• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حمّى المظاهرات في العراق – هل يوجد التشخيص الكافي للمشكلة ؟ – وهل يوجد علاج حقيقي وجذري ؟ . .
                          • الكاتب : محمد اللامي .

حمّى المظاهرات في العراق – هل يوجد التشخيص الكافي للمشكلة ؟ – وهل يوجد علاج حقيقي وجذري ؟ .

عندما يصاب جسد الانسان بمرض معين تظهر اعراضه من خلال الحمّى التي تخبر عن وجود ازمة ومشكلة في الجسد و لا يمكن علاج المرض الا بعد تشخيصه بشكل جيد واعطاءه العلاج المناسب , والعراق مصاب بعدة امراض ومشاكل خدمية و بطالة و فساد اداري وغيرها وظهرت اعراض هذه الامراض كمظاهرات وفعاليات عديدة ولعلاج مشكلة العراق بشكل جذري لابد من تشخيص المرض واسبابه ثم وصف العلاج المناسب له وليس مجرد علاج ناقص او مسكنات لن تُشفي المريض بل ربما تسكن المرض زمنا ما ثم يعود للظهور والتفاقم .
وأهم أسباب أزمات وامراض العراق هي ما يلي :
اولا : الارهاب الوهابي البعثي المتواصل منذ سنة 2003 الى الآن والذي صرف جهود الكل دولة ومواطنين نحو مكافحته و ارهق ميزانية الدولة بمليارات الدولارات على مدى سنوات والتي كان من المفترض ان تُصرف على الخدمات كما انه وفّر الاجواء للفاسدين بسبب ضعف الدولة واجهزتها ( ناهيك عن الارواح البريئة التي أزهقها والتي لا تقدر بثمن ) وهروب او احجام الشركات العالمية عن الاستثمار في العراق بسبب الوضع الامني المتردي , والارهاب هذا مخطط له وممول من قبل انظمة الخليج وخاصة السعودية والامارات وقطر التي ترى في تجربة العراق الديموقراطية خطرا عليها لأنها انظمة وراثية قمعية كما انها لا تريد ان تكون هناك دولة مستقرة في العراق تحكمها جهات سياسية قريبة من ايران التي تعتبرها دول الخليج عدو خطير عليها بحسب زعمها وارتباط هذه الدول بالسياسة الصهيونية في المنطقة , ومن الغريب ان نفس هذه الدول واذرعها في العراق التي وفرت في مناطقها حواضن للإرهابيين نجدها تتكلم عن مشاكل العراق وتتهم الآخرين بافتعالها مع انها هي التي سببتها .!
ثانيا : الاحتلال الامريكي يعتبر اكبر مشكلة للعراق بسبب تدخله في كل كبيرة وصغيرة حتى في تعيين المسؤولين والقادة الامنيين الذين يخدمون مصالح المحتل وبالتالي لن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ويترتب عليه فساد وفشل بكافة المستويات , وهذين العاملين ليسا حكرا على العراق بل هناك دول اخرى تعاني بسبب الارهاب والتدخلات الغربية مثال ذلك ليبيا فهي تعاني من حرب اهلية منذ سنوات ودمار هائل وفساد على كافة الاصعدة ونهب نفطها وثرواتها , وليس في ليبيا شيعة حتى يتم إلصاق التهمة بمرجعيتهم او برجال دينهم او انهم ليسوا اهلا للحكم مما يشاع هنا وهناك من اتهامات في العراق تحاول ابعاد التهمة عن المجرم الحقيقي .
ثالثا : الطبقة السياسية الفاسدة التي تولت مناصب مهمة وعليا في البلد والتي باعت ضميرها وولائها لهذا وذاك وقدمت تنازلات لدول كبرى واقليمية مقابل تمكينها من الحكم وتناست المواطن فلم ترعَ شؤونه ولا قدمت له متطلبات العيش الكريم وعملت على سرقة اموال البلد لصالح حزبها .
رابعا : عدم قيام فئات كثيرة من المجتمع بدورهم في اختيار المسؤول الجيد في الانتخابات التي توالت منذ سقوط النظام الصدامي الارهابي الى اليوم فمنهم من لم يشارك اصلا في الانتخابات ومنهم من شارك ولكنّه قدّم مصلحة شخصية او مصلحة حزبه وتياره السياسي او قبيلته على حساب المصلحة العامة وبالتي وصل للسلطة وللمسؤولية اشخاصا ليسوا اهلا لها بل جاءوا نتيجة مصالح خاصة فقدموها على مصلحة الوطن والمواطن .
هذه اهم الامراض والمشاكل التي تسببت في ازمات العراق الحالية وادت الى خروج مظاهرات ولكننا نجد ان الحلول والاجراءات التي تم اتخاذها عالجت جزء من المرض وشخصت اسبابه بشكل ناقص وغير تام مثال ذلك انها جعلت المسؤول الفاسد او الذي لم يقدم خدمة كأنه هو السبب الوحيد للمشكلة فتم استبداله ربما اكثر من مرة دون ان يؤدي ذلك لحل المشكلة لان الامراض الاخرى لم تعالج او اصلا لم تُشخّص وحتى لو تم تشخيصها فربما لا يوجد لها علاج وبالتالي سيكون تغيير الاشخاص بمثابة مسكنات لن تعالج المشكلة بشكل حقيقي لا في العراق ولا في أي دولة اخرى تعاني من ازمات مشابهة , مثل المريض الذي لا يتم تشخيص مرضه بشكل جيد او يُشخّص جزء منه فيُعطى علاج غير مناسب او غير كافي وبالتالي لن يُشفى من مرضه ابدا , والطامة الكبرى ان بعض الاسباب التي ذكرناها مثل المحتل والارهاب البعثوهابي الممول من انظمة الخليج وبعض الاحزاب والتيارات الفاسدة نجدهم اليوم ركبوا موجة التظاهر ويقدّمون انفسهم على انهم علاج للمشكلة ويرمون الآخرين بالجريمة التي اقترفوها هم أنفسهم ! , فنجدهم تارة يتهمون المرجعية والعمامة وتارة يتهمون مسؤول معين او حزب معين وتارة يتهمون دولة معينة كي يُبعدوا التهمة عنهم وينتقموا من الجهات التي يعتبرونها عائق امام مشاريعهم .
اذن يجب ان يتم تشخيص المشاكل وعلاجها بشكل جذري حقيقي حتى يزول المرض ولو تدريجيا وتزول اعراضه من مظاهرات وغيرها وبدون ذلك سيبقى المرض ويستفحل وربما يؤدي لا سامح الله الى موت المريض وتلف وتفسخ اعضاءه !.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139958
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13