• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كنقش على حجر .
                          • الكاتب : احمد احمد .

كنقش على حجر

خلقنا الله وجعل لكل منا شكلا ولون معين يختلف عن الاخر وامتزجت في شخصية كل منا مجموعة مدخلات اجتمعت وكونت هيئتنا الداخلية من سلوك وطباع وعادات وتقاليد ودين وطائفة كلا حسب رقعته التي نشأ وتربى بها ولم يكن لنا دخلا فيها حتى اصبحنا ذوي قرار هنا الامر اختلف .

الكينونة تلك متركبة تركيب بجهد سنوات طويلة كنقش على حجر لا يستطيع احد ان يمحيه او يغير فيه وان حاول سيفضحه الأثر وهي كالبنيان المرصوص الذي عمد منشأءه ان يكون خلاصة لما تعلمه ونشأ عليه واصبح بمثابة العقيدة الراسخة التي لايمكن لصحابها امام جميع الوقائع والحقائق ان يغيرها بسهولة لان الجهد الذي سيبذله سيكون كبير وهكذا دواليك تدور العجلة من جيل الى اخر .

هنالك البعض من البشر يتعايش مع الكل وفق منطوق ومفهوم العيش كبشر يتقبلهم كما هم ويحاول التأقلم مع عاداتهم رغم ان البعض منها مغلوطة وبمرور الوقت يحاول جاهدا ان يؤشر لهم على تلك الاخطاء لكن باسلوب رقيق وشفاف وراقي بدون ان يجرحهم اويخسرهم وسيحاول مرة بعد اخرى عسى ان يصل الى تغيير ولو بسيط عن تلك الاخطاء السالفة الذكر وستاتي محاولاته تلك بالايجابية لان هنالك جسر من المحبة بين الطرفين.

في الجانب الاخر نجد فئة من الناس تعيش كانها على كوكب اخر وتريد الجميع ان يعيش وفق ماهم يؤمنوا به ووفق ما اعتادوا عليه سواء ان كان ما تعلموه خطأ ام صواب والتكبر والتعالي صفاتهم وكانهم شيء عظيم وهم في الحقيقة لاشيء الا في مخيتلهم المريضة فتلتمس حاجز كبير بينهم وبين الفئات المحيطة بيهم وتجدهم يعيشوا في دوامة الخذلان والانعزال ينفر الجميع منهم بعد ثاني او ثالث لقاء ان كنا منصفين واختلافهم ياتي حتى مع من يكبرهم بعقد او عقدين هؤلاء هم من اتعس انواع البشر لان عدم رغبتهم في العيش تحت سماء هذا الكوكب سيجعلهم يعيشوا بوحدة تقتات من صحتهم وعمرهم الكثير .

حينما تقلب صفحات كل شخصية من حولك تجدها لها ذوق خاص بها وتركيبة وكاريزما مختلفة عن الاخرين من حولها كبصمات الاصابع الكل لديه نفس عدد الاصابع لكنه البصمة فقط تختلف فليس بالضرورة ان تكون تلك الشخصية تعجبك ام لا تؤثر فيك ام لا فهي لها معجبيها مهما كبرت او صغرت فالشخصية التي تراها بنظرك تافهة عند فئة اخرى هي ترند رقم واحد والعكس بالعكس.

المجتمع موبوء بتركيبات لاعلاج لها وهي تؤثر سلبا عليه فهي تدس السم في عنق العلاقات الاجتماعية الطيبة محاولة اضعافها وتشتيتها لا بل يكون أصاحبها بمثابة الادغال التي بين الزهور تؤثر على جماليته وتفقده رونقه وتشاركه تغذيته بل قد تستنفذها منه دون شعوره فحذارى منهم لانهم من اسوء الاشواك التي تمزق نسيج الايادي واكثرها ضررا لاينفع بعدها اصلاح .

نقول هنا بان نتقبل الاخرين كما هم ولا نرشقهم بالاتهامات وسوء الضن والعبارات الجارحة لان ذلك سيحدث شرخا بالعلاقة مهما كان نوعها بين الاثنين ويتنافر القطبين ولن يلتقيا ابدا ولانحاول جرهم الى مانعتقد به او نؤمن به اجباريا ولنتعلم ثقافة المحبة واخذ الامور ببساطة وتعلم لغة الحوار والاخذ والعطاء وعدم اضمار الاشياء في الصدور من موقف او تصرف او ربما من امر قد سمعنا به ولم تراه اعيننا لاننا بالتالي سنضطر الى اضهار وجه اخر في العلن وهذاهو النفاق بعينه وهو في كل الاديان والشرائع منبوذ ومحرم .

لنرسخ روح التسامح بشخصيات اطفالنا و زرع بذور الانفتاح ع الناس وفق معيار الانسانية بغض النظر عن العرق او الدين او الطائفة ولنتخذ كلام الله انموذجا وطريقا سالكا حينما قال لنبي الرحمة ص لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك وضعوها حلقة في آذانكم في الاول والاخر كلنا من آدم وآدم من تراب وان التقوى والعمل الصالح هو مايميز العبد عند ربه وهو وحده سبحانه من يقيم ذلك وليس البشر نفسه والا كان عمله هباءا منثورا .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134748
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14