• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الصبح رتل للشهيد تهجدا .
                          • الكاتب : حسن كاظم الفتال .

الصبح رتل للشهيد تهجدا

الليل أيقظَ روعتي برقادي ** فتلا تعاويذ الأمانِ فؤادي

كاد الضباب يريب صبح المرتجى ** ليلمَّ أشتاتاً من الأنكاد

خَلَدي اعتراه توقدٌ لتنبؤي ** فغدا يخطُ السفرَ دون مدادِ

لكن نشوةَ مهجتي أزفت أسى ** لتحيط باستأثارها إنشادي

وسما التطير أبرقت برعودها ** وانداح خوفٌ في صدى الإرعادِ

العين إن تغفو ستوخُزها الرؤى ** والجَفن قد هجر الكرى بعنادِ

سفنٌ تجاذبُها رياحُ تجبرٍ **وإلى الجوار المنشآت تعادي

شبحٌ يرشُ على المآذن غُصةً ** وتلاوةٌ صُلِبَت على الأشهاد

نغمٌ إلهيُ اللحونِ يزفُه ** عرسُ الزنابقِ من شذا الأورادِ

نعت الليالي ضوءَها وتمردت ** هل يُسكِتُ الناعي حنينَ الشادي

ألوي مسافاتِ النحيب فتغتدي ** كلُ الرغابِ مطيعةً لودادي

وغرست آمالاً برحب سجيتي ** شغفا ولكن ما استفاق حصادي

يجتاح عطرُ الطلع فجرَ تأملي ** ما بلل الفجرُ الذبيحُ مرادي

قد كدرت حلم الزنابق شوكةٌ ** وخزت وروداً أنعمت برقادِ

نزفت رحيق شهادةٍ تدلي بها ** لجنان فردوسٍ بلا ميعادِ

نم يا شهيد على أكف ملائك ** لا فوق تابوتٍ ولا أعوادِ

يا أيها البدرُ المودعُ صبحَه ** يا شهقةَ الريحانِ في الإسعادِ

يبست ( دللول) المساء بغنوةٍ ** تنثالُ بين المفتدى والفادي

فارقد على شوقِ الأرائك هانئا ً **في روضةِ مُدت إلى العُبّادِ

نم حيث شئت لتستريح بنومةٍ ** وأنا أطلقُ بالثلاث وسادي

إشمخْ فقد صلى لك الزمنُ الذي ** بدمٍ يخطُ شهادةَ الميلادِ

فخر الشهادة رحتَ تكسو بها الإبا ** ولأنت وارِثَه من الأجدادِ

سرْ في بهائك فالعيون تكحلت ** وانسج لوجه الصبح ِ ثوبَ حداد

واشهق بسارية النعيم مخلداً ** وافقأ بخلدك أعينَ الحسادِ

صاحت فراشات الجنانِ تبشراً **(رضوان) قد قدم العريس ينادي

كلَّ الملائك بل ونادى صفوةً ** يخضَّرُ من دمها يبابُ الوادي

أثلجت صدرَ الحور إذ لاقيتَها ** خلَّفتَ طعناً غُلَّ في الأكبادِ

وتركت أماً يعتريها ذعرُها ** فتزودت بالصبرِ خيرَ الزادِ

وتجيبها إذا أذهلتها جارةٌ ** ولدي مضى يلهو مع الأولادِ

يا شحرجات الأمهات تنغمي ** لحناً يئز مسامع الأنداد

ولَوَجنَةٌ سجدت عليها دمعةٌ ** كالقطر حين يروي قحل الوادي

لِم يا زمان الغمِ تطرقُ بابنا ** دوما وتخطف صبية بعناد

استودع اللهم حصنَك موطني ** مالي سواك الحصنُ من أضدادي

ماذا سأكتبُ والمواجعُ جمرةٌ ** تكوي فؤادي والدموع مدادي

لغة القصائد لا سرت إن لم تكن ** وقفاً على الشهداءِ والأمجادِ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139741
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14