قتلت صواريخ أطلقت من غزة ثلاثة أشخاص في مدينة إسرائيلية في حين قُتل خمسة فلسطينيين يوم الأحد مع تصاعد القتال عبر الحدود والذي شمل عودة إسرائيل لاستهداف قياديين في ضربات موجهة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إنه أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة ”الضربات المكثفة“ ضد مسلحي حركة حماس التي تدير قطاع غزة وجماعة الجهاد الإسلامي في أخطر اشتباكات حدودية منذ بدء موجة قتال في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 450 صاروخا، اعترض نظام القبة الحديدية عددا كبيرا منها، أطلقت على مدن وقرى بجنوب إسرائيل منذ يوم الجمعة مضيفا أنه هاجم نحو 220 هدفا تابعا لحركات النشطاء الفلسطينيين في غزة.
وقالت الشرطة إن صاروخا أصاب منزلا في عسقلان وقتل رجلا إسرائيليا (58 عاما). وهذا هو أول مدني إسرائيلي يقتل في مثل هذا الهجوم منذ الحرب التي شهدها قطاع غزة عام 2014 واستمرت سبعة أسابيع. وقال مسؤول في مستشفى محلي إن هجومين منفصلين قتلا رجلين في المدينة الواقعة في جنوب إسرائيل.
وفي غزة قال مسؤولون من قطاع الصحة إن أربعة مسلحين فلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية. وفي ضربة منفصلة وصفت بأنها ضربة موجهة قتل الجيش الإسرائيلي حامد أحمد عبد الخضري القيادي بحماس. وقال الجيش إنه كان مسؤولا عن نقل الأموال من إيران إلى الفصائل المسلحة في غزة.
وكانت الضربة الجوية التي استهدفت سيارته هي أول عملية من نوعها منذ حرب عام 2014 في القطاع.
* صفارات وانفجارات
ترددت أصداء الصفارات والانفجارات على جانبي الحدود مما أثار التوتر وأبقى على المدارس مغلقة.
وبدأت أحدث موجة عنف قبل يومين عندما أطلق قناص من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية النار على قوات إسرائيلية عبر الحدود مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين، بحسب رواية الجيش الإسرائيلي.
واتهمت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل بتأخير تنفيذ تفاهمات سابقة توسطت فيها مصر تهدف إلى إنهاء العنف وتخفيف الحصار على غزة التي يواجه اقتصادها صعوبات.
ويقول محللون استراتيجيون إسرائيليون هذه المرة إن حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس تعتقدان فيما يبدو أن لديهما قدرة ما على الضغط من أجل الحصول على تنازلات من إسرائيل التي تبدأ الاحتفالات بذكرى تأسيسها يوم الأربعاء.
وتستضيف إسرائيل في غضون أسبوعين مهرجان يوروفيجن الغنائي في تل أبيب التي استهدفتها غزة بالصواريخ في مارس آذار. ولم يتسبب الهجوم في إلحاق أي أضرار.
ويوم الأحد دوت صفارات الإنذار في مدينة ريهوفوت على مسافة 17 كيلومترا جنوب شرقي تل أبيب.
وقال نتنياهو الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع في بيان ”أصدرت توجيهات لقوات الدفاع الإسرائيلية هذا الصباح بمواصلة الضربات المكثفة ضد الإرهابيين في قطاع غزة كما أصدرت تعليمات بتعزيز القوات حول قطاع غزة بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة“.
*رمضان يقترب
بالنسبة لسكان غزة يأتي التصعيد قبيل بداية شهر رمضان الذي يبدأ يوم الاثنين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 13 فلسطينيا خمسة منهم على الأقل مسلحون قتلوا في غزة منذ يوم الجمعة. وتابعت الوزارة أن من بين القتلى رضيعة عمرها 14 شهرا وخالتها قتلتا في ضربة جوية إسرائيلية.
ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن قتلها قائلا إن معلومات مخابرات أظهرت أنهما قتلتا بصاروخ فلسطيني أطلق بطريق الخطأ.
وقال مبعوث من الأمم المتحدة إن المنظمة تعمل مع مصر على محاولة إنهاء القتال.
ودمر القصف الإسرائيلي في غزة مبنيين من عدة طوابق. وقال شهود إن الجيش الإسرائيلي حذر الناس الذين كانوا بالداخل وطالبهم بإخلاء المبنيين اللذين قال قبل قصفهما إنهما يضمان منشآت أمنية تابعة لحماس.
وقال سعيد النخالة صاحب متجر ملابس في أحد المبنيين والذي كان يتفقد الأنقاض يوم الأحد إنه لم يكن لديه وقت لإنقاذ بضاعته.
وأضاف ”كنت أنا وابني في المحل وفجأة صار صوت انفجار أو ضجة عالية وبعدها انفجار ثاني وصارت الناس كلها تهرب، تركنا كل شي ورانا وهربنا... المكان والبناية كلها تدمرت“.
ويقيم نحو مليوني فلسطيني في غزة التي يعاني اقتصادها من صعوبات منذ سنوات بسبب إغلاق المعابر على الجانبين الإسرائيلي والمصري إضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية.
ويبلغ معدل البطالة في غزة 52 بالمئة وفقا لبيانات البنك الدولي وينتشر فيها الفقر.
وتقول إسرائيل إن حصارها للقطاع ضروري لمنع وصول السلاح لحماس. وخاضت الحركة ثلاث حروب منذ أن سيطرت على قطاع غزة في عام 2007 بعد عامين من سحب إسرائيل لمستوطنيها وقواتها منه.
وقطع دوي الصفارات نشرة أخبار الساعة الواحدة ظهرا (1000 بتوقيت جرينتش) على راديو إسرائيل ودعا المذيع سكان الجنوب للاحتماء في مراكز إيواء.
|