• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مؤامرة القائمة العراقية احدى اجندات السعودية الوهابية .
                          • الكاتب : د . طالب الصراف .

مؤامرة القائمة العراقية احدى اجندات السعودية الوهابية

  هل لايزال اهل العراق كما كانوا في عهد الامام علي (ع) حين كان يستنهضهم للوقوف بصد غزوات معاوية التي وصلت الى عقر دارهم بعصابات القتل والنهب السفياني فتذبح رجالهم وتسبى نساءهم؟ الا ان استحثاث امير المؤمنين (ع) للعراقيين كان لايفيد ولا يغني شيئا بل ان البعض تركوه والتحقوا بمعاوية الذي يستبيح كل محرم من اجل السلطة والمال. وفعلا استطاع معاوية بطريقة الخبث والفسق والمال والاغراء بالسلطة من شق صفوف جيش امام المتقين. فلا غرابة اليوم من ان نرى معاوية العصر ملك السعودية الوهابي قد استطاع من شق صفوف ابناء العراق وبالذات من قائمة الاكثرية المطلقة والذين كان الشعب لايتوقع منهم التأثر بالاغراء والمال او البحث عن جاه او مركز سياسي. وان البعض من بينهم كانوا لايحتاجون الى الذهاب لمقابلة ملك وهابي تصرخ من جور حكمه الدماء, وقد اشترى الضمائر الميتة بالمال فأسس القائمة العراقية من اجل نشرالعقيدة الوهابية الكافرة ولبعث وارسال الزناديق الى العراق لقتل محبي ال بيت النبي(ص) من المسلمين وغيرهم, بل ذهب الى ابعد من ذلك في اجتثاث الديانات الاخرى كما حدث لمسيحي العراق من تفجير لكنائسهم , ولم يخلص منه حتى ابناء القومية الثانية في العراق الاخوة الاكراد وذلك بوصفهم بالانفصالين كما وصف شيعة العراق بالصفوين, وان كلا الوصفين فيهما الفخر والاعتزاز, فان كان المقصود بالانفصال هو الانفصال عن الدكتاتورية الصدامية فهذا موقف بطولي قام باحداث اكبر شرخ في المنظومة الصدامية الشوفينية الدكتاتورية مما ادى الى سقوطها, وان كان يقصد بالصفوية نسبة لعباس واسماعيل الصفوي اللذان كان والدهما متصوفا فاستبصرا للانضمام الى طريق وسبيل ال بيت محمد(ص) - وقد اتسم العصر الصفوي بالحضارة والتقدم لابالبداوة والتخلف والاجرام- فهم ايضا قادة واهل الانتفاضة الشعبانية في الوسط والجنوب سنة 1991. ان الله والشعب وكل من آمن بعقيدة ال بيت النبي (ص) ومحبيهم والتأريخ لن يغفروا لكل من يتحالف مع السعوديين الوهابيين التكفيريين الارهابيين. 

 ولابد هنا ايضا من الاشارة  الى ان من كانوا يوصفون في الامس بالانفصالين (الاكراد) اصبحوا اليوم حكاما يتوسلون بهم من وصفوهم بذلك كي يضعونهم في مناصب حكومية, وان منتسبي القائمة العراقية يدعون بالمظلومية . واما من وصفوا بالصفوية فهم اليوم في عراق علي بن ابي طالب(ع) سيصبحون قطب الرحى اجلا ام عاجلا وسادة الحكم رغم التآمر الامريكي الصهيوني السعودي الوهابي ورغم ما اشترته العائلة السعودية من ضمائر بعض العراقيين بائعي الضمائر والعقيدة لتجعل الشعب العراقي حبيس في سجن كبير من الفوضى والتناقضات والسلب والنهب والقتل والتشريد. نعم ان التحالف مع السعوديين الوهابيين هو خط احمر يفصل بين الوهابية والتشيع لايستطيع عبوره أي شيعي للتحالف والتضامن مع الوهابية الا ووصف بالخيانة لعقيدة ال بيت النبي(ص) عقيدة علي بن ابي طالب ومن يعبر هذا الخط للتعاون مع الوهابيين كالذي تعاون مع الخوارج اللذين اغتالوا الامام علي (ع). واذا قال البعض ان هنالك علاقة دبلوماسية لابد منها فالجواب هو ان يكون الطرف العراقي الذي يتفاوض مع ملك السعودية له صفة حكومية بمستوى ذلك الملك ليصبح المفاوض الند بالند من اجل مصالح قطرية متابدلة فهنا يمكن ما يمكن تبريره, واما المفاوضات بين ملك للسعودية النفطية المتجبر المتكبر مع افراد عراقيين حتى لم يكونوا في مستوى وزير او وكيل وزير او مبعوث لرئيس الجمهورية او الوزراء, هنا توضع علامات استفهام لوضع العراق واكثريته الساحقة المسحوقة في مزايدة للبيع والشراء, ولم يشهد لهذه المفاوضات مثيل في كل دول العالم.
