يقول الشيخ حسن غالب الحلي :
بينما اقف في طابور مزدحم يضج بإعداد غفيرة من الموالين الوافدين لزيارة سيد الفتوى وقائد أكبر جيش عقائدي في زمانه أخذتني الحيرة وبدت على وجهي إمارات الحزن والألم ، كيف ساحصل على كارت يؤهلني للدخول إلى براني سماحته والتشرف برؤية وجهه المبارك ؟
بينما احدث نفسي عن هذا واذا بالمسؤول عن توزيع الكارتات يسألني هل انت مع هذه المجموعة ؟
فاجبته وبدون فاصل كلا مولاي فأنا رجل واقع في بلاء وشدة وجئت لسيدي ومولاي ابا محمد رضا ليدعولي اولا وليستخير الله لي فيما اقدمت عليه .
فسحب احد الكارتات التي بيده واعطانياها فتهلل وجهي فرحا وسعادة ، وكما هو المعتاد صرت اسلم اغراضي وما أحمل معي إلى صاحب الامانات ليودعها عنده حتى الخروج وبدأت اتجاوز نقاط التفتيش حتى وصلت إلى قاعة الانتظار ، مرت ساعة تقريبا وبدأ المسير وبانتظام نحو محل جلوس سماحة المرجع الاعلى دام ظله ، كان تسلسلي ما قبل الاخير بين الزوار فتحدثت للزائر الاخير أن يتقدمني لابقى آخر شخص علني احظى برؤيته جيدا واروي عطش فراق دام لسنوات دون أن ارى شخصه المبارك ، هنا بدأت حادثة وهي ليست بالجديدة على سماحته لكنها حصلت أمامي ، الشخص الذي طلبت منه أن يكون امامي وقف امام السيد فسلم عليه فرد سماحته السلام بوجهٍ بشوش مبتسم وقال له انت تتكلم علي؟ فاجاب الشاب نعم سيدنا انا سابقا كنت اتكلم عليكم ، فقال له سماحته اياكم والكلام على المراجع فإنها توجب الفرقة اما الكلام علي فأنا ادعو لك ليغفر الله لك ، نعم الكلام علي انا ابريك الذمة اما على المراجع وعلى المرجعية فلا ، ففرقة هذا الشعب حصلت بسبب هذا الكلام بانه يبث الحقد والكره في النفوس وانا لا اريد إلا أن اكون خادما لكم وفقك الله بني وسدد خطاك ، في هذه الدقائق التي يتكلم فيها سماحته مع ذلك الشاب لم تتوقف عيناي عن ذرف الدموع لما اراه من تواضع وخلق رفيع لسماحته ، وفي الختام دعا سماحته للعراق واهله بالتوفيق والامن والسداد وشفاء المرضى خادمكم حسن غالب الحلي .
اقول : لقد سمعت سابقاً قصة مشابهة لهذه للأسف الشديد لم اسمعها من صاحبها مباشرة ، ففي السكن الذي كنت اسكن به سابقاً كان شخص قبلي يسكن مع الطلبة وكان يكثر في نقد السيد السيستاني حفظه الله وسبه ، فألح عليه بعض الإخوة ان يزور السيد وكان يرفض إلى أن وافق لاحقاً وذهب إلى السيد فلما سلم عليه ورد عليه السلام قال له انصحك واسألك أن تتوب!! .
طبعا السيد السيستاني حفظه الله كان يقول ذلك لمساسه بعنوان المرجعية وليس بشخصه .
|