• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شكوى الحديث الشريف .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

شكوى الحديث الشريف

كان حديث الرسول ص واله وروايات المعصومين ع عصب الشريعة بعد القرآن الكريم وميزان الفضل والعلم ، فلقد تناولها المؤمنون روايةً ‏ودرايةً وحفظاً وكتابةً ونسخاً .. ‏
غير أنَّ ذلك الاهتمام شهد تراجعاً كبيراً في العقود المتأخرة ، وأصبحنا جميعاً نشعر بهذا الخلل الواضح والتقصير الفادح من غير ان ‏نخطوا خطوات جادة في تصحيح هذا الانحراف وتعويض هذه الخسارة ..‏

لم تكن كتب التفسير والعقائد والفقه والاخلاق .. وغيرها معادلاً موضوعياً عن كتب الاحاديث والروايات الشريفة ، فبركة الرواية على ‏العقل وأثرها في النفس وإنعكاسها على العمل يختلف تماماً عن هذه الأقلام رغم فضلها وشرفها ، ( فكلامهم نور ) عليهم السلام كما ورد ..‏

واكيداً انا لا ادعو الى ترك هذه الكتب التي يحقّ لنا الافتخار بها كونها تمثل العلامة الابرز لحضارتنا الفكرية والعلمية والايمانية ‏المعاصرة وانما علينا ان لا نخسر تلك البركة وذلك المعين الصافي الذي لا ينضب .. ولأجل ذلك نقدم بعض المقترحات لمعالجة ولو جزء ‏من المشكلة : ‏

‏1. ان نبدأ من الرسالة العملية للفقهاء من خلال تضمين مسائلها ببعض الروايات التي استندت عليها وان يكون ذلك في المتن وليس في ‏الهامش الذي لا يهتم به القارىء في الغالب ..‏

‏2. وكذا الأمر بالنسبة لباقي المؤلفات العقائدية والاخلاقية وسائر الكتب الاسلامية ، ورغم انّ هذا الباب من الكتابات من حيث ذكر الروايات افضل ‏من الرسائل العملية التي تكون معدومة منها في العادة الاّ انّه يحتاج ايضاً الى تركيز وسعة استعمال في ذلك ..‏

‏3. فتح مراكز ومعاهد متخصصة بالحديث الشريف من شأنها تخريج رواة ثقاة في النقل يكملون سلسلة نقل الحديث ويتممون سنده ومن ‏خلال اجازات شرعية معتمدة في نقل الرواية ..‏

‏4. نحتاج الى مدارس ودروس ، مناهج ومواد خاصة بدراية الرواية ودلالتها وسائر احكام وضوابط التعاطي معها ، ولا نقصد بذلك ‏حوزات تخرّج لنا مجتهدين وانّما في سبيل الحصول على ثقافة واعية ومعمّقة في الحديث الشريف .‏
‏5. تداول الروايات على الألسن وفي قنوات المعرفة المختلفة الالكترونية وغير الالكترونية وجعلها مادة للإستشهاد كما هو حاصل مع ‏أبيات الشعر والحِكم وضرب الأمثال وغيرها يساعد على إعادة الرواية الى موقعها الطبيعي ورفع الحيف عنها ..‏

وهنالك مقترحات كثيرة طبعاً ولكن هدفنا من هذا المقال هو الإشارة والتذكير فقط .. ‏

وقد نتخوّف كثيراً من ذكر الرواية خوفاً من الخطأ بألفاظها وبالتالي نتورط في الكذب على المعصوم إلا ان المعصوم نفسه حلّ لنا ‏المشكلة ، في الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أسمع الحديث منك ‏فأزيد وأنقص؟ قال: إن كنت تريد معانيه فلا بأس ..‏

او نتخوّف من الخطأ في اسم المعصوم صاحب الرواية ، وكذلك الامر هيّن ، في الكافي : عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه ‏السلام: الحديث أسمعه منك، أرويه عن أبيك، أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ قال: سواء إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي. وقال أبو عبد ‏الله عليه السلام لجميل: ما سمعت مني فاروه عن أبي ..‏

فلا عذر لنا في كثير من الأمور التي نختلقها والتي كانت من اسوء نتائجها تراجع الحديث الشريف وانحساره عن ثقافتنا الاسلامية .. هي ‏شكوى نرفعها نيابةً عن الحديث الشريف وما التوفيق الا منه تعالى ..‏




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140685
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13