لقد افرز الحراك السياسي خلال الفترة الماضية الكثير من الملاحظات حول طبيعة تحرك قادة الكتل السياسية في سبيل الإسراع بتشكيل الحكومة . فقد اتهم البعض من قادة الكتل وقياديها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وعلى رأسه سماحة السيد عمار الحكيم بتعطيل تشكيل الحكومة واعتبروه العقبة التي تؤثر على الكتل الأخرى كي تستمر المفاوضات والحوارات لوقت أطول بغية الحصول على مكاسب أكثر ، ولكنهم تجاهلوا إن مطالب المجلس الأعلى وبالذات ما دعا إليه سماحة السيد الحكيم لم تتمثل بمناصب معينة أو مكاسب مادية أو حكومية بل بالعكس كانت المطالب التي بقى السيد عمار الحكيم مصرا على تنفيذها تتمثل بمطالب وطنية بحتة وليس لها علاقة بالمصلحية والنفعية بتاتا ، وقد شملت هذه المطالب التي اعتبرها هؤلاء معطل للعملية السياسية بضرورة جلوس قادة الكتل السياسية على طاولة مستديرة ونسيان الخلافات وجعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار كما كانت هذه المطالب تتمثل بضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع القوائم التي فازت بالانتخابات حتى يمكن لهكذا حكومة أن تكون قوية وناضجة وقادرة على قيادة العراق في هذه المرحلة الصعبة ، وهنا كانت العقبات توضع أمام هذا المشروع الوطني الحقيقي حتى تم التوصل إلى اتفاقات بان كلا المطلبين الذين دعا لهما سماحة السيد عمار الحكيم يمثلان بحق الحل الأمثل للخروج من الأزمة . وها هو السيد الحكيم اليوم يعتبر الرجل الوطني الأول في العراق بشهادة الكثير ممن عاشوا هذه الأزمة .
سعد البصري
S_saad72@yahoo.com |