لطالما شَغل الجانبُ الإنساني حيزاً كبيراً من اهتمامات مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، فكان جُل اهتمامها مُنصباً على رعاية اليتامى وتأمين العيش الكريم لهم، وتجسيداً لهذا المبدأ راحت تطلق مبادراتها الواحدة تلو الأخرى سعياً منها لتقديم أعلى مستويات الخدمة لهذه الشريحة المظلومة، وتفعيل الجوانب الإيجابية في حياتهم، واستثمار طاقاتهم بشكلٍ يجعل منهم شريكاً فاعلاً في صنع الحياة وبناء المستقبل.
فقد عمدت المؤسسة في هذا الإطار إلى اتخاذ جملة من الخطوات المباركة، كان أهمها مبادرة (الكفالة المهنية) التي انطلقت بعد الانتهاء من إنشاء مشروع الأنجم الزاهرة الذي يهدف الى تأهيل اليتامى في الجوانب الصحية والنفسية والمهنية، حيث أتاحت المؤسسة فرصة أمام المحسنين الراغبين في مَدّ يد العون والمساعدة لشريحة اليتامى ودعمهم لإنشاء مشاريع صغيرة تؤمن لهم مصدراً مناسباً للعيش الكريم من خلال التكفّل بمصاريف تدريبهم على حِرفٍ متنوعةٍ في ورش مركز التدريب المهني التابع لمبنى الأنجم الزاهرة في المقر الرئيس للمؤسسة.
إن لهذه المبادرة المباركة ــ الكفالة المهنية ــ سبيلين يمكن للمتبرع المساهمة من خلالهما لدعم يتامى المؤسسة، أحدهما عبر تكفله بمصاريف التدريب المهني لليتيم المحتضن بشكلٍ كامل (كلفة التدريب، ومصروف المتدرب)، أوالتبرع بجزءٍ من تكاليف التدريب، والثاني يتضمن دعم اليتامى من خلال مشروع (القرضة الحسنة) المُعد سلفاً من قبل المؤسسة لتمويل مشاريع اليتامى، وذلك بعد إكمال تدريبهم، حيث تُمنح لهم قروض ميسرة اعتماداً على صندوق مخصص لهذا الغرض.
أما الغاية السامية لهذه المبادرة الكريمة فهي فضلاً عن تجديد الأمل بمستقبل زاهر أمام اليتامى الذين لم يحالفهم الحظ في إكمال مسيرتهم التعليمية والترقي في المقاعد الدراسية، فهي تنشئ مجموعة من الأفراد الفاعلين في مجالات الحياة كافة اعتماداً على المهارة والخبرة المكتسبة من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية مهنية متخصصة تقيمها المؤسسة في ورشها الثمانية التابعة لمبنى الأنجم الزاهرة الكائن في المقر الرئيس لها، حيث يمكنهم بعدها ممارسة مهنٍ ذات منفعة كبيرة تعود على طبقات المجتمع كافة، فوجود هكذا شريحة في المجتمع لاشك إنه يسهم في إيجاد أمور عدة أهمها: نخبة تقود المجتمع في مواطن كثيرة منه، زيادة في المستوى المعيشي والدخل الشهري للفرد، فرص عمل مناسبة تُهيأ لحياة أفضل، إستمرارية في حركة العملة وتشغيل أيدٍ عاملة جديدة.