أكد ممثل المرجعية الدينية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري أن ثورة الإمام الحسين ثورة نادرة الحدوث، امتازت بها الأمة الاسلامية دون سائر الأمم، وعلينا أن نستفيد من طاقاتها الخلاقة لبناء المجتمع الفاضل الحر الكريم مثلما أراد أئمة أهل البيت.
جاء حديثه هذا يوم أمس في خطبة الجمعة في مسجد الإمام علي بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك في اليوم السادس من المحرم الحرام، مبينا أن نهضة الإمام الحسين تمتاز عن بقية النهضات والثورات لأنها كانت نهضة انسانية ودينية خالصة لله لا يشوبها شائبة الملك والسلطنة وما شابهها من الأغراض الدنيوية الرخيصة.
وبين السيد الكشميري أن هذه النهضة كانت ضد الظلم والطغيان لإعلاء كلمة الله وإبقاء شريعته واحياء دينه، ولذلك ضحى بدمه الزاكي ودماء الطيبين من ذريته وذويه وأصحابه.
وتناول ممثل المرجعية أهم عناصر خلود وعظمة هذه الثورة المباركة بالشرح والتفصيل، وكان من جملة ما قالها من أسباب:
- عظمة صاحبها: فهو الحسين سيد شباب أهل الجنة، الذي جده رسول الله وأبوه أمير المؤمنين وأمه الزهراء، ويكفيه فخرا أن كرسيه حجر رسول الله.
- ظروف الثورة: قد ثار الحسين في وقت كانت ارادة الامة ميتة فأراد الحسين بثورته المباركة إحياء هذه الأمة التي تقبلت الظالمين كقدر مقدور وارتضت الخنوع علاجا لهذا المرض، فجاءت ثورة الحسين كالزلزال الذي أيقظ الأمة وعلّمها ان العزة ضرورة كضرورة الهواء والماء وإن الميت العزيز أفضل من الحي الذليل .
- إحياء الإسلام ذاته: حيث حاول المخطط الأموي القضاء على الإسلام ابتداءا من معاوية وتوجت الجهود بيزيد. وحيث أن الأمة مبتليه بالخنوع والذل وفقدان الإرادة، لذا لو هدم يزيد الإسلام المحمدي الأصيل لما تجرأ أحد على فعل أي شئ، لذلك احتاجت الأمة والإسلام لدم بعظمة الحسين للحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل.
وأضاف السيد الكشميري أن ثورة الحسين لم تكن ثورة مختصة في زمان ومكان معينين لتموت بعد ذلك، بل كانت ثورة الحق ضد الباطل، والعدالة ضد الظلم، والحرية ضد العبودية، بل هي ثورة الهداية ضد الضلال.
مبينا أنه من الضروري أن تمتد هذه الثورة ما دام الحق والباطل موجودان، مؤكدا أن هذا هو سر تحريض أهل البيت المسلمين على إحياء ذكرى عاشوراء طول الدهر، وهذا المعنى هو الذي يشير إليه الحديث (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء).
وختم ممثل السيد السيستاني بالقول أن ثورة الإمام الحسين ثورة نادرة الحدوث، امتازت بها الأمة الاسلامية دون سائر الأمم، وعلينا أن نستفيد من طاقاتها الخلاقة لبناء المجتمع الفاضل الحر الكريم مثلما أراد أئمة أهل البيت.
|