وان محبي ال بيت النبي لايرددون ولا يتذكرون هنا الا حديث نبيهم محمد (ص) حين شاهد معاوية بن ابي سفيان يقود اخاه يزيد, فقال النبي (ص):\"لعن الله القائد والمقود\". نعم لعن الله كل من وضع يده بيد عائلة ال سعود الوهابيين التي تلطخت اياديهم بدماء العراقيين بل بدماء المسلمين عامة واليوم بدماء المسيحين في العراق.
ان اللوبي الصهيوني في امريكا شغله الشاغل هو تكييف السياسة الامريكية وخاصة السياسة الخارجية لمصلحة اسرائيل لان الدعم المالي الصهيوني محسوم امره مازال الصهاينة يتحكمون برأس المال الامريكي والعالمي, لذا فان الادارة الامريكية لاتشغل نفسها كثيرا بالقضية الفلسطينية التي خططت لها وادلجة سياستها منذ اكثر من خمسين سنة, ولكن المشكلة التي تعيشها الادارة الامريكية اليوم هي ازمة فوضى العراق وافغانستان حفرتها لغيرها ووقعت فيها كما وقعت في حفرة الحرب الفيتنامية, فهيهات هيهات ان تفتح جبهة ثالثة مع ايران او سوريا لانها موحلة في وحل يصعب الخروج منه وباقتصاد تشير كل الدلائل الى انهياره.  واما دور السعودية الوهابية الذي رسمه لها مثلث الموت فهو توفير المال والسلاح وكل عوامل وادوات التخريب للتكفيريين الوهابيين من اجل قتل الشعب العراقي وتهديم بنيته الاخلاقية والاقتصادية وبتغطية اعلامية ماردوخية, بالاضافة الى العمل والتدخل في اعادة جواسيس المخابرات الصدامية الى صفوف القوات العراقية في الجيش او الاستخبارات للتجسس على المالكي وحزبه وبقية الكتل والاحزاب الوطنية كما اشارت جريدة الكاردين البريطانيةThe Guardian في30-04-2009 تحت عنوان \" ست سنوات بعد سقوط صدام المالكي يشدد قبضته في ادارة الحكومة العراقية\" وبدأ كاتب المقال يصف ماشاهده:\" حيث التقى مراسل الصحيفة بثلاثة افراد من المخابرات الصدامية الذين فرضت اعادتهم للقوات العراقية وقد اعترفوا للصحفي اثناء المرح والملاطفة في مطعم جديد بانهم يعملون كمراقبين (جواسيس) على تحركات رئيس الوزراء المالكي في مؤسسة مخابراتية جديدة يطلق عليهاIraqi National Intelligence Service  (المخابرات العراقية للخدمة الوطنية), وهذه المؤسسة المخابراتيه تتوجه اليها اصابع الاتهام لقربها الشديد من المخابرات الامريكية وبعيدة عن هيمنة الحكومة العراقية, وحين كان يتكلم مسؤول هذه المجموعة كان اثنان من جماعته ينظران الى الاتجاه المعاكس.\" 
