• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الشاعر عبدالحسين بريسم حاوره احمد الثائر .

الشاعر عبدالحسين بريسم حاوره احمد الثائر

انا الشاعر الذي اعاد الشعر الى طريق الجنون بعدما ظل طريقه
-         انا  سادن الشعر و حارس بوابة القصيدة
 
 
 
 حاوره احمد الثائر
تصوير عادل قاسم
 
عبد الحسين بريسم شاعر يسخر من سوداوية العصر الذي نعيشه لهذا جاءت قصائده ساخرة ونافذة وفي أحيان كثيرة ناقمة على الوضع الذي يعيشه الإنسان العربي والعراقي وبرغم هذا حسين يلتقيك ترتسم على شفتيه إبتسامة عريضة وهو قادر على جعل المتلقي يصرخ من أعماقه اعجابا، هكذا يتفجر الشعر من نواحيه وبالرغم من عمله في الصحافة الا انها لم تشغله عن مشروعه الشعري، اصدر مجموعته الشعرية الاولى البريسم. قصائد مخططة عن دار الشؤون الثقافية2001 ثم اصدر كتابه النقدي الاختزال الشعري عن دار الصباح 2006 بعدها اصدر ديوانه بائع المطر عن دار الشوؤن الثقافية عام 2008 وبعده اصدر ديوانه  ديوان البريسم عن مركز العراق الدولي للثقافة والاعلام 2009 بعد ذلك وفي عام 201 اصدر ديوانه المثير للجدل والتجديد احبك بسلطة الدستور عن دار الفراهيدي  في بغداد بعدم منعه في دار الشوؤن الثافية من قبل الرقيب لاسباب تتعلق بالابداع ليس الا
وكتبت عن قصائده دراسات ومقالات كثيره في الصحف والمجلات العراقية والعربية   واضافة الى كونه شاعرا وصحفيا مارس النقد فنشر دراساته النقدية في الصحف المحلية والعربية والدولية وترجمت قصائده الى  الكردية والفرنسية والانكليزية
 
قصائده تمتلك القدرة على التغلغل الى ثنايا النفس اذا ابتعد الشاعر عبدالحسين بريسم في نصوصه الشعرية عن التعقيد والغموض واشكال التجريب والتفلسف التي اثقلت وارهقت معظم القصائد الحديثة منذ شيوع موجة الحداثة الشعرية في التجربة الشعرية العراقية
اذا تجد تجربة الشاعر البريسم تمثل لونا مغايرا ومتجددا من الشعر ينساب دافئا منفتحا على روئ حلمية عذبة على فضاءات الانسان والطبيعة لتكتسب قصائده ملامح فنية وتعبيرية وجمالية لتحقق حالة من الصدق والتوهج وعفوية الشعروهذا ما نراه ممتدا من صدور ديوانه الاول البريسم قصائد مخططة 2001  وديوان بائع المطر 2008 عن دار الشوؤن الثقافية وكتابه النقدي الاختزال الشعري 2006 عن جريدة الصباح وديوان البريسم 2009 عن المركز العراق الدولي واخيرا ديوانه احبك بسلطة الدستور 2011 عن دار الفراهيدي
في هذا الحوار معه سنضئ جوانب من تجربته الشعرية
 
= كيف تنبع القصيدة
-         انا في لقاء مستمر مع القصيدة لاننا نشترك في اصل النبع الواحد فتارة هي تنتظرني واخرى انا انتظرها في لهفة كبيرة من الشوق والعراك والتصالح والشوق المتقد من هذا اجد ان القصيدة اولا تنبع من عيوني واخرى من قلبي واخرى ايضا من يدي وشيطان الشعر اصبح منذ زمن قديم ملاكي  وجنوني لاني انا الشاعر الذي اعاد الشعر الى طريق الجنون بعدما ظل طريقه  فتجد ان كل ماكتبته اعود اليه بعد زمن فاقول كيف تكتب هذا باستغراب انظر هذا
-         بحياتي
-         راهنت على الحصان الاسود
-         فاز الاسود
-         وخسر الحصان
اليس هذا غريبا ومن هذا الغريب تنبع القصيدة عندي ولا اعرف مصدر ذلك النبع
 
