لولا اسوداد القلب لكانت مأساة كربلاء ذا ألم مختلف!
فالمعصوم خطط ان يوقظ القلوب بأعلى درجات العاطفة في تصميم الواقعة بإطار مأساوي يرق له اي قلب!
وهي أولى خطوات إيجاد الهداية وتنبيه الناس لخطورة الانحراف الذي استحق التضحية.
لا يريد بذلك استدرار العاطفة ليخدع العوام انما مستوى التضليل كان بلغ شاوه فاحتاج إلى قارعة توقظه لهذا استثمار ظاهرة العطش والأسر واستفراغ الاعذار والقاء الحجج
كان ممكن ان يتحكم بعوامل الكون وفقا للولاية التكوينية ويغير معادلة المعركة غير ان الحكمة الإلهية اقتضت إيجاد الهداية بالأسباب الطبيعية لتوافق جريان السنن الكونية
وان كانت المأساة لم تصلنا بشكل متكامل ولم نطلع على واقعها مباشرة وذلك لتناسب العقول وفقا لتقبلها،
فكل أمة من الناس تحمل وعيا معينا ولونا فكريا اخر يفسر ويحلل الظاهرة المأساوية في كربلاء تبعا ومستوى إدراكه وتحمله للصورة لهذا كانت الطبقة العلمائية تصل إلى معرفة اعمق لصورة كربلاء وبعض المؤمنين تنكشف لهم بعض الأسرار لقابليتهم على التعاطي مع المشهد التراجيدي صبرا وفاعلية
لا اطيل اكثر في اعتقادي ان المشهد المأساوي في كربلاء ذا سلما بيانيا تتضح (تبعا) وقابلة الفرد وطاقته واستعداده وصبره من جهة وفاعليته معها واتعاضه منها ومعرفته بالمعصوم عليه السلام من جهة أخرى حتى يخرج بمنهج حسيني يستحق ان يكون من خلاله (حسينيا)
|