لقد خرج شيعة العراق من نفق مظلم عانوا منه الظلم والقتل والاهمال والحرمان الى سجن كبير محاصر من قبل الحكومات العربية باستثناء البعض القليل جدا, وبالاضافة الى ذلك فهنالك التدخلات الامريكية الصهيونية السعودية المارقة التي سببت عدم الامن والاستقرار وزيادة البطالة والفقر والفوضى في عراقنا الحبيب وخاصة في المناطق التي كانت محرومة ايام الطاغية صدام. وقد استمر تشديد الحصار على الاكثرية العراقية الى يومنا هذا ولكن باخف مما كان قبل 2003. وقد ازداد هذا الحصار والتعسف على شيعة العراق لاسباب منها عدم وجود وزارة لهم لتمثيل الاكثرية امام العالم ولكشف حقيقة ما تلاقيه المناطق الشيعة من اهمال في العراق رغم انها تشكل نسبة الاكثرية المطلقة فالخارجية كانت للاخوة الاكراد ومهما يكن فان وزيرها زيباري افضل بعشرات المرات من المطلك اذا صحت فرضية المحاصصة الجديدة وسوف يزداد التكتم على مظلومية الشيعة كما كانت في زمن المجرم صدام, واما وزارة التعليم العالي التي لها ملحقيات ثقافية عراقية في كل دولة معتبرة في العالم فوزيرها لايخفي اتجاهاته الطائفية حين قال:\" اني استلم الاوامر اولا من رئيس الكتلة التي رشحتني وزيرا- يعني في حينها(البعثي طارق الهاشمي)- قبل الاخذ باوامر رئيس الوزراء\". وهنا لابد من القول ان الاكثرية حين تحجب من الاتصال بالعالم الخارجي سوف لا يعرفها العالم فكيف تتعامل معه, والاكثرية اليوم خرجت من انفلق وزنزانات  صدامية مظلمة الى سجن كبير اسمه (العراق) يحكمه طارق الهاشمي والمطلك والنجيفي وعلاوي باشراف امريكي صهيوني سعودي.
 واما مآساة ذوي الكفاءات وخاصة الشيعية التي هاجر اصحابها منذ 1980 وما قبل ذلك فلا مكان لهم في ارض العراق مازال وزير التعليم العالي الحالي يسير على سياسة اقصاء الشيعة في الداخل والخارج ومعضلة رئاسة الجامعة المنستنصرية تشهد على ذلك ولاتزال عالقة في الاذهان حين احتدم الخلاف بين رئاسة الوزراء والوزير المذكور والتي يرى فيها الوزير ان ارادته انتصرت على مجلس الوزراء, وقد كرر هذا الوزير استغلال الفرص الانتهازية حين استغل فترة غياب تشكيل الوزارة وحاول اصدار قائمة باقصاء عدد غير قليل من ذوي الكفاءات الشيعية لولا وقفة بعض المسؤولين الشرفاء والاحتجاج على ذلك التصرف الطائفي. 
