في جلسة اسبوعية كنا نجلسها كل يوم اثنين في المجمع الثقافي في كايسا وسط هلسنكي وكان يحضرها خليط من العرب عراقيين سوريين مغاربة جزائر تونس اضافة إلى وجود مختلف الاديان والمذاهب ، فلم يحصل بيننا صراع على رغم بعض النقاشات التي تُثار. وكان بيننا مسيحي انسان طيب ولكنه متعصب لفكرة أن المسيح هو الله وكان نقاشه مع احد الاخوة المغاربة واخذ يُكرر ان دليل عيسى هو الله أنه احيى الموتى وبقى متمسكا بهذا القول ولم يقبل اي قول آخر . فقال مدير الحفل الاخ صلاح . شيخنا اليوم ساكت . ماهو رأيك فيما يقوله الاخ المسيحي ؟
قلت للأخ المسيحي . يا اخ لو كنت أنت الآن في زمن السيد المسيح ورأيته أمامك يُحيي الموتى فماذا سوف تقول؟ فقال : سوف اقول انه الله لان المعجزة حصلت امامي ولا يُحيي الموتى إلا الله .
فقلت له : ولكن المسيح نفسه والذين كانوا حاضرين عملية احياء الميت لم يقولون انه الله بل قالوا هو نبي .
فقال المسيحي : واين ذلك لا اعتقد موجود في الإنجيل.
قلت له : اما السيد المسيح فقد قال بعد إحياءه لصديقه اليعازر كما ورد في إنجيل يوحنا 11:41: (ورفع يسوع عينيه إلى السماء وقال: يا الله، اشكرك لأنك سمعت لي، وانا اقول هذا لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا انك أنت ارسلتني).مناداة السيد المسيح هنا (يالله) تكفي لنفي ربوبيته.
وماذا كان جواب الناس الذي كانوا حول السيد المسيح بعد سماعهم دعاء السيد المسيح لربه ؟ لم يقولوا انه الله بل قالوا انه نبي كما يقول لوقا في 7 : 16 : (فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين : قد قام فينا نبيٌ عظيم). فهذه الجموع شهدت معجزة عيسى وعاصرت كل معجزاته فلم تقل ابدا ان يسوع هو الله بل.
أولا : انهم (مجدوا الله) . أي انهم يعرفون ان لهم ربا اسمه الله.
وثانيا قالوا : (انه نبي عظيم). فإذا كان هؤلاء لم يشهدوا ليسوع بالربوبية وشهدوا له بالنبوة ، فمن أين اتيت انت بعد الفين عام لتقول ان عيسى هو الله ؟؟؟ فبقى واجما فترة ليست بالقليلة ثم قال : نعم ، إنه نبي. اشكرك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشكلة في المسيحيين انهم يعرفون ان السيد المسيح نبي وان الانجيل يذكر في اكثر من موقع أن يسوع كان نبيا كما يقول إنجيل متى 21: 11 ( فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل). الناس كلهم يقولون ويعرفون انه نبي تمعن جيدا في قول متى (فقالت الجموع). نبوته كانت مشهورة في زمن السيد المسيح وحياته . وهذا ما يؤكده أيضا يوحنا في إنجيله حيث يقول إنجيل يوحنا 6: 14 (فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم). ففي زمن السيد المسيح لم يكن احدٌ يعرفه بأنه الله ، او انه ابن الله وهذا ليس على مستوى الفرد بل على مستوى جموع غفيرة ، وحشود من الناس كلهم كما في النصوص اعلاه. ومن هذا نستطيع القول بأن المسيحية الحالية هي غير المسيحية في زمن السيد المسيح عليه السلام
|