في اهوار ميسان مسقط رأس الشهداء والاصلاء وِلد لرجل طاعن في السن إسمه الاشنف النوفلي صبي اراد له ابوه اسمآ يعطي له شيئآ من الهيبة والقوة فالمعروف عن اهلنا في الجنوب أنهم يسمون اولادهم باسماء الدول والاماكن فتجد(لندن..وسوريا ..قصر ..مدينة )..فأختار الاشنف لولده اسمآ غريبآ يختلف عن صفاته اذا اسماه(امريكا )!!
في العزير احد اقضية مدينة العمارة نشأ امريكا وكانت عليه سيماء الصالحين إذ قال له احد العرافيين في قريتهم انك ستتزوج من إمرأة اسمها موزة وستختم حياتك شهيدآ..!
فعلا تزوج امريكا من موزة وجاءت الحرب تلو الحرب..
وشارك امريكا فيها جميعا وفي الانتفاضة الشعبانية لكنه لم يستشهد وكان يقول لولده الذي اسماه سالم ...(هذا العراف اخطأ بواحدة واصاب بواحدة لاني تزوجت امك ولم أرزق بالشهادة...!
كان امريكا ابو سالم خادمآ ومؤذنآ في حسينية قريته لما عرف عنه من دين وتقوى واخلاق عالية وعندما صدرت الفتوى بالجهاد ضد الدواعش ترك امريكا الجامع والآذان وتوجه للقتال مع الحشد الشعبي تلبية لنداء الوطن والمقدسات وهو شيخ كبير طاعن بالسن وشيبة مباركة مجرد النظر له يريح النفس..
أمريكا لم يغير الإسم من عقيدته واستبساله فلقد كانت اخلاق امريكا الانسان عكس اخلاق امريكا الدولة ...!!
أمريكا كان أشرف من امريكا وهو يقف في سواتر الشرف ليدافع عن الوطن من اذناب امريكا..
كان ولده على اتصال به ولم يكن يعلم جهة ذهابه حتى تفاجأ بقوله انه في الجبهة مع المقاتلين في مدينة تكريت..
كانت شيبة أبا سالم راية خفاقة في وجوه ابنائه المقاتلين فكان يؤنسهم بحديثه ويتقدمهم في الهجومات ويركض معهم ويشد من عزيمتهم ويحمل السلاح ويقدم الطعام ويبتسم بوجه كل من يراه..
كان لابد لنبؤة العراف التي شغلت امريكا ابو سالم ان تتحقق وهو يقاتل بين صفوف الحشد وشاء الله أن يراه شهيدآ في تكريت وهو يصرخ بأولاده المقاتلين(هالاولاد ها..عليهم بعد ابوي ..عليهم اغديلكم فدوة)..
كان الكل يعشق امريكا الانسان حتى التراب الذي يعلق بشيبته وحتى الرصاص الذي عانق جبهته ليرتحل شهيدآ وهو شيخ كبير متأسيآ بحبيب بن مظاهر الاسدي مناصرآ للحسين وللحشد وللوطن والمقدسات..
رحل امريكا بحسن خاتمة وعاقبة وهو يقدم شيبته المباركة قربانآ للوطن الذي لا يملك فيه امريكا شئ..!!
|