لقد انتقد ورفض السيد المالكي طريقة سياسة حكومته السابقة التي ورثها تحت شعار المحاصصة وقد اوعز كل اعمال التلكأ والفشل والتأخير في انجاز اعمال الوزارات الى تلك السياسة, وهو يحاول تغير ذلك المسلك السابق الذي كانت فيه المحاصصة لمصلحة الكتل والاحزاب لا للشعب والفقراء والمحرومين, والذي يبدو حتى هذا اليوم ان السيد المالكي سيكبل بنفس الوسائل والمواثيق والاتفاقات السابقة التي ستؤدي بالعراق وشعبه الى مصير اسوء من السنوات الثمان السابقة, واذا كانت اليوم سياسة المشاركة تعني ان تتشارك الاحزاب والكتل بنهب اموال المحرومين والكادحين فهذا يعني ان الشعب العراقي يواجه اربع سنوات اخرى من الفساد والفقر والفوضى وعدم الاستقرار وذلك بسبب وجود ممثلي القائمة العراقية في اجهزة الدولة ومن يخطط لهم ويضع لهم اجندات لتدمير العراق. الا ان الشعب العراقي الذي انتخب السيد المالكي واثق بأن السيد المالكي والمخلصين من التحالف الوطني والتحالف الكردستاني غير مستعدين لضياع سنين  النضال التي قدموا فيها المئات من الشهداء من حزب الدعوة او غيره قرابين للاسلام والحرية, ولايمكن مضيعة تلك التضحية والنضال من اجل اربع سنوات في الحكم تثمر لهم الهزيمة والخسران في الدنيا والاخرة والخروج عن طريق امام المتقين طريق الحرية والعدالة. المالكي الذي وقع على قرار حكم الاعدام على صدام يزيد العصر جعل الكثير من العراقيين وغيرهم يرونه زعيما لايساوم على المبادئ والتفريط بدماء الشهداء الذين كانوا سببا في مجيئ قادة حزب الدعوة لقيادة دفة الحكم, والمالكي الذي استطاع الوقوف امام الكثير من المحاولات التي ترمي الى اعادة الصداميين الى الحكم بقدر ما يمكنه من قوة, وهو بهذا يشكر من قبل الشعب العراقي واهل الشهداء عامة, والمالكي الذي يعلنها صريحة ان لامكان للبعثيين الصداميين في العراق الجديد لاغبار على صراحته هذه, والمالكي الذي تتجسس عليه المخابرات الصهيونية والامريكية وتتآمر عليه السعودية بالمال والسلاح وشق صف التحالف الوطني بتقديم الاغراءات لايمكن ان يثق بالوهابيين التكفريين الذين سفكوا دماء ابناء الشعب العراقي , والمالكي الذي رفض دعوة ملك السعودية الوهابية الاخيرة والعراق في اشد مرحلة من التآمر عليه من السعودية ومن عملائها لهو موقف وطني  سوف يكتبه التأريخ له في سجل الشرفاء السائرين على خط الامام علي (ع) الذي لامداهنة فيه, وهو الذي يأمر شيعته ان يعملوا في غير رياء, ولا من اجل سمعة شخصية او شهرة  فانه من يعمل لغير الله فان الله يتركه الى من عمل له فلا يرجو ثواب عمله من الله بل من امراء ال سعود الوهابيين الخارجين على تعاليم الله ورسوله. 
والجدير بالذكر ان السيد المالكي قد عمل ضمن هذه الاطروحة التي يوجه فيها الامام علي (ع) المسلمين فما كان  من طلاب السلطة لكي يلتزم بما تريد المخابرات الامريكية والسعودية حين طلب منه ان يتشارك بالسلطة مع القائمة العراقية الوهابية واعطاء ظهره الى الاخوة الاكراد كما خططت الادارة الامريكية وخائن الحرمين,وقد ذكر هذا الرفض موقع الجزيرة في اللغة الانكليزية تحت عنوان Iraqi Shia bloc rejecs Saudi offer واذا بصراحة السيد المالكي وشجاعته التي عهدناها به, وهو ليس بعيدا عن محيط شجاع وطني له اليوم مواقف مشهودة سواء كان متمثلا هذا المحيط بالجارة ايران وسوريا وتركيا وجنوب لبنان البطل وابناء غزة والحوثيين من جهة او بمواقف مرجعيتنا الدينية الرشيدة الورعة الصلبة امام المناورات الخارجية التي تهدف الى اضعاف ارادة الاكثرية الساحقة المسحوقة في العراق من جهة اخرى. كل هؤلاء وغيرهم من الشرفاء اثبتوا بان الارادة الامريكية والصهيونية والسعودية الوهابية لايمكن ان تفرض عليهم وليس لها في قاموسهم أي  مكان. وقد كان الرد على السعودية بان ابناء العراق لايريدون ضيافة سعودية للتدخل في شؤونهم ويمكن حلّ مشاكلهم