إنا لله وإنا إليه راجعون
بمزيد من الألم وألأسى تلقينا وتلقى شعبنا المسلم والمؤمن والمقاوم والصابر في البحرين نبأ الأحداث المؤسفة التي حدثت أثناء مبارة كرة القدم التي حدثت في ملعب بورسعيد في جمهورية مصر العربية ، قبل يومين وإننا في الوقت الذي ننعى أسر وضحايا مجزرة بور سعيد ، فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى للشهداء والضحايا الرحمة الواسعة وأن يدخلهم فسيح جناته وأن يلهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان.
يا جماهير شعب مصر العظيم
يا شباب ثورة 25 يناير المجيدة
إن كل ما يحصل لكم من مصائب ومجازر والآم هو بسبب عدم محاكمة الديكتاتور وفرعون مصر حسني مبارك وأعوانه وأبنائه بصورة سريعة وإجراء القصاص العادل بحقه والذي يعتبر رأس الأفعى والشر في مصر الكنانة.
إننا نرى بأن على شعب مصر وثوار 25 يناير ومجلس الشعب المنتخب والحكومة المنتخبة القادمة أن يتخذوا خطوات ثورية ويقوموا بتطهير شامل وكامل لفلول وبقايا النظام السابق المتواجدين في الأجهزة الأمنية والعسكرية وداخل المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية والوزرات وإحلال رجال وكفاءات أمنية ووطنية وشريفة محلهم.
إن التلكؤ والتباطؤ في تطهير البلاد من الفاسدين والمجرمين والسفاحين من أتباع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك سيكلف البلاد والشعب مجازر وشهداء وقتلى كثيرين ، وسيؤدي بالبلاد إلى أزمات وفتن داخلية ومنحدرات خطيرة لا يحمد عقباها.
إن أزلام وبقايا وفلول فرعون مصر حسني مبارك مرتبطون بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية والسعودية والدول الخليجية ومنها الحكم الخليفي الديكتاتوري الإستبدادي في البحرين ، وهذ الدول مع الإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني يسعون إلى سرقة الثورة ومصادرتها والعمل على عودة البلاد إلى العهد القديم ، والعمل على إيجاد الفتن الطائفية والمذهبية ،وكذلك فإنهم يريدون أن يمرروا مؤامرة خطيرة تجعل الشعب يشك في ثورته وإنجازاته الثورية ويتحسر على النظام الديكتاتوري القديم كما فعل بقايا نظام الحكم الصدامي البعثي في العراق من قبل آبان سقوط طاغية العراق صدام حسين ، ولذلك ففي الوقت الذي يتعين على شعب مصر العظيم إلى إتخاذ الحيطة والحذر وعدم الإنجرار إلى الفتن والمؤامرات التي يراد منها وأد الثورة ، فإننا نطالب أخوتنا الثوار في 25 يناير والقوى السياسية الإسلامية والوطنية وجماهير شعبنا المصري المؤمن والبطل والغيور إلى العمل وبكل جدية إلى قطع رأس الأفعى حسني مبارك وإجراء حكم القاص العادل والسريع بالذين قتلوا شباب مصر ونسائه ورجاله آبان الثورة ، ومحاكمة كل المجرمين والمرتكبي لمجازر إبادة بحق الشعب المصري بعد الخامس والعشرين من يناير وإلى يومنا هذا ، وإننا نرى بأن حكم العسكر قد فشل في قدرته على إستتباب الأمن والإستقرار في البلاد ، ففي طول فترة حكم المجلس العسكري أرتكبت جرائم ومجازر فاقت دمويتها وفاشيتها ما حصل خلال الـ 18 عشر يوما من عمر الثورة المصرية على الإستبداد والديكتاتورية لحكم مبارك.
إننا أنصار ثورة 14 فبراير ولحرصنا الشديد على أرواح أبناء شعبنا في مصر وإستقرار الأمن وإستقرار المؤسسات الدستورية القانونية نطالب شعبنا المصري وفي مليونيته لهذا اليوم الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة وفي الميادين والشوارع في سائر المدن والمحافظات المصرية وهو يؤبن الشهداء والضحايا لمجزرة بور سعيد أن يطالب بتسليم السلطة فورا من قبل المجلس العسكري لحكومة مدنية منتخبة على أن تقوم هذه الحكومة بتطهير البلاد من كل العملاء والمرتزقة من بقايا وفلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وتسليمها إلى أيادي أمينة ونزيهة وشريفة وأن تعطي وتفسح المجال للثوار والمخلصين والوطنيين وأصحاب الكفاءات الثورية والوطنية خصوصا في الجيش والقوات المسلحة والقوات والأجهزة الأمنية لتأخذ دروها الطليعي والريادي لخدمة الثورة وخدمة الشعب المصري الثائر الذي يتطلع لأن تكون مصر حاضرة العالم الإسلامي ورائدة الثورات العربية ورائدة الصحوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.
