إن ما حدث في جلسة مجلس النواب العراقي الرسمية أو المفروض أنها رسمية يوم الخميس الماضي لم تكن تشير إلى إن العراق بلد أصبحت الديمقراطية فيه هي السمة البارزة للكثير من التجارب الانتخابية ، بل كان هناك بون واسع بين الديمقراطية الحقيقية وبين جرى تحت قبة البرلمان . فالذي جرى هو عبارة عن برنامج مخطط له مسبقا وما كان على السادة النواب الأعزاء إلا أن ينفذوه بدون أي أسئلة أو تحفظات وان ما جرى من انتخابات صورية لاختيار شخصيات معينة لمناصب معينة لم يكن يمثل أدنى حالات الديمقراطية ، فالأشخاص عينوا بهذه المناصب قبل جلسة البرلمان الذي لم يكن حتى متكاملا بالصورة المشرفة والتي من المفروض أن تكون جلسة مميزة كون السادة النواب ضلوا مدة ثمانية اشهر لا يفعلون شيئا سوى استلام رواتبهم الضخمة ..! وحين جاء الوقت الذي لابد لهم من أن يقولوا كلمتهم ( كانت القطط قد أكلت ألسنتهم ) ولم يكن هناك أي دور بارز لهم سوى الدور الصوري أمام الكاميرات ولا اضن أن أحدا من بين اغلب الجالسين لو سألته لماذا لم تقل رأيك بكل صراحة ولماذا لم تقم بالدور الذي وضعك الشعب فيه فانا متأكد انه إما سيقول لك انه مقتنع تماما بما يجري وهذا غير صحيح بتاتا أو انه يتحايل عليك ويحول الموضوع إلى جنبة أخرى . اذا فبلد الطماطية تسمية أفضل بكثير من تسمية بلد الديمقراطية التي أرادوا للعراق أن يتسمى بها .
سعد البصري
S_saad72@yahoo.com
|