= هل يمكن للشعر ان يصتع دراما الحياة كما تفعل القصة والرواية
 
-         اولا الشعر اصل كل انواع الادب وكل مايريد منه كل تلك الانواع الادبية ان تكون كالاصل لذلك تجد ان النص في القصة والرواية وايضا السنما والمسرح واللوحة ان يقال عنهم انهم كتبوا او وصلوا لدرجة الشعرية  وهذا ما يقودنا الى ان الشعر هو الصورة الاخرى للحياة كلها والا ما يعني ان اغلب الملاحم الخالدة قديما وحديثا كتبت شعرا من ملحمة كلكامش الى اعمال شكسبير ودانتي والارض اليباب والمركب السكران وانشودة المطر اليس  هم من كتبوا وغيرهم وصنعوا حياة
 
= ماذا تشعر عند اجاز النص فالبعض يراه تجسيدا لذاته والاخر يبتهج
 
-         بعد وقبل انجاز ايما نص شعري لي اعيش حالة خارج السيطرة وايضا خارج التغطية لاني اكون في حالة لا يمكن ان اصف ماهيتها لانها حالة قدسية مرتبط بيني وبين اسلافي من الشعراء الذين كتبوا ما لم يصل لذلك ان الطريق  كي اوصل ما لم يصل  وهذا انما جاء لانهم حملوني رسالة الشعر الحقيقي الذي يتنفس شعرية من فراديس ما لاحد  من الشعراء قد وصل اليها الا انا فان سادن الشعر وبوابة القصيدة وانت اعرف من هذا ما يحدث بعد ولادة القصيدة
 
=تجربتك الشعرية غنية بمادة الحلم  ومتوهجة بصور ومشاهد الطبيعة في تواشج مع بؤرة النص هل هي تقنية اسلوبية  ام تعميق لرموز وشفرات النص
 
-         اساس ما حققه الانسان في جميع المجالات كان الحلم فكيف والشاعر ينطلق من الحلم ليؤسس لحياة الواقع محاولا الخروج من القبح الى الجمال وبالتالي فان القصيدة حلم مستمر لان اساسا الحياة حلما لا يتحقق – الناس نيام فاذا ماتوااستيقظوا- اذا نحن  في الاساس حالمين وتجد ان في قصائدي احلام وحلم يتعدد لكي اجعل الحياة قابلة للعيش وبالتالي فانها وحدة من مقومات وحدات صناعة القصيدة في الروح وبعد ارض الواقع ومن اندماج الحالتين يمكن ان نبني احلاما معلقة تاخذنا الى فضاءات يمكن لنا ان ننطلق فيها بجناحين الشعر والواقع ومنهما نكون قد وضعنا مانريد في سلة الحياة هنا عشنا وكتبنا شعرا من لب الحياة الى لب الشعر
وهذا ما يدل على ان الشعر حالة روحية سرمدية وهو قابل للتمدد والإنكماش حسب درجة حرارة الكون والطقس الأدبي السائد في فترة ما. وهذا أيضا ما يربط علاقة الشعر بالروحي- هذا المعنى الشعري الذي لا يعرف إلا من خلال نفسه –هذا الشعر- إذ ليس للإنسان ان يحيا دون هذه الا معينة التي تسمى الروح وهذا إلا معين يدعى الشعر
 
 
 
=  مع احتفاظك بالجانب الحداثوي في قصائدك على مستوى البنى والصياغات الفنية  لكنك لم تنزلق في مطب التعقيد والتشنج  حيث تفترق عن الاخرين بمفردة عفوية وشفافية بصياغة شعرية وصورة مكثفة كالفعل الدراما المتصاعد تشكل بها سؤالا او تضئ لحظة او فكرة هل الهدف من ذلك اعطاء فرصة لمخيلة القارئ لتستنطق حالة وجد النص او التحليق بحلم  ام الالتحام مع معاناة وهواجس الشاعر
 
-         دائما الشعر هو حالة تعجبية واحدة وإدهاش وذلك من خلال صياغة جملة لغة وتركيبها وبالتالي تختلق هذه التعجبية المدهشة وحينما لا تكون هناك حالة من الصدمة من خلال المنجز الشعري لا يكون هناك شعرا وهذا يتطلب موهبة فذة شعريا يضاف إليها المعرفيات المكتسبة والتي هي حاصل يأتي من الإطلاع على المرجعيات المستجدات في مختلف مجالات الإبداع من ذلك يخلق الشاعر قصائده التي ترتبط به من خلال حبل سري غير مرئي ولكنه يدل عليه أي الشاعر ويكون العكس صحيحا أي إذا كانت هناك معرفيات عظيمة ولكنها لا تجد لدى من يعرفها موهبة فذةفأنها تكون للمعرفيات فقط بإمكان اي فرد ان يحملها ويتقول بها
 
