عندما يقع حدث فريد وعجيب يُلفت الانظار ويخطف الانتباه وتُسلط عليه الاضواء او يفوق الاحصائات المُتعارفة عند الناس او يحطم رقماً قياسياً ويكون مُتميزاً,وفي جميع ميادين الحياة ومجالاتها فان هنالك كتابا عالمياً يُسجل ويُدون فيه وهو(كتاب غينيس للارقام القياسية)..ولكنه مع وجوب شموليته وحياديته وببالغ الاسف يتعامى ويتغافل ويغض النظر عن اكبر مسيرة بشرية سلمية سنوية فيها اطياف ملونة ومتعددة من الاجناس والجنسيات واللغات والاوطان والالوان والاعمار كلها ذابت وانصهرت في حب ومودة النبي الاطهر الانور الاعظم محمد وآله الطيبين الطاهرين(عليهم افضل السلام واتم التسليم) ومن جميع اصقاع الارض نحو مدينة كربلاء العز والشموخ والتضحية والاباء لتجديد البيعة للأسلام المحمدي الاصيل(هذا وقد شارك في تلك المسيرة النصارى والصابئة ايضاً فالحسين للبشرية جمعاء) وتُذرف فيها اكثر الدموع واحرها واغزرها على المصاب الجلل الذي اصاب وألّم بألامام الحسين (عليه السلام) وأولاده وعياله واهل بيته واصحابه,وتُردد فيها العشرات والعشرات من القصائد والخطب وبألسن مختلفة وتدوي عبارة (لبيك يــا حسين) في الافاق كلها ,وتضج مضاجع الظالمين وتؤرقهم وقد امتدت مع هذه المسيرة المُقدسة اطول مائدة فيها الصنوف المُتعددة الكثيرة من الطعام والشراب وهي بمئات الكيلو مترات ويأكل ويرتوي منها الفقراء فالحسين(عليه السلام) هو منْ يطعمهم ويرويهم منذ اكثر من 1300سنة هذا وإن اطول المآتم عمراً في تاريخ البشرية هو مآتم الامام الحسين الشهيد(صلوات ربي عليه) ابتدأت بعقده (هند) زوجة يزيد الفاجر في قصره..!! ومن ذلك الحين وإلى آلآن هو مُمتد ومعقود وقائم حتى ظهور الامام القائم(عجل الله فرجه الشريف) حاملاً راية(يالثارات الحسين) وتشرق الارض به, قال تعالى..(وأشرقت الارض بنور ربها....) سورة الزمر الاية69,,ذلك المآتم الاعظم والاكبر والاوسع والاشمل والخالد في العالم, ألا يستحق كل ذلك ان يكتب بحروف من نور على صحائف من ذهب؟؟!! وينقش على جدران كل القلوب ..؟ وليس في كتاب غينيس فقط..!!