منذ بدء انطلاق التظاهرات في الأول من تشرين الأول , كان ركب الشهداء المطالبين بالإصلاح يسير جنبا ُ لجنب مع تلك التظاهرات ـ إيذاناً ببدء معركة الإصلاح. معركة كما شخصها قائد الإصلاح السيد السيستاني دام ظله حينما قال في بيان 13/12/2019: (أيها العراقيون الكرام إنّ أمامكم اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد). فمع كل صوت هادر من الحناجر الغضبة والمطالبة بالإصلاح يتهاوى نجم لترقى روح أحد جنود معركة الإصلاح الى السماء شهيدا ً. فتخرج الجموع معزية بعضها لبعض فتشيع تلك الأنجم بمواكب الدموع والحسرة على شباب بعمر الورد مشفوعة بالدعوات أن يشملهم رب السماوت بالرحمة والرضوات لأنه مضوا على الطريق المشرف. ولا عجب أن نرى من البعض الرقص والدبكات وكأنه إيقاع يهشم تلك الأجواء القدسية للمعركة ومأساته الدموية. وكانهم يرقصون على دمائهم الزكية غير آبه ٍ ولا راض ٍ بلوعات الأمهات الثكلى ولا بأنين أباء الفاقدين لفلذات أكبادهم ولا لبكاء الأطفال وقد تيتموا ولا بالزوجات وقد ترملن. حتى تحولت ساحة التظاهر الى كرنفالٍ احتفالي راقص على أرض لم تجف دماء الأعزة من عليها بعد. وحينما نزلنا لساحة التظاهر في (التحرير) وطالبنا باإِحترام دماء شهداء إخوتنا الذي قضوا في التظاهرات على يد أعتى المجرمين, والمطالبة بتقديم قاتليهم للعدالة ومحاسبتهم, وجعل من دمائهم الزكية نقطة انطلاق تجمعنا وتوحدنا ضد إجرام وفساد الطبقة السياسية, وتكون وحافزا لنا جميعا ً للإستمرار بالمطالبة بحقوقنا المسلوبة وأموالنا المنهوبة.. نُعتنا بأقذع الأوصاف واتهمنا باننا ضد التظاهر وضد الشهداء وبأننا خائينين لدماء الشهداء! عجبا ً.. تذكرت قول النبي (ص واله) لاصحابه حينما قال: كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وكان به بعض التأسي. وتسيير الايام وتجري معها الأحداث, واذا بنا على اعتاب رأس سنة ميلادية جديدة أي (كرسمس) ذلك العيد الوافد من الخارج, فظننا أننا سنجد ذكرا ً للشهداء ولدمائهم. واعتقدنا أن إلغاء الاحتفالات تأسيا ً واحترامًا وعرفاناً لهم سيكون من أولويات المتظاهرين.. ولكن العجب كل العجب.. فقبل سويعات من حلول العام الجديد نرى الشباب مترنح راقص وقد جعل هاشتاكاته التي ملأ الدنيا بزعيقها عبر مواقع التواصل الإجتماعي كـ(#الشهيد يمثلني) و (#كلنا الشهيد) تركها جميعها وراء ظهره. ولكن هذا المنظر المسيئ لا يمنع المعزين الحقيقين للشهداء فهم مابرحوا يستذكرون الشهداء بإقامة المجالس القرآنية لارواحهم الطاهرة ،وأثبتوا للقاصي والداني بأنهم لم ينسوا (الشهيد) ونزف دمائه الطاهرة, وكان الشهيد يمثلهم قولا وفعلا كما هم يمثلونه..لا بهاشتاكاً فارغاً يُنسى ليلة الكريسمس.
|