• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (ما تَـــيَسَّرَ من صورة النَّـزيف) للكاتب المسرحي: حيدر الشطري  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في نصّ مسرحية (ما تَـــيَسَّرَ من صورة النَّـزيف) للكاتب المسرحي: حيدر الشطري 

 ارتكزت مسرحية (ما تَـــيَسَّرَ من صورة النَّـزيف) للكاتب: حيدر الشطري، وهي من النصوص المشاركة في المسرح الحسيني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، منح الكاتب الشطري نصه الكثير من روح الشعرية التي منحته بعداً جمالياً، يستشرق آثار الرؤيا، منذ الديباجة:
 (إنها الصورة...
التي توقف فيها الزمن
وتوقفت معه كل القوانين
ولم تعد للجاذبية من جدوى.. في تلك اللحظة
اللحظة... التي بدأ فيها النزيف
ولم يتوقف الى الآن).
 ليصل الى مستوى تعبيري اثر فاعلية الحوارات، فالحسين (عليه السلام) يحمل لهفة الشوق لصغيره الرضيع:   
هل لي بضمة منه... تنعش الروح الحسين (عليه السلام).
زينب:ـ لن يدعوك تهنأ بذلك... يا مولاي
خذ طيرك... قبل أن يحلق عالياً نحو الله سبحانه وتعالى 
الحسين:ـ أيها الندى، من ذا الذي يبلل وجوه كل الشهداء
من ذا الذي يبلل ريقك المحترق..
ويعمل عبر شعرية الحوار المتنوع التعبيري المرتكز على مثل هذه الحواريات؛ لترسخ الواقع التاريخي ليفتح منه ذروة الى عالم التخييل..   
كيف تجرأتم.. عندما ضربتم حجاباً بينكم وبين الحسين (عليه السلام)
ونحن ظله الوارف على الأرض ...
وينابيع حكمته البالغة ...
(هل لماء الفرات... من طعم... دون أن نرتوي منه
الشمر مع حرملة:ـ ولكن ماذا... يا حرملة...؟
حرملة: أبمال.. أم بجاه.. أم بسلطة..؟ 
الشمر: بمال... يا حرملة..
حرملة: وبكم من الدنانير...؟
الشمر: بآلاف منها... يا حرملة
حرملة: وبكم من آلافها... ؟
الشمر: بما تستطيع عده.. هــا.. ماذا تقول..؟ 
حرملة: ولكني أستطيع أن أعد الكثير منه...
الشمر: وهو لك...
حرملة: أريدك أن تهرق دم الرضيع الذي سيدر دمع والده 
ويحرق فؤاده.. وهذا هو المراد..
الجوقة/ 
ما بــين خيام القلب وصهوة الانصهار في حب السماء..
ما بين الفرات وخناجر العطش...
ما بين الغفران المثقوب وخوافي التوجع...
ما بينك وبين الله
تلك هي سيرتك الدموية الحافلة بالشروح..
لم يبقَ من اتجاهك سوى حيز يكفي لشهقة..
ومن مسافتك إلى ألف جيل ..
ستصل الان حتما..
تتلاقفك العيون...
وترسو بك المنايا
تشارف على سكب السماوات السبع من نحر عبد الله..
ها أنت على مقربة من كل زينب.. 
جادت بها فاطمة من قلب علي ...
ها أنت على شفا دمعة تشرب حزن الأرض...
لم يبقَ من الوقت سوى بعض حروف ...
ومتسع لعويل الرزايا على مر العصور
سعى الفعل التدويني النصي الى إعطاء المنحى التخييلي مساحة جمالية عالية، وليلج البعد الفكري، أي يصل الى معالم الرؤية.  
عبيد الله:ـ حسب ما نقل لي: إنهم بانتظار نتيجة سهم من نار أطلق على قلب الرضيع..   
الجوقة/ هي تلك اللحظة...
التي مدت أذرعها ..فتوقف كل شيء.. 
ينقل النص المسرحي الاحداث التاريخية بالشكل الذي يكون قادراً على منحنا المتعة الفنية وكسر المتوقع..   
الجوقة/ ها أنت تسكب السماوات السبع من نحر عبد الله ..
ها أنت تفطر قلب كل زينب جادت بها فاطمة من قلب علي 
ها أنت تسيل دمعة تشرب حزن الأرض ..
اختصرت المسافة.. وعبرت الدهور
وأسست سفراً لعويل الرزايا على مر العصور ..
ها أنت...
عبرت اللحظات..
 وأوجعت قلوب الخيام..
 أحرقت الفرات ...
   وفجت الهواء الحسيني.. لتملأ ارض الروح بدخان الدموع..
ومن هنا ابتـــــــــدأت...
   
   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=130759
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13