• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النضج السياسي المجتمعي ودوره في بناء الوطن(٣٠) .
                          • الكاتب : عبد الستار الجابري  .

النضج السياسي المجتمعي ودوره في بناء الوطن(٣٠)

بعد سقوط الصنم (٢)- الفساد في العراق
سقط الصنم في ٩/٤/٢٠٠٣ وناغمت قلوب المجتمع الشيعي أشعة الامل في بسط العدل والإنصاف والتطور والرقي خاصة وأن القادمون إلى العراق من أنتظرهم الشعب في أحلام اليقضة لتكون عزائه عن لوحة البؤس القاتمة التي رسمها ظلم البعث الصدامي الفاشي لتغيير الواقع المزري.
 في العراق كل مقومات الرقي متوفرة.
فالعراق بلد الطاقات الكبيرة والشاهد على ذلك الكفاءات العلمية التي احتلت مكانة مرموقة في المجتمعات المتطورة التي هاجرت إليها الكفاءات العراقية.
والعراق بلد الإمكانيات الاقتصادية الهائلة فسطح ارضه من اخصب بقاع المعمورة وفيه نهران عظيمان ومنخفضات طبيعية لخزن المياه وتوفير الثروة السمكية والطيور المختلفة والحيوانات.
وصحرائه صالحة للرعي وفيها مياه جوفية وفيرة.
وفي باطن أرضه يختزن أحد أضخم مصادر الطاقة في العالم النفط والغاز والزئبق و....
انتظر الناس التغيير بصبر كبير.
ولاحت ساعة الامل فجاءت أمريكا وحلفاؤها باساطيلهم وقدراتهم بدعوى إسقاط الدكتاتورية وبسط الديموقراطية.
أمريكا في غضون أسابيع إعادت كل ما دمرته فاشية البعث الصدامي في الكويت فعادت الحياة آمنة مستقرة.
كان أمل العراقيين أن تقوم هذه الدولة العظمى بمن اجتمعت بهم في نيويورك ورعت اجتماعهم في اربيل ببناء عراق جميل لما فيه من خدمات ولما تحظى به أمريكا وحلفاؤها من تطور تقني هائل.
لكن فوجئ الشعب المنكوب بان أمريكا في الكويت غير أمريكا في العراق وان من كان انتظارهم سلوتهم فيما يعانون سيكونون سبب ماساتهم في قادم الأيام.
مرت الايام تلو الأيام والشعب يبرر الأخطاء تارة بعد اخرى لأنه لا يريد العودة إلى حكم الحزب الواحد والقائد الضرورة وسيطرة الأقلية على مقدرات البلد.
عض الشعب على الألم وصبر على خيبة الأمل عسى أن يرتدع المحتل ويستفيق الحبيب الذي عاد بعد غيبة من سكر خمر السلطة.
استشرى الفساد في كل شيء إداريا أصبح الموظف الصغير يتنازل عن نسبة من راتبه للموظف الكبير ولا يحضر في الدائرة أصبحت المناصب والوظائف العسكرية والأمنية والمدنية تباع بالمال.
 نهب المال العام وسيس القضاء وارتشى الجميع ليشهد العراق منظومة فساد كبرى ابطالها أعزاءه الذين أنتظرهم لامد طويل ترعاهم القوى الخارجية التي كانت تدعم هذا الفساد لتدمير  العراق ارضا وشعبا وهوية.
عطلت جميع المصانع الحكومية والأهلية وافشلت الزراعة وتم التلاعب بجميع مقدرات العراق حتى لم يبق من العراق إلا اسمه ومن الشعب إلا رسمه.
شرع الفاسدون بنهب مقدرات العراق منذ اليوم الأول لسقوط الصنم واستمر الفساد ينمو وينمو كما تنمو الغدة السرطانية في الجسم الحي وشمل الفساد كل شيء ليعيش العراق اسؤ فترة من الفساد السياسي والاقتصادي والإداري وحيثما ولى المواطن وجهه لا يرى إلا الفساد المتمتع بحماية الاقوياء.  
أن المواطنون من نير الفساد ولم يبق بد من الوقوف في وجه الفساد ولكن الشعب الحائر لا يدري كيف يعمل والى اين يتجه.
اصيب المجتمع بخيبة أمل ولم يعد قادرا على تحديد الوجهة الصحيحة ولم يبلغ النضج المجتمعي المستوى الذي يؤهله لاختيار الطريق المناسب لمكافحة الفساد ورد الأمور إلى نصابها الصحيح.
فانبرت المرجعية الدينية إلى الإعلان من منبر الجمعة إلى ضرورة مكافحة الفساد فنبهت الغافلين وتشجع الخائفون وأنجلت الغشاوة عن عيون المضللين وانفضح الفاسدون.
فاندعلت المظاهرات هنا وهناك للمطالبة بأبسط الحقوق التي توفرها أفقر الدول لأبنائها بينما تذهب ثروات العراق في جيوب الفاسدين الذين جثموا على صدر العراق.
للبحث صلة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140098
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13