في كل مرة يوجه السيد السيستاني ضربات موجعة لأولئك الذين يظهرون بأثواب مختلفة ويسعون لاستغلال الفرص وعواطف الناس لا سيما في الازمات ، ولا ريب ان كل ضربة من ضرباته المركزة تؤتي اكلها ، ولكن هذه الضربة التي وجهها اليوم "1/11/ 2019" ستكون موجعة حد الموت! واليكم النص مع التعليق:
(ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف اقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين ويفرض رأيه عليهم).
1ـ هل يعلم الشعب أن بساطة هذه الجملة هي كارثة بالنسبة للعديد من الاشخاص الذين تعرفونهم وبعض الذين لا تعرفونهم.
2ـ آه لو علم الشعب حجم الضريبة التي ستنالها المرجعية من نطقها لهذه الحقيقة التي عبرت عنها بكلمات لكنها أشد من السيف اقسم بالله.
3ـ هل ندرك العداء الذي سيتوجه لهذا السيد العزيز بسبب هذه الكلمات العظيمة!
عن نفسي أقول: تستحق هذه الكلمات ان تكتب وتحفظ كوثيقة في ظرف كان العراق فيه وشعبه لعبة عند النخبة السياسية وبين التوافقات والمصالح الخارجية.
4ـ هل ادركنا لماذا تسب المرجعية العليا بين فترة واخرى ، ولماذا يحاول البعض حصرها في زاوية معينة ويحاول ابعادها عن المشهد السياسي؟
5ـ اننا لا نجد اصدق من المرجعية العليا في تعاملها مع الشعب وهذا البلد المظلوم ، لأنها وبكل بساطة لم يكن لها اي مصلحة فيه لا داخلية ولا خارجية!
6ـ ان هذا السيد يوجه في كل مرة ضربات موجعة عند اهلها ، بيد أن بعض الناس لا يدركون أثر تلك الضربات ، ولا شك ان المضروب يعيد الضربة لكنه لم يفلح كالمعتاد لان من ينطق الحقيقة بكل مصداقية سيكون التوفيق حليفه ولا عزاء لمن قشمر الشعب وخدعه.
7ـ لم يهادن السيد في القضية العراقية ، ولم يقف مع اي جهة في كل مسيرته، وهذا النهج قد اخطته منذ ان دخل في المسألة العراقية بكل تشعباتها.
8ـ ما يزال بعض الناس يفكرون أنهم يجب عليهم ان يملوا على السيد ما يريد طرحه ، ويتصورون أن كلامه لا يداوي جراحهم ، والحق يقال: ان كلماته تطيب الجرح برفق حتى وان طالت المدة، فطريقة الحكماء في العلاج تختلف تماماً عن طريقة الانتهازي والبرجماتي.
9ـ ان قشمرة الشعوب ليس من منهج المرجعية العليا في النجف الاشرف فهي لا تدخل في هذا النفق المظلم فان لها وعيها ودراستها الدقيقة للشؤون السياسية والظروف التي يمر بها العراق وشعبه.
10ـ ان كل كلمة تخرج من المرجعية العليا، تنال اهتمام الناس والجهات والتوجهات المختلفة ، فان وجدوها لا تمسهم تجدهم لا خبر لهم ولا ذكرى ، وان شعروا أنها تضربهم فيردون على قدر الضربة ، لكنهم لا يريدون في كثير من الاحيان بالوقت نفسه ، بل يردون بصورة متأخرة وبطريقة لا يتوقعها الجمهور تكون نتيجتها النيل من المرجعية العليا.
ان امثلة الردود على المرجعية العليا من قبل متزمتي الديمقراطية وغيرهم كثيرة بعضها يكون بإيجاد الفرقة بينها وبين الشعب الذي يتأمل خطابها ويتأثر به ، وطالما تحمل سماحته ضرائب كلماته ، لكن الذي يخشاه الشعب الذي يحبه هو عملية تسقيطه الممنهج من اعين الاجيال الصاعدة والتي تقع ضحية الصراعات السياسية التي طالما حذر منها سماحته، لكن الامل معقود بان وعي النخب والاجيال الصاعدة يكسر الهيمنة الوهمية التي يسعى البعض لجعلها خارطة طريق، ولا يفلح الكاذب ولا المهادن لو عاش دهره.
|