إن بقايا وفلول النظام البائد والذين لا زالوا في مفاصل الدولة والحكم يسعون لإفشال مكتسبات الثورة والعملية السياسية ومكتسبات الإنتخابات التشريعية وإغتيال مجلس الشعب الجديد بمختلف المؤامرات ، ويسعون لأن لا تأتي حكومة شعبية وطنية جديدة منتخبة ، ويسعون لأن لا تسلم مقاليد السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية ، لأنهم يرون في الفوضى الخلاقة نجاحا باهرا لبقائهم أطول وأكثر في الحكم لكي يتآمرون على الثورة ويهددوا مكتسباتها ، وإنهم يسعون وعبر إرتباطهم بالرئيس المخلوع وأبنائه ووزرائه وبقايا الحزب الحاكم أن يثبتوا بقائهم في السلطة وليستمروا في سرقة خيرات وثروات الوطن والشعب ويمتصوا دمائه بعد أن سرقوها خلال أكثر من أربعين عاما من حكم الديكتاتور الفاشي حسني مبارك.
إن بقايا حكم مبارك يريدون أن تبقى مصر حليفة لإسرائيل وتبقي على معاهدة كامب ديفيد ، وأن تبقى مصر في النفق الصيهوني الأمريكي الغربي ويبعدونها من أن تأخذ دورها القيادي والريادي في الخط الأمامي للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير القدس.
إن مصر لابد وأن تبقى في الخط الأمامي للربيع العربي والصحوة الإسلامية وتبقى في خط الممانعة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني والشيطان الأكبر أمريكا ، ولابد من ثوار 25 يناير والقوى السياسية أن يصمدوا في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية وأن يوحدوا صفوفهم لإفشال المؤامرات القذرة ضد الثورة المصرية الكبرى.
إن شعبنا في البحرين وهو يناضل ويجاهد ويواصل مظاهراته ومسيراته وفعالياته الثورية ودفاعه المقدس ومقاومته ضد الإحتلال والغزو السعودي وقوات درع الجزيرة ، فإنه يتطلع إلى ثورة 25 يناير ومكتسباتها الثورية في إرساء دعائم حكم ونظام سياسي ديمقراطي ديني وإسلامي يكون محط أنظار كل العالم الإسلامي في إعتماد الأصالة الإسلامية والإبتعاد عن كل مظاهر الليبرالية الغربية والتجربة الليبرالية التركية الإردوغانية في الحكم ، وأن يؤصل لتجربة وطنية إسلامية دينية نابعة من قيم وثوابت شعبنا المصري العظيم ويأخذ من إيجابيات الحكومات الإسلامية وعلى رأسها نظام الجمهورية الإسلامية في إيران ما ينفع الشعب المصري على طريق التقدم والتطور والحضارة.
إن تجربة النظام الإسلامي في إيران بقيادة الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) والتي يقودها من بعده سلفه الصالح قائد الثورة الإسلامية الكبرى سماحة السيد القائد الفذ والعظيم آية الله العظمى الإمام الخامنائي (دام ظله الوارف) تجربة ثرية وعظيمة يمكن الإستفادة منه فيما يرسخ دعائم حكم إسلامي وطني في مصر وبخصوصيات الشعب المصري وقيمه وتقاليده وعاداته ، وإن في مصر الآلاف من الكفاءات في مجال فقه القوانين والتشريعات ممن لديهم القدرة على كتابة دستور إسلامي عصري جديد يغني مصر وشعبها من الأنظمة الليبرالية الغربية ويجعل من مصر نموذج آخر يحتذى به في الحكم الإسلامي وإرساء العدالة الإسلامية ويحقق أمنيات وتطلعات شعبنا المصري العظيم.
