نعم يا أمي كانت الايادي كثيرة ولكني كنت اراها قليلة لان يد والدي غائبة...
كانت الوجوه مبتسمة وكنت ابحث عن وجه والدي بين الاباء...
كنت يا أمي اختنق بضحكتي وانا ارى البنات تحضن ابنائها وانا احظن نفسي...!!...
كنت اتوكأ على دعواتك وصديقاتي يتوكأن على اذرعة ابائهن...
صدقيني يا امي حتى تلك ال(٥)درجات لانني ابنة شهيد كرهتها لانها لا تعوض عن والدي..
ليتهم يأخذون كل درجاتي ويعطوني حظن والدي وذراعه في منصة التخرج...
ليتهم يأخذون معطفي ويعطوني بدلته العسكرية...
ليتهم يأخذون لقب الصيدلانية بدل لقب ابنة الشهيد...
اعلم بجرحك ووجعك وفرحك يوم تخرجي ولكني لا استطيع ان اخفي عنك اشتياقي لكف والدي ...
هل تعلمين يا أمي اني اراقب هاتفي لرسالة من والدي وانا اعلم انه شهيد ...
اكذب على نفسي واخرج هاتفي كل لحظة وانا ارى صديقاتي يقرأن رسائل آبائهن...
سنواتي العشرين ودمعاتي وسهرك لم تنسيني والدي...
الدنيا بلا أب يا امي لا طعم لها ولا لون ...
أكتب لك من باحة الحرم الجامعي وانا ابكي لوالدي واضحك لصبرك وجهادك...
اكتب لك من ساتر الجامعة فهي مليئة بالاباء المقاتلين الذين حضروا ولكن والدي بقي في الساتر شهيدا...
بكل وجعي اودع دفاتر دراستي ويتمي ...
شكرا لحشد مشاعرك يا امي وابي ...
شكرا لعبائتك التي صارت ظلي حين غاب ظل والدي...
لقد نجحت وتخرجت يا امي ...
ولازلت مثل المجنونة انتظر تهنئة والدي الشهيد....!!
|