فيما بينهم, وانهم  لايحتاجون الى اجنبي متآمر على حياة ابناء العراق مختص في طرق قتلهم وشراء ضمائر الضعفاء منهم, نعم لمؤتمر كردستان بضيافة السيد البرزاني حيث انتج ذلك المؤتمر هذه الثمرة من رئاسة للحكومة بشخص السيد جلال الطالباني التي تآمرت على ترشيحه السعودية الى اخر لحظة حين انسحبت قائمتها العراقية ربيبة امراء ال سعود من جلسة البرلمان العراقي, ولم تصوت لصالح مرشح التحالف الكردستاني السيد الطالباني التي وافقت عليه العراقية في مؤتمر اربيل, فكانت اول خيانة من بعض اعضاء البرلمان يتجسده في منتسبي العراقية في الجلسة الاولى التي تقرر مصير الحكومة العراقية, وان اول من كذب في البرلمان العراقي الجديد هو رئيس البرلمان العراقي (النجيفي) حين قال:\" انا امثل كل اعضاء البرلمان وليس القائمة العراقية وذلك قبل خمس دقائق من انسحاب علاوي والمطلك ثم ترك النجيفي رئاسة البرلمان وانسحب مع العراقية لينضم في طريقة ميكافيلية مع المحتجين على ترشيح الطالباني ليسجلها التأريخ لهم بانهم عارضوا انتخاب رئيس كردي للبلاد لارضاء الخط العروبي المتدهور, ثم عاد خوفا من طرده من البرلمان كما طرد من قبله المشهداني-وما زاد حنون في الاسلام خردلة. 
وعلى المواطن العراقي ان يعلم ان البرلمان العراقي الجديد سوف لايختلف عن سابقه ما لم تكن هنالك ارادة صلبة تخضع هذا النفس الطائفي الشوفيني الدكتاتوري الجديد المتمثل باشخاص القائمة العراقية التي تخطط لانتهاج نفس نهج زعيمها المقبورالدكتاتور صدام, والشعب العراقي يخشى ان يأتي اليوم الذي تقف فيه القائمة العراقية دقيقة صمت وحداد على روح امين سرها مجرم العصر صدام. الا ان الشعب العراقي على ثقة بان رئيس الوزراء الذي وقع على اعدام المجرم صدام لن يسمح لبطانته الشريرة بالتسلل لسرقة الحكم وقد ذكرت الجزيرة ان الرفض المتكرر من قبل التحالف الوطني لدعوة ملك السعودية ليس الاول من نوعه هذه المرة بل هو استمرار لما قبله, وكذلك لم يرحب الخط الوطني في العراق حتى بتدخل الجامعة العربية التي لم تحصل منها القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية للامة العربية غير التمزق والتفتت والخذلان من قبل الزعماء العرب. ولو كان الزعماء العرب وجامعتهم المشبوهة الاتجاهات والنشاطات يملكون ذرة من الوطنية لعملوا لجنة لها تأثير كتأثير اللجنة الامريكية الصهيونية AIPAC التي لها قوة وقرارات اقوى من كل قرارات الجامعة العربية منذ تشكيلها وتأسيسها. 
ان الحقد السعودي على التشيع بشكل عام وعلى العراق بشكل خاص لايحتاج الى كشفه عن طريق البحث والتنقيب وانما هو واضح وضوح الشمس فقد زاغت وعبرت الصحف السعودية عن كرهها وحقدها بشكل علني  لقادة الشيعة دينيا وسياسيا, وقد ذكرنا مواقف زنادقة الوهابية اتجاه مراجعنا الاعلام في مقالات سابقة واليوم نشير الى حقد ال سعود على القادة السياسيين من الشيعة حيث كتبت الجريدة الرسمية التي تسمى (السعودية) في اللغة الانكليزية يوم 15-11-2010 عن السيد المالكي رئيس الوزراء:\"ان المالكي الذي عين في منصب رئيس الوزراء يبدو متشاجرا- كما يظهر في الصورة- بعد ان انتهت جلسة البرلمان في فوضى وذلك بسبب الادعاء بانه لم يلتزم والاكراد بالاتفاق الذي تعهدوا به قبل ساعات.\" ثم تستمر الجريدة الرسمية في الشماتة والطعون حتى على حلفاءها في القائمة العراقية من حيث لاتدري فهي تذكر بان هنالك 60 مع اعضاء القائمة العراقية غادروا قاعة الاجتماع, وهذا يعني ان هنالك 31 عضوا برلمانيا من القائمة العراقية لم يخرجوا من القاعة وقد يكون البعض غير موجود الا ان ذلك يدل على وجود شرخ وانقسام كبير في صفوف القائمة العراقية. وتضيف هذه الجريدة على ان معظم اعضاء القائمة العراقية انتخبوا من مناطق سنية حيث كانوا من المناطق التي تدعم نظام صدام ومن بينهم العصابات التي تحارب الامريكان\".