إن شعبنا في البحرين وشبابنا الثوري المقاوم يتطلع إلى ثورتكم المباركة بأمل كبير ويتمنى من شعب مصر وثوار 25 يناير المآزرة والنصرة والدفاع عنه في مختلف المجالات الإعلامية والسياسية ، فإن شعبنا محاصر بالبحر وبجنون حكامه المستبدين وبقوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة ويرزح تحت نير قوات مرتزقة مستوردة من اليمن والباكستان والبعثيين الصداميين وسوريا والأردن ومرتزقة من جنوب شرق آسيا ، ويتعرض يوميا إلى جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية على يد طاغية العصر ويزيد البحرين وفرعونها حمد بن عيسى آل خليفة وسائر أفراد أسرة آل خليفة وحلفائهم من الميليشيات المسلحة والبلطجية الذين مارسوا ولا زالوا يمارسون أبشع الجرائم بحق شعبنا كما مارست ولا تزال تمارس فلول وبقايا نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بحق شعبنا المصري العظيم من جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية.
إن ثورة 14 فبراير في البحرين والتي نحن في رحاب عامها الأول في 14 فبراير 2012م ، كانت ولا تزال ثورة مظلومة ، مورس بحقها أبشع أنواع الصمت والتعتيم الإعلامي من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية والإعلام الغربي والإعلام العربي ، وقد قام نظام آل سعود بنفق المليارات من الدولارات وشراء الذمم والضمائر والمجلات والفضائيات لكي لا تكتب عن مظلومية شعبنا وحقوقه العادلة والمشروعة ، ونعتت وأتهمت ثورتنا على أنها ثورة طائفية ، بينما الذي مارس الفتنة الطائفية والمذهبية هو حكم آل خليفة والحكم السعودي الذين روجوا لفتنة طائفية وأرادوا أن يجروا شعبنا من الشيعة والسنة إلى أتون حرب وفتنة طائفية ولكن شعبنا وبحكمته وإدراكه وإيمانه بعدالة قضيته ونضاله شيعة وسنة ضد الإستبداد والديكتاتورية أفشل كل هذه الخطط الجهنمية التي أشار بها الإستكبار العالمي وأمريكا الشيطان الأكبر لعملائه في البحرين والسعودية من أجل أن يدخلوا المنطقة والشرق الأوسط في أتون حرب طائفية مذهبية لا يحمد عقباها وتأتي على الأخضر واليابس وتهييء الأجواء لتدخلات عسكرية أجنبية غربية وأمريكية في العالم الإسلامي تهدم كل البنية التحتية والإستراتيجية لدول العالم العربي والإسلامي وتهدد الربيع العربي والصحوة الإسلامية.
إننا نأمل أن تنتصر الثورة الشعبية لشعبنا المظلوم في اليمن بإنتصاره على بقايا نظام السفاح علي عبد الله صالح وأن يحقق الحكم الشعبي الثوري العادل ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تستمر التجربة الجديدة في تونس على خطى الإسلام المحمدي الأصيل بعيدا عن الليبرالية والتجربة التركية الأردوغانية ، وأن تنتصر الشعوب العربية والإسلامية على الأنظمة الديكتاتورية القبلية الإستبدادية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير وفي ظل الهجمة الشرسة للصهيونية العالمية والإستكبار العالمي وأمريكا ضد ثورة 25 يناير ، فإننا نطالب الشعب المصري بالحذر الحذر من الفكرالتكفيري السلفي والإسلام الأمريكي العلماني الذي يتحمل الكيان الصهيوني وإبقاء العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل ، ويمد يد الصلح مع الغرب والناتو وأمريكا وفي الوقت نفسه يسعى لبث الفرقة الطائفية والمذهبية للإبقاء على الهيمنة الأمريكية الصهيونية على منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.
رحم الله شهداءنا في البحرين وشهداء ثورة 25 يناير المجيدة في جمهورية مصر العربية ، ورحم الله شهداء وضحايا مجزرة بور سعيد الأليمة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينعم على شعب مصر العظيم بالأمن والسلامة والإستقرار وأن يبعد عنه شر المعتدين والمتآمرين من شياطين الأرض وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية العالمية والماسونية الدولية وشر مؤامرات الأنظمة الرجعية الخليجية وعلى رأسها نظام آل سعود والنظام القطري وكل من يضمر الشر بشعب مصر الكنانة.
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين
3 فبراير/شباط 2012م |