ذات يوم أمطرت السماء في بعض البلدان سمكا

فتعجّب الناس وذُهلوا

وقالوا : يا لها من معجزة

ويا له من أمر خارق أن تمطر السماء سمكا

إنّه أمر عجيب لا يمكن للعقل أن يتصوره

إنّه معجزة ذات شأن كبير

لكن في الحقيقة أين الإعجاز في أن تمطر السماء سمكا ؟

و ما الغرابة في ذلك ؟

ولماذا نرى إمطارها ماء عذبا أمرا عاديّا

وإمطارها سمكا أمرا غريبا لا يتقبّله العقل ؟

ففي الحقيقة أنّ إمطارها هو المعجزة الحقيقيّ

سواء كان المطر ماء أو سمكا أو ذهبا

إنّنا نتقبّل ما ألفناه وتعوّدنا عليه

فقط لأنّ ذلك ما تقع عليه أبصارنا في كلّ وقت

لكن لو تأمّلنا جيّدا لتبيّنا أنّ كلّ أمر هو معجزة حقيقيّة

وأنّنا إزاء سلسلة من الخوارق المتتالية

فلو أنّنا اعتدنا منذ أوّل أيّامنا في الدنيا

أن نرى السمك يتساقط من السماء

فنجمعه في السلال لنأكل منه

لما اعتبرنا ذلك معجزة ولما استغربنا منه

فلماذا لا نظلّ منبهرين

أمام روعة ما أبدعه الله في الكون

وأمام سحر الوجود وكمال خلقه

فكلّ ما تقع عليه أبصارنا في هذا الوجود

هو خلق فريد يستوجب منّا إجلالا ليس له حدود

وكلّ ما حولنا يدعونا لأن نقول بكلّ حماس

سبحان الخالق الذي ينطق كلّ شيء بعظمته