 وان صالح المطلك يصرح بان القائمة العراقية لم ترجع للبرلمان الا بتدخل دولي وهذا دليل اخر يدل على ان زمرة البعث الصدامي لاتزال علاقاتها مستمرة مع المخابرات الامريكية الصهيونية السعودية, وان عودة ثلاثة اعضاء من القائمة العراقية للبرلمان العراقي ومن بينهم خادم ومدير اعمال زوجة صدام صالح المطلك وكل هؤلاء الثلاثة كانوا من الذين اشتركوا في تعذيب ابناء الشعب العراقي عندما كانوا بطانة لصدام, ومن كان مع ومن الاشرار والظلمة لايجلب معه للبرلمان العراقي الا الخزي والعار والاجرام كما فعل الدايني ومشعان الجبوري واسعد الهاشمي الذي قتل اكثر من 47 شخصا ثم ولى هاربا. ان وجود مثل هؤلاء في البرلمان العراقي لايضيف الى صفات البرلمان الا الظلم والاجرام والاستهتار بحقوق الشعب العراقي والانتقاص من كرامته. ولا بد من الاشارة هنا الى ان ما يطمح اليه مثلث الموت السعودي الصهيوني الامريكي هو اضعاف سلطة منصب رئيس الوزراء الذي اصبح من حصة الشيعة, وما هذا المنصب الجديد الذي يسمى \"المجلس الاعلى للسياسة الاستراتيجية\" الا لعبة المخابرات الصهيونية السعودية لاضعاف سلطة رئيس الوزراء باعتباره حصة الشيعة حسب قانون المحاصصة. وهذا هو الجديد في الانتخابات الاخيرة الا وهو الاستمرار بوضع الاكثرية الشيعية في سجن كبير مثقل بكثرة الاسوار والموانع والقيود وجعل منصب رئيس الوزراء ليس الا دائرة خاوية تسيرها قوى مثلث الموت الامريكي الصهيوني السعودي التي تسعى لوضع  مجلس الوزراء ورئيسه كوسيلة لتمرير ما تريده الاجندة الخفية لذلك المثلث. الا ان المتتبع لشخصية رئيس الوزراء السيد المالكي القوية السائرة على خط ال بيت رسول الله الى درجة ما؛ يرى ان الامور التي تنتظرتحقيقها قوى ذلك المثلث الشيطاني ليس من السهولة بمكان ان تمرر وتنطلي على السيد المالكي, فقد اختبر الشعب العراقي شخصية المالكي في عدة امور كما اسلفنا فكان قويا صعب المراس في المواقف التي تهم مستقبل العراق بشكل عام وحريصا على حقوق الاكثرية المطلقة بشكل خاص شأنه شأن قادة الكتل الثلاث التي شكلت منذ 2003 والتي تعمل لصالح مكوناتها. 
