إن كل ما يقال بحق هذا الرجل من كلام لا يمكن أن يصل إلى عمق ما يفكر به ، فقد اثبت سماحة السيد عمار الحكيم للجميع انه رجل صاحب نظرة بعيدة وثاقبة لمجريات الأحداث في العراق وخصوصا خلال فترة أزمة تشكيل الحكومة العراقية من خلال مطالباته المستمرة بضرورة حل المشاكل العالقة بين الكتل بواسطة الجلوس على الطاولة المستديرة الأمر الذي تحقق بعد ثمانية اشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية وبمبادرة مشابهة لمبادرة السيد الحكيم ولكن الفرق هنا كان في نوعية الطاولة فقد كانت مستطيلة كما إن صاحب المبادرة هذه كان السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ، فما كان من الكتل متمثلة بزعمائها إلا أن جلست ورحبت بهذه المبادرة . وما إشارة السيد طارق الهاشمي إلى سماحة السيد عمار الحكيم بأنه صاحب الفضل بهذه المبادرة إلا دليلا واضحا على ما قلناه سابقا في بعد النظرة التي يمتاز بها السيد عمار الحكيم ، كما إن تصريحات السيد الحكيم بعدم الدخول والمشاركة في حكومة ضعيفة لا تشترك فيها القائمة العراقية كان هو الأخر من الأسباب المهمة التي جعلت السياسيين يعيدون حساباتهم بغية عدم تهميش أو إقصاء احد من المكونات . فتحية طيبة لسماحة السيد عمار الحكيم صاحب تلك المبادرات وتحية أخرى كونه صاحب الإرث الكبير بشتى أنواعه فهو سليل مدرسة السيد محسن الحكيم ( قدس ) التي تخرج منها أفذاذ وفلاسفة العصر أمثال السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد صادق الصدر والسيد مهدي الحكيم وغيرهم الكثير ممن قدموا للعراق أغلى ما يملكون .
حامد الحامدي
كاتب وإعلامي عراقي
Alhamde.hamd8@gmail.com
|