وصف أفلاطون الفنان بأنه شحاذ يأخذ من شحاذ!!,وهو يقصد بالشحاذ الأول الفنان والشحاذ الثاني الطبيعة,لذا فهو تقليد يأتي عن تقليد لعالم المثل الذي قال به أفلاطون.

والموضوع الذي اقصده قد يكون بعيدا للوهلة الأولى عن فلسفة أفلاطون المثالية..... الشحاذة كانت جميلة وقد لفت نظري جمالها المختبئ وراء شفافية النقاب الداعي الى الغوص أكثر بالبصر الملهوف إلى ما هو ابعد في الجمال!!.

كانت عيناها تتحدث ببريق السحر الجميل!! وحاجباها المقوسان يثيران رجولة بائسة تترقب أنوثة مختبئة.

قلت لها:مالك وهذه المهنة التي تحط من قيمة هذا الوجه الجميل.؟

قالت : انتم لا تفهمون شيئا....أنا من أسرة غنية في أصلها ولكن أحداثا هزت هذه الأسرة فأضطررت إلى ذلك اضطرارا!!

قلت:لو وجدت لك عملا يليق بعفة هذه الأنوثة.أتقبلين العمل من اجل حفظ ماء الوجه؟!!ضحكت حينها ضحكا موسيقيا خذلني بسخريته من أفكاري الخرافية !!,لتقول هل أنت مجنون؟أأترك هذه المهنة التي تدر علي أموالا طائلة قياسا لراتبك الذي تتصدق به علي؟!! ولاشيء أفعله سوى أن أمد يدي!! ولمن؟ لمن هم لصوص في الأصل!!أنا أشحذ من شحاذين في الأصل!!ولكن بطريقة أنيقة مباشرة وواضحة.

ذات يوم حاول أحدهم أن يستدرجني إلى زاوية في محله ولكني صرخت وفضحته أمام الآخرين!!

قلت:من فضح من؟لماذا تكون هذه الأنوثة بيد من هب ودب؟ أبهذا الرخص يكون الجمال؟ لماذا لا تحلمين ببيت وأطفال وزوج؟!لماذا ترفضين مساعدة تصونك من وحوش الغاب البشري؟

وسألت نفسي هل أنا حالم في عصر متمرد على حقيقته وأحلامه؟....هل نحن شحاذون نأحذ من شحاذين في الثقافة والفكر؟؟أليست الثقافة في كثير من أحوالها شحاذا يأخذ من شحاذ !!!