تشهد مدينة كربلاء المقدسة توافد الملايين من الزائرين المشاركين في اربعينية الامام الحسين (ع) التي تصادف اليوم السبت، کما أعلنت وزارة النقل، استنفار كامل لأسطول الوزارة لعملية التفويج العكسي للزائرين، بینما طالبت طهران، بغداد بمنح مواطنيها المزيد من التسهيلات، والذين ينتظرون دورهم الدخول الى العراق.
وتبلغ كثافة الحضور من الزوار بحيث تصعب الحركة نحو المرقدين الشريفين بسبب الزحام الشديد الممتد على بعد عدة كيلومترات في محيط المرقدين.
ومع بدء العدّ التنازليّ لإحياء ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، باتت مدينةُ كربلاء المقدّسة كبحرٍ تتلاطم فوق سطحه أمواجٌ من البشر، فها هم يتوافدون على ضريحهما سيولاً بشريّة تنوّعت بين زائرٍ وموكبٍ زرافاتٍ ووحداناً لا تعرف التوقّف، في لوحةٍ تعجز الكلمات عن وصفها.
فالطرق المؤدّية للمدينة ما زالت مكتظّة بالزائرين وقد غصّت بهم كربلاءُ المقدّسة، ليرسموا أروع صور الولاء للإمام الحسين(عليه السلام) في ذكرى أربعينيّته الخالدة، فليشهد التاريخُ زحفكم يا موالون وليرَ العالمُ بأسره مَنْ هو الحسين ومَنْ هم أحبابُ الحسين وما هي كربلاء الحسين.
فالحسين قضيّتهم الأولى والأخيرة وإدامة إحياء زيارة الأربعين هو هدفُهم الدائم، وكما ترى كلّ عينٍ بصيرة ما يحدث الآن في كربلاء، ملايينُ البشر تتدفّق مبتهلةً خاشعةً تسأل الباري تبارك وتعالى أن يُديم هذه النعمة عليهم وعلى أبنائهم مدى الدهر.
من جهةٍ أخرى فقد استنفرت العتبات المقدّسة جميع إمكانيّاتها وطاقاتها لأجل تأدية هذه الجموع مراسيم زيارتها بكل سهولةٍ ويُسر، والتي ابتدأتها منذ وقتٍ مبكّر لتصل ذروتها اليوم وليلته.
ويشارك في مسيرة الاربعين الملايين من الزوار الآتين من مختلف انحاء العراق ومن خارجه لاسيما من الجمهورية الاسلامية الايرانية التي فاق عدد زوارها 3 ملايين زائر لغاية الان بالاضافة الى باكستان وافغانستان وجمهورية اذربيجان والكثير من دول العالم الاخرى في اسيا واوروبا واميركا اللاتينية.
وقبل ايام اعلن مسؤول في قوى الامن الداخلي في ايران بان زوارا من 90 دولة دخلوا ايران خلال الفترة الاخيرة للتوجه الى العراق للمشاركة في مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع) وزيارة العتبات المقدسة فيه.
ويسير الكثير من الزوار مشاة من مختلف مناطق العراق الى كربلاء خاصة الطريق من النجف الاشرف حيث مرقد الامام علي (ع) اذ يتشرف الزوار بزيارته للانطلاق من ثم راجلين نحو كربلاء.
وعلى طول المسارات المؤدية الى كربلاء تقام المواكب التي تستضيف الزوار وتقدم الخدمات لهم كالطعام وكذلك المبيت باعلى قدر من الاخلاص والتفاني والاهتمام انطلاقا من حب سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين (ع) واهل بيته الكرام (ع).
وقد استشهد الامام الحسين (ع) و72 من اهل بيته وصحبه الأطهار على يد جيش يزيد بن معاوية في واقعة الطف بكربلاء يوم العاشر من محرم عام 61 للهجرة.
النقل تستنفر كامل أسطولها للتفويج العكسي للزائرين
أعلنت وزارة النقل، اليوم السبت، استنفار كامل لأسطول الوزارة لعملية التفويج العكسي لزائري أربعينية الإمام الحسين {عليه السلام}.
وأوضح وزير النقل عبد الله لعيبي ان “الوزارة باشرت بعملية التفويج العكسي لزائري الاربعين وعلى مختلف المحاور ، و تم زج آلاف المركبات والباصات مختلفة السعات لاستيعاب الحشود المليونية التي توافدت لإحياء ذكرى الأربعين”، مضیفا أن “عملية تفويج الزائرين تجري بانسيابية عالية وبدون اي معرقلات تذكر” ، مؤكدا “متابعته الميدانية مع مدراء عامين التشكيلات لقطوعات النقل حتى انتهاء ساعات الذروة”.
هذا واعلنت قيادة عمليات بغداد، إن “عمليات بغداد، خصصت 460 عجلة مختلفة الأنواع ومن موارد القيادة للمساهمة في نقل عودة الزائرين من مدينة كربلاء المقدسة الى بغداد”.
|