كانت السماء ملبدة بسحب الدخان من كثرة الانفجار والاحتراق وكان الجنود يتجمعون في مسجد اتخذوه مقرآ للجيش والحشد والاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب في تكريت تلك المدينه الموحشة ليلا مثل مقبرة والصامته صباحا من كل شئ إلا الانفجارات..
كان الجنود يتمازحون في مابينهم رغم قسوة الزمان والمكان وكان ذلك الشاب الأسمر من جهاز مكافحة الإرهاب يحكي لهم عن قصة حبه وعن مرض حبيبته الذي تأجلت بسببه خطوبته لشهرين وعن آخر اتصال مع امه اليوم اذ قالت له(ولك يمه تعال وعلي يبعد بيتي خاف العروس تموت وهي ما فرحانه بعرس يوليدي)..!!
ضحك الجميع من كلامه وهو يروي لهم قصة العشق والخطوبة والمكالمة..
فقال لهم وهو يرتجز(زفوني ما اريد العشة )فصاح على ضابط قريب منه (سيدي بروح امك اريد من تجوني للعرس كون بهمر بس مو سودة مال جهاز مكافحة الإرهاب هاي اللي جايه علينه ..!!
لا اطلبونه وحده مال اتحاديه واريد اخذلي فرة بيها ببدلة العرس)..كانت الهمر التي قصدها سوداء وزادت سرعتها من بعيد ويبدو انها همر يقودها الدواعش وبدأ الرمي صوبها ولكنها لم تتوقف..
صعد ذلك الجندي همره التي كانت بقربه والتفت إلى اصدقائه قائلآ لهم(كَولوا لأمي لا تبجي ولخطيبتي تعذرني)..
اسرع بالهمر التي خرج بها مسرعا من مكان تجمع الجنود والتقى بالهمر المفخخة وجهآ لوجه وانفجرت الهمر بعيدآ عن ثكنة المقاتلين..
لم يجد الجنود شيئآ من ذلك الفدائي الشهيد سوى اصبع فيه حلقة خطوبة مكسورة مثل قلوب العراقيين...!!