منذ إن ولدنا ونحن نعلم إن الله جل وعلا اقرب ألينا من حبل الوريد, لكننا لا نشعر بذلك إلا مع اشتداد الوجع,,
فحين تنتابي نوبة الألم من شدة المرض اشعر إني قريب من الله سبحانه وانه اقرب إلي من حبل الوريد حتى إن شعوري به وإنا في تلك الحالة يتغلب على كل شيء ,, صدقا كنت إذا دعوته في شدتي اشعر وكأن يدا تلامس جراحي وتمسح على أوجاعي وكأنها قارورة مهدأ رشت على أماكن ألمي,, واشعر كأني امسك يد الله والثمها تقبيلا,, شكرا لك لأنك وقفت إلى جانبي حين دعوتك رغم إني لم أكن قريب منك فيما مضى,, ولم أكن قريب منك إلى هذا الحد حين كنت أعيش لحظات الرخى,,
حين يشتد ألمي اعلم إن الله موجود معي يشاطرني ذلك الوجع وتلك المرارة والغصة التي يخفق قلبي قلقا منها وخوفا من الموت,, غير إن الموت على حد علمي هو خطوة ايجابية للوصول إلى الله,,
في لحظة ما اشعر إن كل القريبين مني ابعد منك وان لا حول لهم إلا بقواك, أمسكت يد احدهم وأمسكت الأخرى لكنها كانت باردة جدا حد الثلج, ليس كشعوري حين امسك بيدك واشعر معها بالدفء والأمان..
مذ كنت طفلا كنت لا أثق كثيرا بما يقولونه عنك, خاصة وإنهم كانوا يزرعون الخوف في داخلي منك,, الله يصلب الله يرمي في النار الله يعذبك!!
كنت أقول مع نفسي كيف يعذبني ويحرقني في النار وهو اقرب إليهم مني,, كيف لهذه اليد الدافئة إن تصلبني كيف؟؟!! فلما كبرت علمت إنك ارحم من قلب أمي علي, حتى انك تتوجع لوجعي وتقف إلى جانبي ساعة المرض تسهر معي حين تغفو عيون كل القريبين مني,, وتساعدني في عمليتي الشهيق والزفير حين تنقطع أنفاسي وحين يكاد يتوقف قلبي عن النبض أراك تأتي مسرعا لتعيد إليه نبضه,,!
إني احبك أكثر من إي وقت مضى
|