و رمزاً للانتماء القبلي

 

 

و يقول الاعلامي (سلام علي ) : -

 

يعتبر الوشم نوعا من التعبير و هو في رأيه فن من الفنون التي تعبر عن الشخصية و لا يخضغ لقانون التقليد آو التشبه بالآخرين و اوضح أن الوشم بحد ذاته يشكل متعة كبيرة و خصوصا الألم المرافق لذلك و يمنح الشعور بالمتعة و هو لإيابه لنظرات الآخرين الاستنكارية ل ناعاته التي يؤمن بها و يدافع عنها على الرغم انه لم يضع الوشم على جسده مطلقا ولكنه مع الحرية الشخصية ما دام لا تؤذي احد

 

 

اما الشاب ( فادي ) الذي غطى الوشم ذراعيه الاثنتين فعلى الذراع الأولى رسم نمرا على الطريقة الصينية بينما رسم على اليد الثانية سمكة ذهبية و التي تجلب الحظ و تحقق الأمنيات حسب المعتقدات الصينية لا مشكلة لدىه حول الوشومات و برأيه انه من اللائق أن يعبر الإنسان عن نفسه بطريقة يجدها مناسبة تتماشى مع ذوقه و مشاعره و ما يؤمن به و يجب أن يتقبله المجتمع لان ذلك يعتبر حرية شخصية خاصة بالإنسان نفسه فهو بذلك يحقق رغباته في أن يكون لديه وشم بطريقة أو بأخرى

 

 

إما ( وليد عباس ) طالب جامعي و احد الشباب المولعين في الوشم لديه وجهة نظر :-

 

ان الوشم له معنى خاص في نفسي فرسم الأفعى و العقرب و النسر دليل قوة الشخصية وهذا يشعرني بالسعادة رغم معرفتي بان الكثير من أفراد عائلتي لا يقبلون و يرفضون هذا الشئ

 

 

و اما الفتيات لم بعيدات عن هذا الاتجاه فبدئن بوضع الاوشام بطرق مختلفة فقد خلفت صالونات التجميل قاعات خاصة لعمل الوشم أو ما يطلق عليه ( التا تو ) و لم لا و نحن في عصر المساؤاة فهذه توشم على حاجبيها و أخرى وجدت ما رسمته صديقتها على ذراعيها من صورة لوردة أعجبتها فأرادت تقليدها و القائمة تطول و مازالت على طريق الصراعات و التقليعات و التقليد

 

الوشم تجده الطالبة الجامعية ( رزان ) :-

 

انه يعتبر نوعا من الاكسوارات التجميلية التي ترغبها النساء بصورة عامة و ومن طبيعة النساء و الفتيات تقليد المشاهير لكنها ترفض ان تقوم بوضع الوشم على جسدها و يجب على أن يفكر الشخص مليا قبل الإقبال على هذا العمل لان ذلك يعد مسؤولية و يحتاج لجراءة و يجب أن يكون نابعا عن قناعة أكيدة

 

البعض يرفضونه

 

 

أعرب الشاب ( جمال حبيب ) مهندس حاسبات عن رفضه لموضوع الوشم و التاتو بقوله ان وضع الوشم و على أماكن متفرقة من الجسم شئ تشمئز منه النفس و هو لايعجبني و كأن أجساد هؤلاء الذين يضعون الاوشام اشبه بحديقة حيوانات أو خارطة جغرافية ( هذا ما يبدو لي )

 

 

شاب نادم على وضع الوشم وخسر اجمل حلمين في حياته

 

اما الشاب (أ . م) بعمر (27) عام يقول :-

 

انه نادم لأنه قام يوما ما بعمل وشم على شكل تنين على يده اليسرى لان ذلك يقف حجرة عثرة في طريقه لدى طلبه فتاة من اجل الزواج و كذلك تم رفضه من الدخول الى كلية الشرطة اثناء اجراء الفحص الطبي و المقابلة حيث انه خسر اجمل شيئين كان يحلم بهما هو ان يصبح ضابط و كذلك الارتباط بفتاة احلامه التي يحبها و اكد انه يجب أن نفكر جيدا قبل أن نقوم بإعمال نندم عليها خصوصا إننا في مجتمع شرقي محافظ يرفض هذه الصرعات التي تعتبر وافدة الينا من الغرب و هي بعيدة كل البعد عن ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا التي مازلنا نؤمن بها و نحافظ عليها