وبعد ما يقارب من ثمان سنوات على الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي بدأت القوى السياسية الفاعلة في العراق تستلخص احكاما عن التدخلات السعودية وحلفاءها من جهة وتدخلات الجمهورية الاسلامية وحلفاءها من جهة اخرى في الشأن العراقي أي المقارنة ما بين دولة بدوية جاهلية متخلفة مع دولة اسلامية نووية متحضرة ينظر لها العالم الغربي باحترام وتقدير واجلال بينما ينظر الى السعودية باحتقار وتطرف وارهاب, ولولا المصالح الاقتصادية والنوازع الدينية التي تنظر لهما الدول الاوربية من الاهمية والاعتبار لطلبت من الجمهورية الاسلامية الانضمام الى التحالف الاوربي, وذلك لما وصلت اليه الجمهورية الاسلامية من حضارة ونمو اقتصادي وثقافي وديمقراطي. لقد نظر الاخوة الاكراد الى تأريخ العلاقة مع الجمهورية الاسلامية فلم يعثروا في صفحاته الا على المودة والسلام وكذلك الكتل والاحزاب الشيعية وخاصة التي اصبحت اليوم معروفة مكشوفة دون تدليس وخوف ومداهنة فالسيد مقتدى الصدر في قم المقدسة وله قاعدته الجماهيرية في العراق, والسيد المالكي في العراق لايهمه حين يصطف مع الحق لومة لائم لانه كرئيس لوزراء العراق عليه ان يحافظ على مصالح ابناء العراق وارواحهم واعراضهم, فلم يجد حالة او قضية واحدة من ان الاشقاء الايرانين قد فجر احدهم نفسه لقتل شعب العراق كما فعل السعوديون التكفيريون ولم يرى من الارانيين اعتداء على اعراض العراقيين وحاشا الله ان يفعل ابناء سلمان صاحب النبي (ص) ذلك, ولم تسمع او تشاهد في السجون العراقية انها تضم  شخصا ايرانيا واحدا تحزم بحزام ناسف لسفك دماء الاطفال العراقيين والعزل والنساء والشيوخ وحاشا ان يفعل ابناء الامام الخميني ذلك فالشعب الايراني وقياداته تثقفوا بثقافة امام المتقين وال سعود وحلفاؤهم تثقفوا بثقافة يزيد وكبير فرق بين هذا وذاك وهل يساوى التفاح بالخرنوب. 
يريد الشعب العراقي اليوم بعربه واكراده واقلياته الاخرى وبكافة دياناته ومذاهبه من رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي ان يكون عند مسؤوليته التي انيطت اليه امام الشعب العراق الذي يزيد على ثلاثين مليونا لا امام مسؤولية فرد او افراد اليوم في السلطة وغدا يذرعون شوارع الدول العربية والاوربية, وان هنالك الكثير منهم لامكانة محترمة لهم بين الجاليات العراقية وهم محتقرون لخيانتهم لامانة الشعب العراقي, نريد من رئيس الوزراء اذا تقاعد او انتهت مرحلته ودورة حكمه ان يذكره شعبه والتأريخ بمواقفه وسياسته الوطنية واخلاصه, واهم من ذلك كله امام الله وال بيت نبيه صلوات الله عليه وعليهم السلام, لان العراق عراق امام المتقين الذي اختاره لتكون ارضه الطاهرة مرقدا له وبقية ابناءه الشهداء وأئمة المسلمين. يريد الشعب العراق من رئيس الوزراء ان ينتقي وزراء كما هو متعارف في كل دول العالم, فلا يرضى الشعب العراقي ان يكون العراق الذي جاءت حكومته عن انتخابات (ديمقراطية) ان لاسلطة لرئيس الوزراء على وزراءه وانما السلطة للكتل السياسية على وزيرها كما فعل وزير التعليم العالي الحالي, وهذا لايمكن التصديق به في اية  دولة في العالم دكتاتورية كانت ام ديمقراطية للنخاع. ان الصبرالذي تحلى به الشعب العراقي منذ ان تآمر طارق الهاشمي في استخدام حقه اللاقانوني والغير دستوري بل وليس منطقي وغير متعارف عليه في كل انحاء العالم الا في العراق, وذلك بتأجيل الانتخابات العراقية عدة اسابيع  فكانت هذه المناورة السبب الاول في ازمة مؤامرة تأجيل تشكيل الوزارة, وقد  اراد مثلث الموت وعملاءه واعلامه من هذه المناورة تسليم منصب رئاسة الوزراء للقائمة اللاعراقية وليس اكثر من ذلك, وانما هو السبب الحقيقي في تأخير تشكيل الوزارة تحت ذريعة كاذبة مزيفة اسمها (الاستحقاق الانتخابي المزيف). وفي هذه الايام الاخيرة من تشكيل الوزارة برئاسة السيد المالكي يحاول مثلث الموت ان يأتي بالمطلك وزيرا للخارجية وهو الذي قال:\" كنا نتوقع ان يسحلنا ويجرنا الشعب العراقي بالحبال في الشوارع بعد الاطاحة بصدام\", وهو اليوم يرشح بان يكون وزيرا لخارجية العراق ليمثل العراق امام العالم بالجريمة والقتل وتذكير المجتمع الدولي والشعب العراقي بدكتاتورية صدام, والاسوء من هذا وذاك ان الذي تآمر على الانتخابات العراقية وسبب تأخرها من موعدها الى موعد اخر يرشح الان لمنصب نائب لرئيس الجمهورية, فما هو مستقبل العملية السياسية في العراق؟! الله الله بالعراق وشعبه يا قادة السياسة في العراق. 
