حرب أوقِدَت وفقا لذرائع وتصورات وتقديرات وترتيبات وتغريرات وأوهام , وفبركات ذات نوايا إستحلابية وغايات صريحة لتجفيف أضرع بَطحاء العطاء.
لعبوا بعقل هذا وذاك , وجعلوها حربا ستنتهي في بضعة أيام , كما فعلوها في حرب الخليج الأولى , عندما أوهموا الكراسي بأنها حرب سبعة أيام , وإذا بها تمتد لثمان سنوات قاسيات.
فحرب اليمن لمَن؟
لماذا لم يُترك أهل اليمن يعالجون مشاكلهم بأنفسهم , ويقررون مصيرهم لوحدهم؟
قد يقول قائل ما يقول , وما أكثر ما قيل فيها ومعظمه ثريد حول الصحون.
فهدف الحرب واضحة , لا غبار عليها ولا يمكنها أن تنطلي على أحد.
إنها وسيلة لإستنزاف الأموال الخليجية , وبيع أكبر ما يمكن من السلاح والعتاد المنتهي الصلاحية , فبدلا من قبره في مقابر جماعية , من الأربح والأرجح إستعماله في صراعات للنيل من الأبرياء بذرائع شتى وشتى.
ويأتي في مقدمتها السياسة “البعبعية” من البعبع الذي يتم صناعته , لكي يتحقق التحكم بالمنطقة وإستنزاف ثرواتها , والنيل من سيادة دولها وتحويلها إلى كينونات متعاركة بأسلحة تباع لها بأبهض الأثمان , وقد تجاوزتها التكنولوجيا وصارت في خبر كان , لكنها تُشترى من قبل المغرر بهم من أسياد الثروات النفطية.
البعبع يتمطى ويتمدد ولا يعاني من ويلات ما تعانيه دول المنطقة.
كان العراق بعبعا , وتوهم الأخوة العرب أن أخاهم يجب أن يموت لأنه بعبع يرعبهم ويسعى لدمارهم , فتكاتفوا ضده وهاهم بسذاجتهم وما جنوه على أنفسهم يتمرغون.
فأوقفوا هذا النزيف الشامل , وإرحموا أنفسكم وأهلكم يا حكام العرب , فقد تداعى كل ما فيكم إلى عطب!!
والبعبع الفتان , في حرز وأمان , وسيغنم الأوطان , فربّه المنّان , وسعيكم خسران!!