• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبو حنيفة وفقه الأولويات ! .
                          • الكاتب : الشيخ محمد حيدر .

أبو حنيفة وفقه الأولويات !

 ✍ روى الكليني (قده) في الكافي الشريف بسند صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

*قال لي إبراهيم بن ميمون: كنت جالساً عند أبي حنيفة فجاء رجل فسأله فقال: ما ترى في رجل قد حج حجة الإسلام، الحج أفضل أم يعتق رقبة؟*

*قال - أي أبو حنيفة - : لا، بل يعتق رقبة.*

*فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كذب والله وأثِم، لَحجّة أفضل من عتق رقبة ورقبة ورقبة، حتى عدّ عشراً.*

*ثم قال: ويحه! في أي رقبة طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وحلق الرأس، ورمي الجمار؟!*

*ولو كان كما قال لعطّل الناس الحج، ولو فعلوا كان ينبغي للإمام أن يُجبرهم على الحج، إن شاؤوا وإن أبَوا، فإن هذا البيت إنما وضع للحج.*

** ** **

*أقول: كما أن الله تعالى وضع البيت ليُحج وقال في كتابه الكريم: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ) أي يثوبون إليه ويرجعون إليه عاما بعد عام، وقال: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، ولو فضّلنا بذل المال في الصدقة أو العتق على حج البيت لعُطِّل البيت.*

*فكذلك وضع تعالى مشاهد الأئمة (عليهم السلام) لتُزار فوصفهم (عليهم السلام) في كتابه الكريم بأنهم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ..)، وأنه جعل (أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَْهوي إِلَيْهِم) ولو فضّلنا الصدقة ونحوها على الزيارة لعُطِلت مشاهدهم.*

وقد روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله يحكي قول إبراهيم خليل الله: *"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم"* إلى آخر القصة، فقال (عليه السلام):

*ما قال - أي الله تعالى -: (إليه) يعني البيت، ما قال إلا: (إليهم)، أفَترون أن الله فرض عليكم إتيان هذه الأحجار والتمسح بها، ولم يفرض عليكم إتياننا وسؤالنا وحبنا أهل البيت؟! والله ما فرض عليكم غيره.*

هذا وقد ذكر الشيخ الحر العاملي (قده) في وسائله في كتاب الحج:

*- الباب41: باب استحباب اختيار الحج المندوب على غيره من العبادات المندوبة ..*
وذكر فيه ٧ أحاديث ثم قال: *وتقدم مايدل على ذلك، ويأتي ما يدل عليه ..*

*- الباب 42: باب استحباب اختيار الحج المندوب على الصدقة بنفقته وبأضعافها ..*
وذكر فيه ١٧ حديثا ثم قال: *وتقدم ما يدل على ذلك، ويأتي ما يدل عليه ..*

*- الباب 43: باب استحباب اختيار الحج المندوب على العتق.*
وذكر فيه ٩ أحاديث ثم قال: *تقدم ما يدل على ذلك، ويأتي ما يدل عليه في أحاديث الطواف وغيره.*

*- الباب 44: باب استحباب اختيار الحج على الجهاد مع غير الإمام.*
وذكر فيه حديثين ثم قال: *وتقدم ما يدل على ذلك، ويأتي ما يدل عليه.*

*وعليه: فمع تواتر الروايات عنهم (عليهم السلام) في أفضلية الحج المندوب على الصدقة ونحوها فكيف يتأتى لمدّع ان يدّعي أفضلية بذل المال للفقراء صدقة على إنفاقه في زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، مع ما هو معلوم بضرورة المذهب وتواترت به الرواية عنهم من ان زيارته (عليه السلام) افضل من الحج المندوب بدرجات ودرجات، بل يظهر من بعض الروايات أنها افضل من الحج الواجب أيضاً، بل أنها أفضل الأعمال على الإطلاق؟!!*




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139507
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16