 

اما الحاج ( علي ابو حسين ) يقول :-

 

عندما ارى بعض الشباب و الفتيات يضعون الاوشام على ايديهم و ارجلهم و اجسادهم اراها لا تليق بهم كرجال و كسيدات في مجتمعنا الشرقي و المحافظ و المسلم و كذلك اتذكر عندما كنا شباب و كيف كنا رجال و كيف دافعنا عن الوطن و كونا عوائل اعتقد ان من يضع الوشم فإنما يعبر عن نقص في الشخصية و لا يمكن أن اسمح لأحد أولادي أن يقوم بوضع الوشم

 

 

و لدى المشرف التربوي الاستاذ ( وليد ) انطباع عن الإنسان الواشم على انه إنسان عنده مشكلة نفسية وهو إنسان غير سوي و بصراحة اود ان اقول اني انظر إليه على انه شئ من عدم الاحترام لذا على الشباب التفكير بالأمر قبل الإقبال على هذا العمل لأنه لابد سيندم من جراء وضع الوشم على جسده في ذلك برأيه تشويه و إيذاء للجسد و يقول يجب إلا يخضع الشباب لتيارات الموضة الوافدة فمن غير اللائق إن نقلد فنانا معينا عندما يغطي جسده بوشم او نخلد ذكرى عن طريق الوشم بصراحة نظراتي لهؤلاء نظرة اشمئزاز سواء كان ذكرا أم أنثى

 

 

 

 

 

 

 

 

الرأي الطبي الذي يحذر من استخدام و اخطار الوشم (التاتو)

 

 

و يقول اخصائي امراض الدم الدكتور (عثمان محمد) :-

 

اجمع الأطباء المختصون في الإمراض الجلدية على أن الوشم يترك الكثير من الأذية على الجلد لأنه عبارة عن مواد غريبة تدخل ضمن الجلد و توضع في الأدمة سواء على شكل رضي أو الوشم بالمواد الانفجارية ( الخردق ) و يمكن أن تكون تجميلية طبية يلجا إليها البعض لتغطية بعض الإمراض الجلدية أو إخفاء بعض الجروح أو الحروق في أماكن معينة كالبقع البيضاء في الجسم , وأيضا هناك تلوث في دم الإنسان عند ثقب الجلد أو اختلاط الدم بالتراب فيترك ندبة أو اثر ويكون الإنسان عرضة للإصابة بالبكتريا الناجمة من تلوث الإبر المستخدمة في الوشم التي قد تسبب امرض منها سرطان الجلد والصدفية والحساسية اما في مجال اختصاصنا في مجال امراض الدم ان الوشم يعتبر من اخطر الامور التي تقوم بنقل الامراض المعدية و الامراض الجنسية و اخطرها مرض (الايدز) لكونها تتعامل بالدماء و قد تكون العدة التي تستخدم من شخص لاخر اثناء الوشم ملوثة فهنا تكمن الكارثة لانها ستقوم بنقل العدوى لجميع من يقوم بعمل الوشم في هذه العدة و نحذر كأطباء من مخاطر الوشم .

 

 

 

و لعلم الاجتماع رأي في هذا الموضوع :-

 

 

و بينت الباحثة الاجتماعية ( علا جلال ) :-

 

لاشك أن انتشار هذه الظاهرة يعود إلى الفراغ الثقافي و التربية و ان مايشهده هذا الجيل و الذي يحاور كل ما هو غير مألوف في إشكاله و حركاته و بما يراه و منها ظاهرة (الوشم) التي لا وجود لها في مجتمعنا الإسلامي و العربي و الإسلام لايوافق عليها لان مثل هذه التقليعات لابد أن يصاحبها مظاهر أخرى في السلوكيات التي لا تلتزم بأدبيات الأخلاق المعروفة في بيئتنا العربية و الإسلامية بل تخرج عنها وان دلت على شي انما تدل على غياب سلطة الأب و إلام في التربية الإرشادية كما هو عهدنا بإبائنا و أجدادنا و عهدنا بديننا الذي يحض على مكارم الأخلاق و لابد هنا أن لا يهتم جيل الشباب دائما في أي مظهر شاذ و لابد هنا أن نسال المقصرين عن تربيتهم و تعليمهم و إرشادهم

