• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : استطلاع رأي.. (مفهوم التحضر)  .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

استطلاع رأي.. (مفهوم التحضر) 

 مفهوم التحضر عندنا يقوم على العديد من وجهات النظر المختلفة، وكل واحد منا ينظر الى التحضر من رؤية خاصة به، إذ كانت المجتمعات هي التي تشجع على الحشمة واللياقة والكياسة، فهل التحضر يعني ان نفقد الحشمة والذائقة السليمة؟ حتى المدارس ضعفت فيها الرقابة التي كانت هي عنوان التحضر الحقيقي، والجامعات كانت تمثل المنهل التربوي، والحضارة اصبحت تمثل خور المعنى، هذا الاستطلاع اردنا ان نعرف كيف ينظر شبابنا ومثقفونا لمعنى التحضر: 
 
 المهندس حسن هادي العطار: 
 يبدو اننا ظلمنا التحضر نفسه حين ربطناه بالانحلال والميوعة والانفلات الاجتماعي، وهؤلاء دعاة التحضر لا يمثلون المجتمع الذي عاملهم بالنفور والعزلة التامة، التقدم الحضاري لا يعني هذا الانهيار الاخلاقي الذي نعيشه اليوم، انا ارى ان التحضر الحقيقي في الالتزام وهؤلاء الذين انحرفوا بالذائقة هم يمثلون التخلف الحقيقي بما استوردوه من لعنة. 
 
الأستاذ علي جعفر عبد الله ـــ معلم جامعي: 
أُسّسَ الانحلال الاخلاقي تحت ذرائع لا قيمة لها، نعم من حق الشباب ان تكون له حريته، سمات حياته التي تختلف عن ماضي المجتمع لتكون ثيمة هذا العصر هو التسلح ببعض الخصوصيات المستحدثة، لكن لابد من وعي يحصن المجتمع الشبابي من الانفلات، والذهاب بالتقليد الى قيم التهور.
   كانت النساء الاجنبيات حين يدخلن دول الاسلام يحتشمن لحرمة ما يمثله الاسلام في ذاكرتهن، وابناء الاسلام لا يحترمون عادات المجتمعات التي يعيشون فيها..! الدين هو التحضر لابد ان نفرض احترامنا بتصرفاتنا، وإلا هناك من يسأل: هل المسلم هو من يلبس سراويل قصيرة ممزقة، بحجة الموضة، أي حضارة تلك التي تمزق السراويل وتفرض العري كمدلول حضاري؟ لابد ان ننظر بعين المسلم العربي بعيدا عن معطيات الغرب الظاهرية، لا بأس لنفهم التحضر انه انتقاء ما توصل الغرب اليه من العلم والمعرفة، فما الضير أن نتعلم؟
الحاجة صابرة محمود شاكر: 
الدين لا يمنعنا من ان نتعلم من الآخرين، أن نأخذ منهم ما يصلح امور دنيانا ولا يغضب ديننا، لكنه يمنعنا ان نأخذ منهم قشور التحضر بما يمثل عاداتهم وتقاليدهم وعباداتهم، الكثير منا صار يقلد عاداتهم بحجة التحضر بدل ان نأخذ منهم التطور في العلم والطب وما يخدم المجتمع فما نملكه يمثل انحرافا في القيم، اي تقدم حضاري لابد ان يواكبه تقدم فكري، وإلا فنحن نعيش التضاد مع الواقع، البعض يحصر مفهوم التحضر بالمظاهر الخارجية: كالملبس وطريقة تصفيف الشعر بأغرب القصات العجيبة.. وهل الموضات التي يلبسونها تعني التحضر؟ هذا تهميش مقصود للذاكرة السليمة.
 
 الأستاذة روعة عبد الله ـــــ اكاديمية: 
السبب الحقيقي في انحرافنا عن التقليد الصحيح والتأثر السليم بما هو نافع يعود لعدم استشعار الشباب حلاوة الايمان، اصبحت لدينا عادات وتقاليد غير مدركة وغير مقبولة؛ كونها لا تعرف اهمية الدين، صرنا نخاف من المجتمع عاداته تقاليده ولا نخاف من خالقنا، الآن لولا الخوف من المجتمع لرأيت الزلل، كيف يصبح تقليدا لا يعاب عليه والا كيف تتحول المحجبة الى متبرجة؟
 الخلل واضح في ضعف التربية هو السبب الرئيسي للحرية المنفلتة، فاذا كان الوالدان لم يتربيا التربية السليمة كيف سيربيان الابناء، المنفلتون اليوم سينتجون لنا جيلاً اكثر انفلاتاً، ومن الطبيعي ان تصبح تربيتهم أسوأ من تربية الابناء، بعض افراد مجتمعنا لا يأخذ من الغرب للأسف سوى اللهو والمرح..! 

الخلاصة: 
 النتيجة التي خرجنا بها بهذا الاستطلاع هو ان الشباب الواعي يدرك معنى التحضر ومعنى الالتزام، ويدرك معنى ان يحصن المجتمع نفسه من قيم الانفلات ويؤمن بأن الدين هو التحضر الحقيقي، والتربية السليمة هي النهج الأقوم للمحافظة على قيم التحضر السليم، ومن انحرف من الشباب لا يمثل الجوهر البناء الذي ينتمي لأهله وناسه. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135870
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29