بينما كنت أقود سيارتي فاتحآ المذياع كي أسمع اخبار بلدنا الجريح لفت إنتباهي إعلان إذاعي تكرر أكثر من مرة في اكثر من اذاعة حول طبيب روحاني يعالج الناس بالقرآن والاشعة والتنويم المغناطيسي وغيرها من الوسائل المجربة حسب ما ورد بالاعلان كما ان الطبيب أشار في الاعلان ان ريع تلك المعالجات يعود للعوائل الفقيرة والمتعففة والغريب في الامر أن ظاهرة الطبيب الروحاني كما يسمي نفسه تنامت في الاونة الاخيرة بشكل ملفت للانتباه فما من محافظة او منطقة الا وكان فيها مركز للعلاج الروحاني يديره نابغة من نوابغ العصر كما تسميه دعايته الاعلانية والاغرب من ذلك ان المراكز فتحت حتى في المناطق المقدسة القريبة من اضرحة المعصومين عليهم السلام وساقتني الصدفة قبل ايام ان التقي بأحدهم وانا أسجل احد البرامج الوثائقية في احدى القنوات الفضائية العراقية في منطقة ببغداد لم يستطع ذلك الطبيب ان يلفظها بشكل صحيح وهو يتكلم معي حيث كان حاضرا قبلي الى الاستوديو ليسجل أحدى حلقات برنامجه الروحاني ويذكر بعض براهينه الساطعة فلقد قرأ الرجل حديثآ للرسول الخاتم لم أسمع به من قبل على الاطلاق بل ان فيه الفاظآ عامية وقرأ أية قرآنية ليستدل بها على الطب الروحاني نصب فيها الفاعل ورفع فيها المفعول به وترك حروف الجر تؤتي فعلها الغريب مثل طبه العجيب وما أن أنهى إستدلالاته ليدخل للتصوير حتى سألته عن تحصيله الدراسي الاكاديمي والديني فأجابني انا خريج مدرسة أهل البيت وما حاجتي بخرافة الشهادة وبدعة الدراسة الدينية التي تحاربون بها الكفاءات في هذا البلد أنا خريج إبتدائية وأفهم أحسن من أي شخص عنده شهادة أكاديميه أو دينية وأعالج الناس بطب نبوي لا يفهم به اصحاب الشهادات وعلى الرغم من أني لا احكم على الانسان من شهادته بل من خلال اخلاصه ودينه لكنني في هذه المهنة الخطرة تعمدت أن أثير المسألة بقوة مع ذلك الطبيب الروحاني صاحب الشهادة الابتدائية وأعترضت على طريقة قراءته للقرآن بهذه الصورة وذكره للاحاديث الشريفة كأنه يذكر حكاية شعبية وعمله بالتنويم المغناطيسي الذي يحتاج الى خبرة ودراية وإلمام بما يقوم به بدل جملة طقوس الخزعبلات التي يقوم بها ذلك الرجل على حساب عقول الناس التي عصفت بها مشاكل المجتمع من فقر وحاجة ومرض جعلت لهؤلاء العرافين سوقآ رائجآ في مجتمعنا العراقي إنعكست بشكل سلبي على العلاقات الانسانية بين أفراد المجتمع وأفراد الاسرة والاخطر من ذلك ان بعض تلك العيادات الروحانيه قد تكون واجهات إستخبارية لبعض المخابرات الدولية تعمل على التجسس وزرع الفرقة والتناحر والخلاف داخل الاسرة العراقية وتعمق الخلاف بينها وتستخف بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وضوابطه الشرعيه التي حددها في الطب الروحاني والعلاج بالاعشاب بل ان الاخطر من ذلك أصبح هذا السلوك المنحرف مهنة لبعض المشعوذين والعاطلين عن العمل لغرض النصب والاحتيال والربح السريع مهما كانت الوسائل لذلك العمل حتى ولو كان مخالف للشريعة ..انها مناشدة نرفعها الى كل الجهات المسؤولة للفحص والتدقيق في هذه العيادات وأطبائها وبحث الاسباب الوجبه لها ومعرفة الضوابط المهنية التي تم الاستناد عليها في هكذا عمل في هذا الوقت بالتحديد ونسأل الله ان يجنب العراق وأهله شر الاشرار وكيدهم والله من وراء القصد..
|