بابل ،، رئة العراق الاثرية ، تلك الحضارة التي ولدت قبل 7 آلاف سنة ذات الاربعمائة موقع اثري ، عبق للتاريخ ومفخرة الأجيال في مختلف العصور ، من أهمّ ما تميّزت به مدينة بابل أنّها كانت قديماً مركزاً تجاريّاً ودينيّاً هامّاً لمملكة بابل، وازدهرت الحضارة البابلية فيها على يد حامورابي لمدّة 43 عاماً أطلق عليها الفترة الذهبيّة للبلاد العراقيّة فيما بعد، لتصبح بعد ذلك اكبر إمبراطورية بقيادة الملك نبوخذ نصر ، وممّا ميّزها أيضاً ورود ذكرها في القرآن الكريم: (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) [البقرة: 102]. طبعا كل المدن تتمنى ان تمتلك ولو جزء بسيط من هذا الإرث الاثري العظيم ، الذي بات يعاني الإهمال الحكومي الشديد في العصر الحديث يمختلف حكوماته ، ففي ثمانينات القرن الماضي كان مزاج المقبور البائد صدام حسين يقتضي إقامة مهرجان في رحاب هذا المكان الاثري الكبير ، فقام بترميم تلك المنطقة بشكل خاطئ ادى اندثار بعض المناطق فيها ومن ثم وضع مهبط لطائرات الهليكوبتر ، وبعد هذه الاخطاء اصبحت مقرا لقوات الاحتلال الامريكي بعد ٢٠٠٣ نتيجة لهذا التراكم من الاخطاء تدهورت هذه المنطقة اكثر فأكثر للأسف الشديد ، وحسناً فعلت بعثة الاثريين الالمان التي زارات المنطقة الاثرية في الثمانينات وقاموا بنقل بوابة عشتار التي بناها نبوخذ نصر إلى أحد متاحف برلين. ولا تزال هذه البوابة موجودة هناك حتى اليوم بعد أن خضعت لعمليات ترميم دقيقة ، على الرغم من محاولت تسجيل بابل على لائحة التراث العالمي ، الا انها لاتزال تعاني الإهمال الشديد من الجهات الحكومية المختصة للأسف الشديد ، اذ يفتقر المكان لابسط الامور الارشادية التي تعبر عن تاريخ المواقع او وجود المرشدين لكي يوضحوا ويشرحوا للزائرين عن طبيعة المنطقة وتاريخ الآثار ومحتوياتها ، فضلاً عن تكدس النفايات والطرق الوعرة والفوضى ناهيك عن جهل بعض زائري هذه الاماكن الخالدة وانت تشاهد الكتابة على جدران القصور والقفز والتسلق على الجدران ولم يسلم من اعمال الشغب حتى رأس الأسد مما يبدوا انه فقد عنفوانه بسبب الإهمال ايضا . فلا خيرا في امة تهمل تاريخها وحضارتها وتسحقها باقدام الجهل والتخلف وتصنع منها ملتقى للعشاق واللهو فقط وفقط .
|