• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ألا يستحق هذا الشعب ! .
                          • الكاتب : حسن الجوادي .

ألا يستحق هذا الشعب !

 حسب التتبع، دائماً ما أجد العراقي، يحن لبلده حتى وان عاش بأقصى الارض، فبعض الذين اعرفهم لم يغير في غربته حتى ملابسه وطعامه ولون قماش وسادته!
هذا النوع من الغرام بهذا البلد هو من أكبر الحوافز لتقدم البلد وصناعة اجيال قادرة على ان تهبه القوة وتاخذ به الى معالي المجد، لكن الذي يمسك حكمه وادارته يفقد تلك الخاصية وتزال عنه حالة الغرام، وربما ترجع اليه اذا ترك السلطة والحكم ، وهذه الجدلية التي لا أكاد افهم اسرارها من سيأتي لفرضها والامساك بالسلطة مع الغرام؟
ان الغرام الذي يدفع الحاكم لحكم البلد سيجعل منه الرئيس العادل الذي لا يظلم شعبه ولا يخونه ولا يكسر من هيبته.
لا أشك في حب العراقي لبلدته ومحافظته وقريته ومدينته، فمجرد ان تجلس مع اي شخص وتتحدث له عن تاريخ مدينته سيعجب بك ويقبلك في جبينك مكرمة لك على حبك لمدينته! واذا سافرت لمكان في بلدك ولقيت شخصا لا تعرفه لكن علمت انه من اهل منطقتك او قريتك ستدفع له اجور النقل او تقوم بخدمته او تحاول ان تقدم له ما يجعله يسرّ ويسعد!
يكبر هذا الحب اذا تخطيت الحدود ويكبر اذا سمعت صوت والدتك عبر الهاتف ، ويكبر اذا خلّفتَ فيه من تحب ، ويكبر كلما تقدمت بالسن ، حتى ان مشاهد الطفولة تعاد عليك ببطئ وتتمتع بها اذا تكلمت مع اطفالك او تذكرتها لوحدك، بالرغم من المرارة او اللحظات السلبية التي تحملها.
غريب هذا العراقي جداً، فهو في ساعة العناد لا يهاب أحد ، لكنه ينكسر امام طفل صغير يطلب منه "كعكعة" فتجده يشتري له أكثر مما اراد!
عظيم هذا العراقي جداً فهو يقف على رجل واحدة ويقاتل ، ويده الثانية يغازل فيها امه ، او يعاتب صديقه الذي لم يمر عليه في الاسبوع الماضي فقد فاتته جلسة النارجيلة والمعسل مع بعض الضحك الجميل!
قنوع جداً هذا العراقي حد التهمة والتخمة، فهو يبيت بالشارع ويلتحف الرصيف ان تطلبت ظروف الوطن ، لكنه لا يسكن لحظة واحدة في ارقى الاماكن ان شعر بمنية او كراهية!
مواطن بهذه الروح العالية والنفس الكبيرة ، ألا يستحق العيش بأفضل الاحوال الاقتصادية!
الا يستحق ان يتنفس انقى ما موجود في هذه الدنيا من هواء!
الا يستحق ان يتعلم بافضل الطرق واتقنها واسرعها!
عفواً ، الا يستحق العراق ان يحكمه العراقي المغرم به وبشعبه!
الحاكم المغرم بأرضه لا يفكر بنوع السيارة التي يركبها ولا البيت الذي يسكنه ولا الامتياز الذي يحصل عليه، انه يفكر بشيء واحد فقط ، كيف يحكم ويحافظ على غرامه، فيكتشف أن عمق الغرام وجوهره بما يقدمه لهذا الوطن!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29