 يريد الشعب العراقي بعد هذا الصبر تعويضا مناسبا بحجم مافقده, وموقفا من السيد المالكي ورئيس الجمهورية السيد الطالباني الذي خانته القائمة العراقية في جلسة ترشيحه كرئيس للجمهورية بل خانت حتى زعيم الكتلة الكردستانية السيد البارزاني الذي استضاف الجميع في كردستان لوضع حد للفوضى السياسية التي اجتاحت البلاد بتخطيط من اسياد القائمة العراقية. لذا يريد الشعب العراقي من السلطات العراقية ان تكون واضحة وقوية ان ارادت الخير للعراق, وعليها ان تعرف من هو العدو الرئيسي للعراق ومن هو المخلص من دول الجوار, ومن هنا يجب الانفتاح مع كل الذين يريدون الخير للشعب العراقي والدول التي تتمنى له الامن والاستقرار واول هذه الدول هي الجمهورية الاسلامية الجارة الشقيقة التي لاتتمنى الا الخير والاستقرار للعراق وابناءه, فعلى الحكومة الجديدة ان ترفع وتلغي تأشيرة الدخول ما بين البلدين العراق وايران لان في العراق مراقد مقدسة تشكل الوجود والكيان العقائدي لابناء الشعب الايراني وكذلك الحال للعراقين, وبالاضافة الى ذلك هنالك علاقات اجتماعية ومدارس دينية مشتركة ومصالح اقتصادية واطول حدود مشتركة بين البلدين وعلاقات اكاديمية وثقافية وتأريخ مشترك, ومنذ بزوغ الاسلام وعلماء ايران يرفدون الدين الاسلامي بكتب ومؤلفات احتوتها مكتبات المسلمين بكل طوائفهم, ولا يوجد مفكر او امام مسلم الا وقرأ من الكتب الغزيرة بالعلم والمعرفة لكتاب وعلماء ايران المسلمين السابقين واللاحقين في اللغة العربية او الفارسية. وبالاضافة الى ما كان من قصب السبق للعلماء الايرانيين في خدمة الاسلام والمسلمين منذ فجر الاسلام فهم اليوم يكررون ذلك في مجال العلوم التكنولوجية وباكثر فروعها تقدما وريادة الا وهي العلوم النووية للاغراض السلمية, فالحقيقة ان الشعوب الاسلامية في حاجة الى دراسة العلوم النووية المتوفرة في الجامعات الايرانية لانشاء الطاقة النووية السلمية في البلدان الاسلامية من اجل الحصول والاستفادة من الطاقة الكهربائية كما في اوربا وامريكا, وكذلك في الامور الطبية وبالاضافة الى ذلك هو الظهور امام العالم بان الدول الاسلامية يمكن ان تكون في مصاف الدول المتقدمة. وصدق رسول الله نبي الرحمة حين قال:\" لو كانت العلوم في السماء لتناولتها ايادي من بلاد فارس.\"        
 
د.طالب الصراف 
لندن          19-11-2010 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1396
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13