• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذا ما سمعت عن المظاهرات .
                          • الكاتب : مازن خالد .

هذا ما سمعت عن المظاهرات

 أحاديث عن ما هو قادم 

مع بداية الصيف والذي جاء مبكرة وحارة هذه السنة بدأت الاستماع الى أحاديث على وقوع أحداث سياسية كبيرة في العراق ، وكان أول هذه الأحاديث جاءت من الخليج والتي أشارت إلى وجود تملل كبير في صفوف ضباط الجيش العراقي ورفض للأوضاع القائمة في البلاد مع احتمالية كبيرة بوقع انقلاب عسكري يطيح بالنظام الحاكم في بغداد ، ثم تطورت هذه الأحاديث الى الحديث عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة طاهر جليل الحبوش رئيس جهاز المخابرات في نظام صدام بالتعاون مع عدد من ضابط الجيش العراقي الحالي والسابق ، ثم بدأ الحديث عن نداء 88 والذي شن حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وملصقات ومنشورات في بعض شوارع بغداد ، تحدث البعض عن أنها حركة شبابية فيما قال البعض الأخر بأنها رمز لعملية استخباراتية بعثية تشير الى تاريخ 8 أب تاريخ نهاية الحرب العراقية ـ الأيرانية ، وانها ستنطق في 8/8/2018 كشرارة لحركة انقلابية ، قبل أن تصدر الأجهزة الأمنية بيان جاء فيه باعتقال احد أمراء الأعلام في تنظيم داعش وهو المسؤول عن أدارة هذه الحملة. 
مؤامرة أميركية 
ثم جاء حديث أصحاب فكرة المؤامرة الأميركية ، والذي تمحور عن قرب وقوع انقلاب عسكري عراقي بدعم أميركي للإطاحة بالنظام القائم ضمن اتفاق سري سعودي ـ أميركي جرى بين ترامب و محمد بن سلمان ، ثم جاءت بعض التسريبات للحديث عن وصول قوات عسكرية أميركية الى بغداد لأعاده احتلالها والسيطرة عليها ، فيما أفاد البعض الأخر بان العراق هو ساحة الصراع القادمة بين أميركا وإيران ، وان المشروع الأميركي لإسقاط حاكم طهران يجب أن يمر أولا عبر بغداد. 
مؤامرة إيرانية 
فيما تحدث أنصار فكرة المؤامرة الإيرانية ، عن أن ما يجري هو جزء من حركة إيرانية هدفها أرباك الوضع في العراق في وجه الأمريكان كي يخف الضغط عن طهران ، وان إشعال جنوب العراق ما هو الا حركة إيرانية هدفها إقلاق الإدارة الأميركية على حكم حلفائها في بغداد ، وان أول خطوات طهران جاء عبر قطع روافد المياه العراقية من عمق الأراضي الإيرانية وهو ما تسبب بشحه كبيرة في المياه وأدى إلى ارتفاع كبير بنسبة الملوحة في مياه البصرة ، ثم تطور الأمر إلى قطع إمدادات العراق من الطاقة الكهربائية الإيرانية وهي الإمدادات التي تمثل 25% من الطاقة الكهربائية في العراق وهو ما أدى إلى حدوث نقص حاد في ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء ما مهد الى احتقان الشارع في الجنوب ، ثم تطور الأمر إلى مهاجمة المنشآت والحقول النفطية في خطوه للتلويح بإيقاف صادرات النفط العراقية في حال تم منع إيران من تصدير نفطها وهو وصرح به قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفر ، وكذلك تهديد للشركات النفطية العاملة في الحقول النفطية العراقية ، ومساومة الأوربيين على عمل شركاتهم مقابل دعم الاتفاق النووي وهو ما بحثه الرئيس الإيراني خلال زيارته الى أوروبا ، ومساومة روسيا على التواجد العسكري الإيراني في سوريا مقبل السماح لشركاتها النفطية بالعمل بالجنوب وهو حمله علي اكبر ولايتي خلال زيارته الى موسكو.
مؤامرة سعودية  
فيما ذهب البعض الى ان ما يجري هو مؤامرة سعودية وان محمد بن سلمان وعبر مساعده المفضل ثامر السبهان نجح في شراء العديد من شيوخ العشائر والشخصيات الاجتماعية المهمة في الوسط والجنوب الشيعي ضمن مشروع السعودية لمواجهة النفوذ الأيراني في المنطقة ، وان حركة التظاهرات هذه ما هي الأ بوحي من المخابرات السعودية وهو ما شهدنه أوله في ألافتات التي رفعت في ملعب البصرة عن استقبال المنتخب السعودي او مثيلاتها التي رفعت لدعم افتتاح قنصلية سعودية في مدينة النجف ، والدليل ان المقرات التي أحرقت في النجف هي مقرات الأحزاب والحركات المقربة من إيران فيما تم التغاضي عن مقرات المقربين من السعودية.
ما قال صدام 
أورد محلل الاستخبارات الأمريكية "جون نكسون" في كاتبه استجواب الرئيس حديثاً لصدام خلال إحدى جلسات استجوابه من قبل عملاء وكالة الأستخبارات المركزية CIA  قال فيه " سوف تفشلون ، وتجدون أن حكم العراق ليس بتلك الدرجة من السهولة ، ستفشلون في العراق لأنكم لا تعرفون اللغة ولا التاريخ ، كما إنكم لا تفهمون الذهنية العراقية ، فأنكم لن تفهموا العراق بدون فهم جغرافيته ومناخه ، أن الربيع هو الموسم المفضل للعراقيين رغم قصره ، وان البغداديين يفضلون الخريف الذي يدوم لشهرين لان الربيع في بغداد لا يدوم سوى عشرين يوما ، من الصعب إن تعرف الشعب العراقي ما لم تكن تعرف مناخ العراق ، والفرق بين النهار والليل والفرق بين الصيف والشتاء ، هذا ما يجعلهم يقولون أن العراقيين "رأسهم حار" بسبب حرارة الصيف فحين تزداد الحرارة في الصيف يثور العراقيين ، فقد كان صيف 58 حرارة جداً فثاروا وكذلك حصل في الستينات فوقعت الثورات".
المواطن العراقي  
فيما يرى المواطن العراقي ان ما يجري هو ناتج عن حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها الشعب العراقي فطوال 15 عام لم ينجح النظام القائم في بغداد بأي شي تجاه العراق والعراقيين ، وان العراق أصبح عبارة عن رض خربة بالمقارنة مع دول الجوار ، وان العراقيين يعيش في واقع حياتي وخدمي واقتصادي وامني لا يطاق بل لا يصلح للحياة أصلا وهو الاسوء على مستوى العالم ، وان الشعب رفض الطبقة الحاكمة وفسادها بالكامل وان الدليل على ذلك هو إحجام الشعب عن المشاركة في الانتخابات النيابية كنوع من الرفض للواقع السياسي وهيمنة الأحزاب والحركات المسيطرة في العراق. 
انطلقت شرارة التظاهرات الغاضبة في البصرة وسرعان ما امتدت إلى مدن الجنوب في العمارة والناصرية والكوت ، ثم انتقلت الى مدن الفرات الأوسط في النجف وكربلاء والديوانية ، وبدأ الحديث في بغداد عن قرب انطلاق للتظاهرات ، وهاجم العراقيين الغاضبين كل شي يرمز الى النظام الحاكم من مباني المحافظات ومجالس المحافظات وبعض مقرات الشركات النفطية ومطار النجف وبعض مقار الأحزاب والحركات السياسية.  

 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124124
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13