الحكومات الجديرة بالبقاء لن تحميها اجهزتها البوليسية ولا اسلحتها ولا شعاراتها ذات البريق الذهبي بل الشعب الذي انتخبها هو الذي يقرر ما اذا كانت جديرة بوجودها ام لا ..؟
فالأسماء التي لم تغب عن الذاكرة وان كانت ذاكرة الشعوب كما يقال مصابة بداء النسيان هي التي تمتلك قدرات إستثنائية في الإصلاح وفي التغير وفي التقدم انها ليست مكلفة بأعمال او اعباء فوق طاقة البشر لكنها ان لم تحسب حساب الضرورات والحكم بالعدل فأنها قد تخرج عن واجبها ضمن مغريات السلطة وفتنتها وما فيها من إغراءات.. آنذاك تأخذ مظاهر التذمر والتمرد بالظهور واذا ما ترك فأنه سرعان ما يتسع ليتحول الى شغب وعصيانات وربما الى ثورة .
لكن الحكومات والممثلة لأطياف الشعب في تنوعه وغناها لن تستمد شريعتها في عملها ان لم تمتلك قدرة تميز الضروريات عن الترف والمسافة بين القسوة والرحمة والمعاقبة والغفران وتحديد الأساسيات عن الرفاهية فقد لاتمتلك الحكومة الإجابات مباشرة لتجاوز بعض المعضلات الا انها وان لم تكن صادقة ودقيقة في عملها ستترك فجوة لن تردم بالرمال ولا مراوغة ولا بالكلمات ولا بالوعود الأمر الذي يدفع ببعض الحكومات لتجاوز حدود عملها وصلاحياتها في اتخاذ القرارات مما يجعلها تتحول من حكومة للشعب الى حكومة تحكم الشعب .
على ان مساحة الوعي بالحريةفي عالمنا المعاصر الزاخر بشبكات الاتصال الحديثة لن تقمع وتدمر كما في الحكومات ذات النظام الفولاذي والدكتاتوري بالعنف ممايجعل عملها واضحا ومباشرا حتى وان تمت معالجته بالتريث والوعود والانتظار لان العلاقة هنا في الحكومات لاتقبل التأويل او الاحتمال فمن يجد انه لايمتلك قدرة على المعالجة الحكيمة كما في أمثلة الدول الديمقراطية لا يتوجب عليه التمسك بالسلطة وكأنها جائزة فاز بها بمحض المصادفة ذلك لان السلطة في هذا السياق هي المسؤولة بالدرجة الاولى ولان الشعب هو الذي حدد مهمات الحكومة وعملها وواجباتها فأن سلاسة العثور على ادق الحلول لن تتحول الى أزمة والى مأزق تسمح للشعب ان يغادر دوره في البناء بالتذمر وصولا الى الاحتجاج والتمرد.
الا تبدو واجبات الحكومة وقراراتها لن تحفر عميقا في قلب الشعب وضميره الا عندما تحافظ هذه الحكومات على قدرتها وحكمتها وقدرتها العثور على الحلول الناجحة السليمة والشفافة وليس في تجاهلها او بأنصاف الحلول وهي تصغي لصوت الشعب ومشاكله وتذمره انطلاقا من مبدأ ان الشعب وحده هو مصدر السلطات والحكومات ليست الا أداتها في بناء الحضارات .
|