• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة تربوية إصلاحية (3) في أدعية الصحيفة السجادية -الإنسان القدوة في دعاء مكارم الأخلاق- .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

قراءة تربوية إصلاحية (3) في أدعية الصحيفة السجادية -الإنسان القدوة في دعاء مكارم الأخلاق-

((وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ)).
- المطلب الثالث: البر والإحسان.
    من الأمور المهمة التي يجب أنْ يتصف بها المؤمن العارف لدوره ورسالته هو البر والإحسان إلى جميع الناس، فضلًا عن أيِّ ٱنتماء آخر؛ ليكون في جميع تصرفاته مصدرًا للعطاء، وهذا يحتاج إلى نفس زكية مطهرة من العيوب الظاهرة والباطنة، قد تغلبت على لذاتها وشهواتها ولا يكون ذلك من غير توفيق الله تعالى وتسديده، وهذا من أهم فقرات الدعاء حيث يقول (عليه السلام) في الفقرة الثامنة عشرة: ((وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ))، وقد حث القرآن الكريم على التخلق بذلك بصورة عامة، وللإنسان المربي والمصلح بصورة خاصة؛ لأنهم قادة في المجتمع، قال تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾( )، فالآية المباركة وإنْ كانت تخاطب بني إسرائيل وتذكر صفاتهم ولكن القرآن كتاب هداية في قصصه ومواعظه، وبذلك يكون ما ورد تنبيهًا لنا من الوقوع في مثل ذلك، ورد في تفسير "الأمثل": ((هذا السؤال الاستنكاري وإنْ كانَ موجَّهًا إلى بني إسرائيل فلهُ حتمًا مفهومٌ واسعٌ يشملُ الآخرينَ، فمنهجُ الدعاةِ إلى ٱللهِ يقومُ على أساسِ العملِ أولًا ثم القولِ، فالسامعُ يثقُ بما يقولُهُ الداعيةُ العاملُ)) ( )، وإنَّ صفة الإحسان تجعل الإنسان في منزلة المحبين من قبل الله تعالى، كما قال عز وجل: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾( ) فبالإحسان أيضًا تُملك القلوب وتقوى الروابط الاجتماعية ويصبح العدو صديقًا، فيجب تربية النفس على هذه الأخلاق العالية؛ لنكون من الدعاة حقيقة إلى الله تعالى، ويكون التعاون بين المسلمين على أساس هذه الصفات كما قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ ( )، والأحاديث الشريفة التي وردت تؤكد هذه المعاني العظيمة التي يجب علينا أنْ نتحلى بها، قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((من صالحِ الأعمالِ البرُّ بالإخوانِ، والسعيُ في حوائجِهِم، ففي ذلك مرغمةٌ للشيطانِ، وتزحزحُ عن النيرانِ، ودخولُ الجنانِ)) ( )، فالحديث عن هاتين الخصلتين -البر والإحسان- لا يحتاج إلى مزيد من الآيات والأحاديث، فالعقل والوجدان يحكمان بذلك قبل الشرع الحنيف، ولكننا نذكِّر أنفسنا بتلك الأقوال لعظمتها وصدقها وآثارها وبركتها، ونختم بما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صفات الإنسان البار لنعرض أنفسنا على ذلك ونستعد لنكون منهم لقيادة النفس والمجتمع نحو الصلاح والإصلاح، إذ يقول: ((أما علامةُ البارِّ فعشرةٌ: يحبُّ في ٱللهِ، ويبغضُ في ٱللهِ، ويصاحبُ في ٱللهِ، ويفارقُ في ٱللهِ، ويرضى في ٱللهِ، ويعملُ للهِ، ويطلبُ إليهِ، ويخشعُ للهِ خائفًا، مخوفًا، طاهرًا، مخلصًا، مستحييًا، مراقبًا، ويحسنُ في ٱللهِ)) ( )، فاللهُ تعالى محور تفكيره وحركته وهدفه، وهذا لا يكون إلا بالصبر والعلم والمجاهدة وتوفيق الله تعالى.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13