• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : إمرأة هاربة.. وسيارة مدفونة....!! .
                          • الكاتب : احمد لعيبي .

إمرأة هاربة.. وسيارة مدفونة....!!

في عراق الألم لم تكن الشمس تشرق كثيرآ على الفقراء خصوصا من الذين كانوا محرقة لحروب البعث وجلاوزته وحلفائه من اجلاف الصحراء الذين اصبحوا رجالا علينا بسبب تسلط طغمة الفاسدين...
كانت تلك المرأة التي لم تبتسم يومآ تحتضن طفليها وتجلس في باحة دارها عندما سمعت صوت صراخ في باب الدار وكانت جنازة زوجها محمولة على سيارة كراون وملفوفة بالعلم العراقي وهي دلالة لكل شهيد في الحرب العراقية الإيرانية...
كانت تلك المرأة يتيمة واصبح طفلاها يتيمين ايضا وكان عليها ان تقضي بقية حياتها مع طفليها في بيت اخيها بعد ان رفضت عروض الزواج من أجل ابنائها وكانت تتحمل الألم والمشاكل من زوجة اخيها بسبب اولادها وضربها أخوها امام صغارها فضاقت الدنيا بها عند الغروب فقالت لصغارها إنها ذاهبة لزيارة الحسين في كربلاء وكان في يدها معاصم ذهب ورثتها عن امها قالت لهم إنها ستبيعها بعد الزيارة وتأتي لهم ببعض الحاجات التي كانوا يتحسرون عليها..
تأخرت الأم التي كانت شابة وجميلة يوم ويومين وثلاثة ولم تأت وشاع خبرها بأنها هربت مع عشيق لها وتركت صغارها وتلاقفت الالسن قصتها على مدار سنوات طويلة وكبر اولادها وهم مطرقي رؤوسهم في بيت خالهم ومنطقتهم وكل من يعرفهم...
كان لابد للشمس ان تشرق بسقوط صنم بغداد وبدأ الناس بالبحث عن ذويهم بالمقابر الجماعية وكانت هناك لجان كثيرة للبحث والكشف عن تلك المقابر وجاء رجل طاعن في السن قال لهم اني اعرف مكان سيارة كوستر كانوا زوارآ للحسين عددهم اكثر من عشرين شخص قد تم دفنهم جميعا مع السيارة وهم احياء وارشدهم إلى المكان وبعد ان وجدوا الجثث قال لهم ذلك الشاهد انه يعرف شخصآ بعثيآ كان يسرق كل الزوار ويأخذ حاجاتهم قبل قتلهم ودفنهم ..وذهبوا إلى بيته واعترف بإنه يتذكر انه سرق جزدان امراة كانت ترتدي معاصم ذهب وانها توسلت به وقالت له انها زوجة شهيد ولها يتامى ينتظرون عودتها..
وأظهر الرجل جزدان المراة وفيه المعاصم وهويتها وقال لهم انه من يوم سرقة هذه المراة ابتلى الله عائلته بالسرطان وانه مستعد لكل عقوبة...
وصل الخبر إلى اخيها واولادها وعشيرتها وكل من عرفها وخيم الحزن والوجع والالم على الكثيرين...
لكن اولادها رفعوا رؤوسهم بأمهم بعد اعوام من الذل والهوان وفي الفتوى تطوع الشابان في صفوف الحشد واستشهد احدهما واصيب الآخر بجراح اقعدته عن الحركة ليكون شاهد عصر على مظلومية البعث المجرم وعلى كل من سار ورضي وقبل بأفكار البعث..وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=128732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14