 

 

 

و يختلف الذكور في تعبيرهم عن الإناث في حين يظهر الذكر مواطن القوة تسعى الفتيات إلى الإضافات الجمالية حيث تقول الآنسة ( رشا خالد ) 25 عام : لقد انتشرت مؤخرا بين جيل الفتيات ظاهرة والتي تسمى ( TATOO ) رسم على الحاجب حيث بدأت وكان الأمر سباق تحاول من خلاله كل واحدة أن تختار الرسم الأجمل لحاجبيها هذا يكون من ناحية تجميلية فقط و بصراحة أن أكثر النساء يلجئن للوشم على الوجه يبلغن من العمر فوق الأربعين و ذلك بسبب انه يريحهن من عناء الماكياج و رسم الحاجب

 

 

 

 

اما ممتهنو مهنة (الوشم أو التاتو) لهم رأيهم عن إقبال الناس على هذا الأمر

 

 

و تحدث (مروان رياض) صاحب صالون في إحدى مدن العاصمة بغداد :-

 

تسعى الكثير من النساء باتجاه ما يسمى (التاتو) حيث يكون طلب الوشم من النساء مختلف بعضها تطلب ان توشم حواجبها و بعضهن يطلبن الوشم على الذراع او المعصم او الكتف و بعض الفتيات تطلب ان نقوم بوشم اسمائهن او اسماء أزواجهن اما من ناحية الاقبال على الوشم فهناك الكثير من الرواد الذين يرتادون طلبا للوشم و قد تصل اوقات الوشم لاكثر من (6) ساعات

 

اما طبيعة المواد المستخدمة هل هي ضارة أو لا فيقول : أنها غير ضارة و لكنها مواد كيماوية و هناك مواد تعتمد على الإعشاب الطبيعية و لكنها غير متوفرة و باهظة الثمن لذا يندر استخدامها و يضيف أن المفارقة والغريب في الأمر أن من يأتي لعمل الوشم لا يكلف نفسه عناء السؤال عن نوعية المواد المستخدمة لان ما يهمه فقط أن ينفذ الشكل الذي يريد و نحن في الصالون نقوم بتعقيم المواد بصورة جيدة جدا و باحدث اجهزة التعقيم الـ (اوتو كليف)

 

 

اما (مراد كامل) صاحب مكتب للوشم فيقول :-

 

لا اريد ان اتحدث عن الوشم من ناحية المقبولية او الرفض و هل هو حلال ام حرام فالتحليل و التحريم له مختصوه من الفقهاء و انما اود ان ابين ان الوشم يعتمد على دراسة متخصصة و يحتاج إلى أيادي خبيرة في رسم الحاجب مثلا و دراية في مزج الألوان و لا توجد في بلادنا معاهد متخصصة تدرس هذا النوع من الفنون ربما يحصل على هذا المؤهل من معاهد خارج القطر ( لبنان و باريس ) لذا أتمنى من الجميع غير المؤهلين إن يبتعدوا عن هذه المهنة أو أن يتعلموها على أسس و قواعد صحيحة فهم يتعاملون مع البشر وهؤلاء أمانة في أعناقهم فليحافظوا على هذه الأمانة و يضيف ان هناك طرق غير شائعة و ملاحظ كثرة الطلب عليها فهناك إشكال مرسومة على الورق مطبوعة تلصق على مناطق مختلفة من الجسد حسب طلب الزبون و يستخدمها ذوي الدخل المحدود لكونها رخيصة الثمن و أيضا لمدة محدودة و لعدة أيام .

 

 

... و في الختام ان الاقبال المتزايد على الوشم من قبل الشباب و الفتيات يعود الى كثرة القنوات الفضائية و الانفتاح على العالم الغربي بالذات حيث من طبيعة المواطن العربي و العراقي حب التقليد و بالاخص التقليد الاعمى بدون أي دراسة او معرفة هل هو حرام او حلال او هو صحي او مؤذي من هنا يحب ان يكون هناك دور كبير للعائلة و بالاخص (الاب و الام) و كذلك المدرسة متمثلة بالمعلم و الدولة ان تركز على النصائح حول مخاطر الوشم و التاتو في جميع القنوات الفضائية و تثقيف الشباب .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141538
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13