العراق اليوم يعيش في حندسٍ وظلامٍ دامس وليس بمقدور المواطن فيه ان يرى شيئاً فهو يتخبط خبط عشواء .العراق كسفينة واقفةٍ وسط بحر تتقاذفها أمواجه العاتية والعنيفة وهي بلا ربان ولا شراع وليس يعلم الا الله متى يكون مجراها و أين سيكون مرساها وقصيدتي هي نزف القلب الذي لا ينقطع ما دام العراق جريحاً
بلادي لفّها ليلٌ مخيفُ
بهيمٌ والضبابُ بها كثيفُ
فليسَ ترى بها الا قتاماً
كأنّكَ في دياجرِها كفيفُ
فلا قمرٌ يضيءُ بها الدياجي
ولا شمسٌ فقد رانَ الكسوفُ !!!
ولا أملٌ يلوحُ لهُ بصيصٌ
ولا فجرٌ لظُلمتها كشوفُ
وغطّى أُفقها المسودَّ جهلٌ
فضاعَ بها المثقّفُ والحصيفُ
وضاعَ تراثها السامي هباءً
فلا مجدٌ تليدٌ أو طريفُ
بلادي قد غدتْ قفراً يباباً
تغطّيها المقابرُ والكهوفُ
بشرعِ الغابِ يُحكمُ قاطنوها
فلم يُؤكلْ بها الا الضعيفُ
وفيها العفُّ مُنتبذٌ فقيرٌ
يعزُّ عليهِ في الكوخِ الرغيفُ
وللأغرابِ مُنتجعٌ ودارٌ
وأبناءُ البلادِ هُمُ الضيوفُ !!!
بلادي كالسفينةِ وسطَ بحرٍ
وفيهِ الموجُ مضطربٌ عنيفُ
ولا رُبّانُ فيها أو شراعٌ
لتُبحرَ أو يلوحُ لها رصيفُ
قدِ استولى قراصنةٌ عليها
فطالَ بها التخلّفُ والوقوفُ
معاولهمُ قد انهالتْ عليها
بضربٍ فالخروقُ بها صنوفُ
وتنزفُ من خناجرهم دماءً
لجمِّ جروحِها أُخرى تُضيف
بلادي استوطنتْ فيها الرزايا
وتأبى أنْ تفارقَها الصروفُ
ومرعىً ممرعاً للموتِ خصبٌ
يموتُ بها بلا سببٍ أُلوفُ
سنيناً وهي تطعمهُ الضحايا
وقد شرقتْ بكثرتِها الحتوفُ
اذا ما التامَ جرحٌ جدَّ جرحٌ
عميقٌ منهُ لا يقفُ النزيفُ
بلادي والربيع على خصامٍ
فليسَ يزورها الا الخريفُ
لانَّ الحاكمينَ بها طغاةٌ
وأنَّ الشعبَ جبّارٌ أَنُوفُ
فأنّى تستقيمُ بها حياةٌ
ولم يحكمْ بها الا عسوفُ ؟!!!
أنشكو الدهرَ والأخطاءُ منّا
براءٌ من حماقتنا الظروفُ ؟!!!
عليكِ القلبُ منقبضٌ كئيبٌ
ومن قلمي تبعثرتِ الحروفُ
بلادُ الرافدينِ وحمورابي
لها ظلٌّ على الدنيا ورِيفُ
وتاريخٌ وأمجادٌ ضخامٌ
على ثغرِ الزمانِ لها رفيفُ !!!
بلادٌ لم تلدْ إلا رجالاً
ألا فيها سياسيٌّ شريفُ ؟!!!
أبيُّ النفسِ مقدامٌ وحرٌّ
لهُ صيتٌ وتاريخٌ نظيفُ
يصونُ ربوعها من كلِّ شرِّ
ويعدلُ بينَ شعبهِ لا يحيفُ
وما فاضتْ يداهُ دماً وسحتاً
لشعبهِ مخلصٌ وبهِ رؤوفُ
سياسييوكِ ليس بهم أمانٌ
سينقلبونَ إن سنحتْ ظروفُ
وأنّى نرتجي منهم صلاحاً
وما فيهم بريءٌ أو عفيفُ
فيا مَنْ فلتةً أمسى رئيساً
وكيفَ يسودُ آساداً خروفُ ؟!!!
رويدكَ أيُّها الماشي اختيالاً
فليسَ بمشيةِ البومِ الزفيفُ !!
قدِ انكشفَتْ وجوهُ الشرِّ جهراً
كما انزاحتْ عن الشعبِ السدوفُ
|