• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : درويش اعطني لسانك لأبكي !! .
                          • الكاتب : زيد الحسن .

درويش اعطني لسانك لأبكي !!

مروا على صحراء قلبي، حاملين ذراع نخلهْ
مرُّوا على زهر القرنفل، تاركين أزيز نحلهْ
وعلى شبابيك القرى رسموا، بأعينهم، أهلَّهْ
وتبادلوا بعض الكلام
عن المحبة و المذّلَّهْ
عَلَمٌ يقول : قِفوا! قِفوا!
واستوقفوا !
لا، لا تذلوا !
ووصية الدم لا تساوم
ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم ،أن نقاوم .
درويش لقد جرفوا النخيل كله ولم ارى ذراع سمراء تلوي قهرهم ، ولم يسمعوا نواح من اطعم العذراء ( رطباً جنيا )، ولم يرحموا تلك الجذور في اعماق تربتها مغروزة منذ الاف السنين ، درويش انهم محررين بقولهم والاثام فعلهم .
يحق لي ان ابكي الجنوب حسرة لانه اصل مولدي ، موانئه للاتجار بالمخدرات اصبحت موصوفة ، وبجلب الدمار هي شاهدة ، ساسة يتاجرون بدمائنا وانت يا درويش تتحدث عن رحيق النحل ! اين انت الان مني لاسرد لك القصة والغصة ، ما يحصل فوق تصوراتك وفوق منطق العقل والحكمة .
في كل دورة انتخابية يرسمون لنا برنامجاً بلسانهم وكأن الفردوس الاعلى سيهبط لنا ، وكما قلت يادرويش( رسموا باعينهم اهلة ، وتبادلوا بعض الكلام عن المحبة ) ، المحبة لديهم هي المحاصصة والمصالحة الوطنية ، ونحن من يدفع لها الاثمان الباهضة .
محبتهم يا درويش ارهقت لنا الكاهل ، ويتمت لنا الاطفال ، ورملت لنا النساء ، ومصالحتهم الوطنية شوهت تاريخنا ودمرت مدننا ومحقت تراثنا .
درويش شبابيك مدننا تحوم حولها غربان الظلام يقودها ميليشيات وبكل الالوان ، ترهب وترعب الكبير قبل الصغير، جففت الاقلام والاحبار ، تارة خوفاً وتارة اسقط بها واغتيلت .
درويش اي ( علم ) هذا الذي يأمرنا ان ( نقف ) علم العراق الممزق ، ام العلم المسلوب السيادة ، وهل العلم ملك لهم ام لنا ، نحن اليوم سفينة معطوبة في وسط بحر هائج وعاصف والربان مجنون ، السارية عارية وخجلة وحبالها تلف حول رقاب الشرفاء الذين هاجروا حاملين في صدورهم حفنة تراب من وطن باعهم للغرب بدراهم معدودات .
درويش تقول لنا ( لا تذلوا ) كيف بربك وهم اولاد ابليس ولهم مكائد من مكائده بل فاقوه في الشر ، كيف لا نذل وهم يتحكمون بحليب اطفالنا وبخبزنا الاسمر ، كيف لا نذل وقد باعوا نسائنا في سوق النخاسة ، كيف لا نذل وشبابنا يتسكعون في الشوارع باحثين عن احلامهم التي اغتيلت .
درويش اخبرني عن ( وصية الدم ) وارجوك اسهب ولا تختصر وزدني علماً بما يقول ، هل اخبرك الدم انه رفع لهم الشأن ومنحهم النياشين ، هل اخبرك الدم انه لامس جذور النخل ووجدها ميتة ، هل اخبرك الدم ان لا فائدة من دم يراق على ارض العراق الخاوي .
درويش نحن ( نستغيث ) اليوم ولا احد يسمع لنا استغاثة او نداء ، لم نترك باباً لم نطرقه حتى باب الله ، درويش اعطني لسانك ارجوك لأبكي وطناً ما عاد لنا بوطن .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131354
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13