 
 
 
= تقترب بعض قصائدك من لغة الحياة اليومية التي دعا اليها – اليوت- تبدو مثل مقطع سريع او لحظة هاربة لكنها تتوفر على وحدة انطباع ما تعليقك
 
-         بعدما اثقلت الشعرية العراقية بازياء غريبة عنها حددت حركة انسيبيتها في نهر الشعر وهذا ماحصل في تجربة لغة تفكر في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وبالتالي اصبحت هناك فجوة كبيرة بين الشاعر والمتلقي الشعري حتى حد القطيعة لذلك كان من واجبي ان اعيد الشعرية العراقية الى طريق الجنون والاقتراب من شفافية القلب والعين المتلقية حتى اصبحت قصائدي متداولة من جميع اطياف القراء وهذا ما احسبه منجز لي والى البعض من الشعراء الذين عملوا على هذا الطريق لاني لارى شعر الى يصل الى المتلقي وايما قصيدة لا تصل هي ليست شعرا
 
 
 
 
 
= هل تعتقد بان الشعر الحديث قدفارق السهولة  الوضوح وبراءة الطفولة والحس الغنائي الشفاف اثر حلول الشعر المحمل بهموم الميتافيزيقي والتفلسف والتجريب
-         قلت لك ان الشعر هو الشعر في اشكاله المتنوعة ولكن يجب ان لا نحمل الشعر غير الشعر  والشعر كما قلت مرة غابة مسحورة فيها ما لا تتوقعة فان القصيدة اذا جاءت دون مفاجات ليست قصيدة وان ضد ان تكون القصيدة دون مغايرة  دون تصادم  يخلق تخلخل يصدم المتلقي
 
 
 
 
= رايك بقصيدة النثر
ان النجز في قصيدة النص التسعيني لم يبحر فيه لخطورته ايما من –النقاد- ولا استثني الا القلة ومنهم   الذين لم يجد من ينهض معهم  فنهض البعض مع قله الانصار   ان  هذا النص قد قلب الطاولة على انصاف الشعراء الذين مازالوا ينامون على ارث اكل الدهر عليه وشرب ولم يحدث انقلابا مثل انقلابات النص التسعيني الذي البس القصيدة العراقية اثوابا كانت بالامس القريب من المحرمات وهذا الانقلاب لم يحدث في الشعرية العراقية منذ انقلابات السياب ونازك والبياتي
اجدني معنيا اكثر من غيري بهذا السؤال لاني اراها من خلال قصائدي انها هي الشعر العراقي الحقيقي خاصة القصائد الحقيقية التي كتبها الشعراء بعد عام 1991 وما تلاها من سنوات الجمر الشعري لان هذه القصائد خرجت من رحم الماساة والتجريب والجوع والتغيرات الكبرى التي بدات من انتفاضة شعب العراق 1991 وانطلقت الى ثورات في الشعر ومنه الى مختلف المجالات اني اقول ان كل الثورات الان في العالم العربي نتيجة الثورات في كسر الجمود في الشعرية العراقية
 
 
= لم الشعر وليس غيره كالقصة ا والرواية
في البدء كان الشعر ومنه توالدت بقية الفنون ولا اجدني مخيرا في الشعر لاختار غيره فانا والشعر تؤمان ولدنا معا ونعيش في عوالمه معا ايضا  فانا كتبني الشعر وكتبته والى الان يكتبني واكتبه حتى اصل به الى ما اريد او يصل بي هو الى مايريد اني اجد ذاتي والوطن والنساء في قصيدة واحدة ومنها تتعدد الاشكال والصور وهذا مايميزني عن بقيه الشعراء في العالم اني اكتب شعرا مغايرا عن ما يكتبه الاخرين  انا شجرة الشعروانت اوراقهامتى ما مر الخريف تسقطين اما انا سوف اورق في ربيع قادم المدينة تنفض ابناءمع غبارها وترتدي حلتها  العتيقةفي انتظار رجل قادم من من اقصى الكلمات يطلق عليها شعرا فتموت من الرقص على اصابعي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12340
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13