يعتبر فهم الماضي ومعرفة التحولات التأريخية للبلدان ركناً أساسياً
لأي دعوى تنادي بالتجديد و الإصلاح والتغيير الايجابي في أي مجتمع ,
وبما يشهدهُ العراق من تداعيات سياسية شائكة وحِراك أجتماعي متصاعد مطالباً بالتغيير والأصلاح يتزامن ذلك مع تصارع قوى إقليميه وأجهزة مخابراتية على أرض الواقع للهيمنة على أي مكسب سياسي تنتج عنه العملية الأصلاحية , حيث برزت في الآونة الأخيره رفع شعارات وهتافات تهدف لقطع مرحلة مهمة
من تاريخ العراق وبناء فاصل وحاجز نفسي ما بين المرحلة التاريخية
لما (قبل عام /2003 وما بعدها ) بإيجاد قطيعة تامة وتعزيز ذلك في أذهان الشباب في شتى الوسائل الإعلامية والرقمية وغيرها لخلق حالة من الانفصام التاريخي لتمرير أهداف وأيدلوجيات سياسية مشبوه للهيمنة على القرار السياسي و الاجتماعي لدى العراقيين ,
وهذه السياسة كانت واضحة المعالم في المشروع الأمريكي
منذ احتلالهم العراق عن طريق تعميم شعارات منمقة تنادي ببناء عراق جديد وبناء تاريخ جديد وطريقة حكم جديدة تتلائم مع طبيعة اهدافهم ,
والعمل على طيّ الفترة التأريخية السابقة للعراق
ما بين (1958 -2003) واختزالها وحجبها عن الأجيال المتعاقبة ,
أن المجتمع العراقي لم يولد في ليلة وضحاها
وليس هو من المجتمعات الجديدة أنما هو مجتمع متأصل له هويته الخاصه ورثها عبر القرون السالفة وتحمل تراثها وتاريخها من جيل الى آخر وآباءانا وأجدادنا هم من أسسوا تأريخ هذه الأرض,
ان التسلسل التأريخي للأحداث والتركيز على نقاط التحول للبلد
يُعد من الأمور الأساسية في صياغة أي مشروع سياسي أو اجتماعي
فالافكار لا تنمو في فراغ انما تخرج من محصّلة التاريخ وافكار من سبقونا ويتم صقلها بما يتلائم مع الواقع وبما ينفع المجتمع
وهذه هي الركيزة الأساسية للحفاظ على كيان المجتمع وأستقلاله
|