شخصيا لست مستغربا ما حدث ويحدث في الواقع الرياضي العراقي بعد أن فرض منطق الفوضى نفسه وتوضحت من خلال ما يجري صورة سوداوية ترسخت كثيرا في نفوسنا حول هذا الواقع, والاليات والأساليب التي تدار بها مقدرات الرياضة في البلد، وهي صورة ترسم ظلالا أكثر بؤسا وتشاؤماً ما لم يعاد النظر في أمور كثيرة، ويجلس العقلاء وأهل الحكمة حول طاولة الحوار الذي ينقذها مما هي فيه من صراعات وخصومات سيزداد سعيرها وتفرض المزيد من التشرذم والضياع لرياضة لا تزال تبحث عن كيان حقيقي. وعندما أقول إني لست متفاجئا أو مستغربا من الذي يحدث, فلأن ترسبات ومخلفات ما أفرزته السنوات السابقة من العمر الرياضي لا تزال هي العقدة التي تتحكم في المنشار, وهي عقدة قابلة للأتساع والتمدد في كل الاتجاهات مع بدايات العد التنازلي للأنتخابات المقبلة سواء ما يتعلق بالأندية التي دشن بعض منها أنتخاباته التي جرت على وفق قانون نافذ ولم ينجح أهل الرياضة حتى اللحظة في أيجاد قانون جديد يجسد المتغيرات والوقائع الجديدة في مسيرة الأندية الرياضية، برغم ما أنجزته اللجنة الثلاثية قبل أشهر من مسودة قانون الأندية الجديد الذي سيبقى مركونا على الرف بأنتظار الدورة التشريعية المقبلة لمجلس النواب الجديد, كما ينتظر المجتمع الرياضي في الشهر المقبل إنتخابات الأتحادات الرياضية برغم الإختلافات والخلافات المزمنة حول اليات إجراء كل إنتخابات حتى مع حسم المجلس الأولمبي الاسيوي في أكثر من مناسبة للأمر، برغم إنه ليس جهة معنية بشأن رياضي محلي محض لا يستدعي كل هذه الإنثيالات مع إننا لم نحسن حتى الان صناعة مقاربات وطنية تستند الى مبدأ الوفاق والإتفاق حول الأمور المختلف عليها طالما نفتقد أصلا الأرضية القانونية الصحيحة التي تفرز ممارسات سليمة ومنها مبدأ فصل السلطات.
واللافت أن ما يحدث ليس بالأمر المستغرب أو العجيب في ظل الأحتقان الصريح بين اركان البيت الرياضي العراقي، برغم إدعاءات المسؤولين خلاف ذلك, بل أن تطورات الاحداث في أوقات مختلفة تذهب في إتجاه اخر وتولد الأنطباع بأن فيروس السياسة العراقية قد أنتقل الى أهل الرياضة عبر إفتعال الأزمات التي تضاعف البؤس وتكرس الانقسام وتوسع شقة الخلافات وتضاعف التشتت الذي معناه الأنشغال بالمشاكل وفك عقد الأزمات، بدلا من الأرتقاء بالأداء الرياضي وتركيز الجهود في تحسين الأنجاز. وهنا وعند التطرق الى ما حدث وبعض من مسبباته التي تدخل في إطار الصراع على المصالح وتحقيق المكاسب ونتاج التقاطعات الحادة والتكتلات التي تضعف ولا تقوي واقع الحال الرياضي البائس لدينا, لن أدافع عن أحد أو أبرئ ساحة اخر، طالما ان الجميع يتحملون مسؤولية ما الت اليه الأمور وما بلغته من تعقيدات وصلت الى حدود تقاذف التهم ونشر الغسيل والمهاترات التي تسيء الى الرياضة أولا وأخيرا، وتضاعف لدى الرأي العام الشعور المنطقي بعبثية ما يجري في الوسط الرياضي، وعدم إختلافه بشيء عن واقع حال أهل السياسة، وهي قناعة طالما حذرنا مرارا من خطورة ترسخها لدى الرأي العام من أهل الرياضة الذين خشينا عليهم الإرتماء في الحاضنات السياسية والإستقواء برجال السياسة على بعضهم البعض.
السطر الأخير
** يخلص الساسة في خدمة الشعب حين ينسون أنفسهم.
|